أحمد الجمَّال يكتب: لغة الإعلام العربى

أحمد الجمَّال
أحمد الجمَّال

بقلم: أحمد الجمَّال

جميلٌ أن نتعلّم اللغات، للتواصل الحضارى والمعرفى مع الآخرين فى هذا العالم الفسيح. هذه مسألة لا يختلف عليها اثنان، لكن الأمر لا يقتصر على اللغة، بل ينسحب على اللهجات المختلفة فى عالمنا العربى، التى يبدو بعضها كأنه أضحى لغة مستقلة عصيِّة على فهم العرب أنفسهم!

نحن المصريين، لم تكن لدينا مشكلة فى التواصل مع كل أبناء الأقطار العربية، ربما لأننا الوحيدون الذين نتحدث بلهجتنا الدارجة ويفهمنا الجميع بسهولة، بفضل تأثيرنا الكبير - تاريخيًا - فى كل ثقافات هذه الدول، من خلال الأفلام السينمائية والدراما التلفزيونية التى وُلدت مبكرًا ونقشت بصمتها الواضحة فى كل هذه الشعوب الشقيقة.

إلا أن الحال تبدّلت الآن، مع عصر الانفتاح الإعلامى والتكنولوجى الذى نعيشه راهنًا، فكثيرًا ما نستمع لمقابلة تلفزيونية يتحدّث فيها شخص من دول المغرب العربى، أو نقرأ تعليقًا لمواطن خليجى على مواقع التواصل، ونتسمر أمامه، ولا نفهم منه شيئًا. بينما لو قال مصرى لفظة دارجة غارقة بجذورها فى العامية المصرية، فسيفهمها الجميع من دون عناء.
سمعت ذات مرة نكتة عن عربى سافر إلى أمريكا، وكان يبحث عن مكان يركن فيه سيارته، فسأل عاملًا فى مول تجارى:

«?Hi, can I bark here» (هل يمكننى أن أنبح هنا؟)، فأجابه الرجل:
«Sure, It,s a free country. You can bark wherever you want»
(بالتأكيد، إنه بلد الحرية. يمكنك أن تنبح كما تريد).

وبما أن حرف الـ«P غير موجود فى العربية، فإن نطقِه ليس سهلًا كباقى الحروف، خاصة إذا تعلّم الشخص اللغة الإنجليزية فى سن متأخرة.

هذه حال بعض العرب مع الإنجليزية، فما بالنا بلهجاتنا العربية! أتمنى أن نعتمد الفصحى أو حتى ما يُسمى بـ«اللغة البيضاء» فى كل وسائل إعلامنا العربية، ليسهُل تواصلنا جميعًا فى زمن السوشيال ميديا.