استيفان روستي.. الزوج الوفي الذي أصبح أول مخرج روائي مصري

استيفان روستي
استيفان روستي

من خلاله عمله كمترجم فى أوروبا.. التقى بكبار نجوم السينما وبدأ في ممارسة النشاط المسرحي والسينما الذي عشقها منذ الصغر حتى عمل ممثلا ومساعدا للإخراج ومستشارا فنيا لبعض الشركات السينمائية.. إنه الفنان ستيفان روستي الذي انتقل إلى باريس ليدرس فن العمل المسرحي حتى التقى بالمخرج محمد كريم الذي نصحه بالعودة إلى مصر ليبدأ من هناك.

وبالفعل جاء إلى مصر مرة أخرى والتحق بفرقة عزيز عيد ثم انتقل إلى فرقة نجيب الريحاني ومنها إلى فرقة يوسف وهبي، وقد أهلته خبرته فى إتقان اللغات الثلاث الفرنسية والانجليزية والايطالية فى احتلال مكانة خاصة لدى الفنان يوسف وهبي الذي ساعده على تعريب بعض الروايات الأجنبية الذي حققت نجاحات كبيرة . 

الفنان استيفان روستى النمساوي الأصل من سلالة البارونات ومن عائلة ارستقراطية ثرية شهيرة ولد فى 16 نوفمبر عام 1891 بحي شبرا بالقاهرة وبعد تخرجه من المدرسة الخديوية سافر إلى أوروبا مع والدته ليعمل هناك.

وتكمن فرصته الحقيقة مع المنتجة والفنانة عزيزة أمير بعد ان أسندت إليه إخراج أول فيلم روائي مصر تحت عنوان "يد الله" بعد ان أخرجه المخرج التركي وداد عرفيوالذي قد لاق استياء كبير لدى عرضه.

فقام استيفان روستى بإعادة صياغة الفيلم بالكامل الا مشهدين فقط وشارك فى التمثيل فيه وتم عرض الفيلم مرة أخرى بسينما مترو بول فى 16 نوفمبر عام 1927 تحت اسم "ليلى" وقد حضر العرض رجل الاقتصاد الأول طلعت حرب باشا وأمير الشعراء احمد شوقي وعدد كبير من الفنانين والصحفيين ولاق الفيلم نجاحا كبيرا ،وبذلك يعتبر استيفان روستى أول مخرج روائي مصري.

وبعدها توالت عليه الأعمال لإخراجها حتى بلغت عشرة أفلام مثل: عنتر افندى،الورشة، كشكش بيه ومن ثم استغل موهبته الفنية فى التأليف فقام بتأليف فيلم "قاطع طريق" عام 1958 وقام ببطولته رشدي أباظة وهدى سلطان وفيلم ابن الذوات وقام ببطولته إسماعيل يس ونجاح سلام.

وقدم استيفان روستى طوال مشواره الفني حوالي 380 فيلما سينمائيا ما بين إخراج وتمثيل وتأليف واستطاع ان يقدم شخصية الشرير خفيف الظل بأسلوبه المتميز الذي قام فيه بمزج ادوار الشر مع الكوميديا مثل أفلام قلبي دليلي،القلب له احكام،حبيبي الأسمر.

اقرأ أيضا| ليلى مراد في ورطة بسبب الرجيم

عاش استيفان روستى مضربا عن الزواج حتى وصل إلى سن 45 وبعدها تزوج من فتاة ايطالية تدعى ماريانا عام 1936، وقد عانى اشد المعاناة فى حياته عندما توفى ابنه الأول بعد ولادته بأسبوع وبعد ان أنجبت زوجته طفلها الثاني مات بعدها بثلاث سنوات فتعرضت زوجته لحالة انهيار عصبي حاد وقام استيفان بمراعاتها وقام بنقلها إلى عدة مستشفيات لعله يجد الأمل فى علاجها دون ان يمل واشتهر فى الوسط الفني بالزوج الوفي وظلت زوجته فى المستشفى حتى وفاته.

وفى عام 1964 كان يجلس استيفان روستى على احد مقاهي وسط البلد مع احد أصدقائه فتوفى اثر أزمة قلبية مفاجئة، وقد قدم الفنان إسماعيل يس طلب إلى نقابة الممثلين مطالبا التدخل من اجل مساعدة أرملته "ماريانا" التي لم يعد لديها مصدر للدخل بعد وفاة استيفان حتى قامت بتحمل نفقات سفرها إلى عائلتها فى ايطاليا خصوصا انه لم يعد لديها أي أقارب فى مصر بعد وفاة زوجها.