«الكماليون الجدد».. الرقصة الأخيرة للإرهابية

سر وثيقة جبهة التغيير.. ومحاولة الجماعة منح نفسها قبلة الحياة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب: أيمن فاروق

في محاولة بائسة ويائسة للعودة إلى الحياة مرة أخرى، حاولت الجماعة الإرهابية "العصابة الإخوانية سابقا"، أن تمارس ما اعتادت عليه على مر تاريخها الزائف والملطخ بالدماء الممزوج باللعب بالدين واستخدامه طوعا لأهدافهم الخبيثة، حيث عقدت اجتماع ما سمي "بجبهة الكماليون الجدد" أو "التغيير" كما زعموا، في فندق وندهام جراند جونشلي في اسطنبول، ورقصوا على جثمان عدة قضايا هي بالنسبة لهم في طي النسيان مدعين مناقشتها، ومحاولة إيجاد الحلول لها، لينتهى الإجتماع بإعلان "الوثيقة الأولى الإصدار السياسي لتيار التغيير بالجماعة" تحمل شعارات مطاطية لا لون لها ولا رائحة، معتقدة أنها بذلك تمنح نفسها "قبلة الحياة" مرة أخرى والعودة من حالة الموت إكلينكيا، ظنًا أن اعترافها بالوقوع وحلفائها في أخطاء سوف يجذب مؤيدين لها، كما رفعت عدة شعارات فضفاضة منها القضية الفلسطينية والسجناء، والإختلاف في الرؤى والتصورات بين الإيدلوجيات المختلفة في محيط واحد، متجاهلة أن مبدأها الذي ترتكز عليه هو السمع والطاعة، لا يعرف إلى الاختلاف طريقا، كما تجاهلت الوثيقة انشقاق الجماعة الذي جعلها جماعة برأسين لا يستطيع قادتها حل خلافات التنظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه، ما سر توقيت طرح تلك الوثيقة؟، والهدف من ظهور تيار التغيير الأن؟!، وهو ما يجيب عليه خبراء أمنيين ومتخصصين في ملف التطرف والإرهاب.

 

بداية قال اللواء أشرف أمين، الخبير الأمني: إن جماعة الإخوان الإرهابية من الواضح خلال الثلاثة أعوام الماضية، ومع بداية الإنشقاق الذي ضرب تلك الجماعة المسماة بالإخوان وهي تترنح، وتحاول البحث لنفسها عن مخرج ومحاولة إعادة وجودها مرة أخرى على الساحة بشكل أو باخر أو بأي نمط مختلف لكنها غير قادرة على ذلك؛ حيث أن قدرتها في الوجود تنعدم وخاصة في مصر، حيث أنها أول دولة يتم الصعود فيها على منصة الحكم، وعندما بدأت تفقد مصداقيتها لدى الشعب حاولوا أن يوجدوا انفسهم بشكل متحور لكنهم فشلوا وسوف يفشلون في جميع محاولاتهم حتى محاولتهم الأخيرة فيما أطلقوا عليه وثيقة الجبهة الثالثة، وما تم النص عليه في تلك الوثيقة ما هي إلا رسائل خادعة، في محاولة إظهار أن الجماعة قوية وأن الصراعات قد حسمت، لكن كل ذلك يدل في الحقيقة على ضعف تلك الجماعة الإرهابية، في الفترة الحالية، حيث أننا لاحظنا أن هناك محاولات كثيرة وبعض التلميحات في السياسات ووجود الرأي والرأي الأخر، وهي محاولا كلها بائسة ويائسة، لأنهم فقدوا وجودهم، وهذا ما يجعل منير يعلن انسحابه من الصراع على السلطة في مصر وإعلان جبهته الانسحاب من أي معارك عليها.

 

وأشار أمين، إلى أن هؤلاء مخادعون لا يظهرون ما يبطنون به، حيث اعتدنا على أن تنظيم الإخوان له من العناصر السرية التي تدير بشكل أقوى من المعلن عنه، لكن ما هو واضح أمامنا ونلمسه أن هذا التنظيم الإرهابي وصلوا إلى أعلى منحنى من الضعف؛ حيث أن التنظيم الدولي في لندن به سياسات قد تغيرت كثيرا، وتلك الوثيقة الأخيرة أو وثيقة التغيير كما يطلقون عليها مثل ما سبقها من وثائق ومحاولات عودة فكرة المصالحة مع الإخوان بطريقة أو بأخرى وهذه الفكرة مستبعدة تماما، فهم يعلمون جيدا اخطاءهم لكنهم لا يعترفون بها وهم يظنون أن الدولة والشعب المصري سوف ينطلي عليهم هذا الأمر وتلك الخدعة.

وأضاف اللواء أشرف أمين؛ محاولات الإخوان الأن هي إيجاد جيل جديد على السطح، والدخول بصيغة دعوية بأكثر منها أي شيء أخر، وإثارة فكرة الدعوة الإسلامية ثم التمحور إلى شق أخر والزيادة في الأعداد، وبعض الجماعات التي تتبعهم تنخرط تحت عباءة الإخوان، ولكن الثابت واليقين القطعي انه لا أمان لهم ولا عهد لهم، وهم خونة في كل زمان ومكان يتواجدون فيه، موضحًا أن تلك الوثيقة تؤكد حالة الضعف وأنهم يحاولون أن يوجدوا أنفسهم بشكل أو بأخر للتعايش، فهم موجودين بالفعل لكنهم في حالة سكون ويحاولون إيجاد أرضية معينة لخلق أجيال جديدة.

وأنهى أمين، هؤلاء "لن تقوم لهم قائمة" لعدة سنوات طويلة تقترب من العقدين أو أكثر حتى تنسى ذاكرة الشعب ما ارتكبوه من جرائم، كما أن الإنشقاق داخل الجماعة إلى جبهتين في تركيا والصراعات المالية وغيرها كانت دليلا على بداية النهاية "للإرهابية".

 

مرحلة الإضمحلال
وقال اللواء رضا يعقوب، الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي: هؤلاء لا يمكن ان نثق بهم ولا يمكن ان نثق فيهم، فهم خلطوا السياسة بالدم والدين، وهم في مرحلة الإضمحلال، كما أنه تم كشفهم أمام الرأي العام فهم لا قيمة لهم، والوثيقة الجديدة التي خرجوا بها من أحد الفنادق في تركيا ما هي إلا طريقة اعتادوا عليها مقهورين أمام العالم والشعب المصري لعلهم يجدوا حياة لهم جديدة، موضحًا أن جماعة الإخوان الإرهابية لها فكرين وفقا لتاريخهم الأسود، الأول حمل السلاح والأخر المصالحة، لكنهم مهما فعلوا فقد تم كشفهم امام الرأي العام، ولن تفلح أي مصالحة يحاولون التخطيط لها.

اقرأ أيضًا

مجلس الوزراء السعودي يقر مذكرة تفاهم مع مصر لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب 

الإرهابية كالحرباء
وقال اللواء رأفت الشرقاوي، الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية السابق: إن جماعة الاخوان الإرهابية، كالحرباء، يتلونون حسب مصالحهم واصطياد فريستهم، ولن يلدغ مؤمن من جحر مرتين، لهذا فإن ظهور جبهة التغيير أو الكماليين، نسبة للإرهابي الإخواني صاحب الأيادي الملوثة بدماء رجال القوات المسلحة والشرطة والشعب المصري والذي تم تصفيته في إحدى العمليات بمنطقة المعادي أو ما يطلق عليه تيار التغيير بمباديء حسن البنا وسيد قطب، الغرض منه محاولة إيجاد صيغة للتواجد بشكل أو باخر على السطح، لكن هذا مؤشر يدل على ان تلك الجماعة الإرهابية في أوهن مراحل ضعفها، بعد انشقاقها لجبهتين متصارعتين على تصدر المشهد وكل منهما يتهم الأخرى بالفساد المالي والإداري، ومع ظهور التيار الثالث "التغيير" كما ادعى، وإعلان جبهة منير انشقاقها رسميا عن التتنظيم المقرر إعلانه في تركيا تحت مسمى الكماليين، وإصدارها قبل الإجتماع بساعات وثيقة أعلنت فيها الانسحاب من أي صراع مع السلطة في مصر، وأن هدفها ليس الوصول للحكم وأنما لها أهداف أخرى، كشفت عنها في ثلاث نقاط، ولكن منير وأتباعه من الكماليين وغيرهم، يعلمون ان ما كشفوا عنه وأعلنوه يتناقض مع مبادئ زعيمهم مؤسس الارهاب في العالم حسن البنا وأن هدفهم الحكم وان الوصول للحكم كما زعم البنا ولهذا فعندما يخرج إبراهيم منير ويقول أنهم لا يريدون الحكم وزاهدين فيه فهذا كذب وتلون لأن تعاليم الإخوان التي وضعها البنا تناقض تماما لما يقولونه، لهذا فإن الإخوان يمارسون فاحشة سياسية، الهدف منها التشويش على أجواء الحوار الوطني، وقطع الطريق على استقرار البلاد، وأيضا محاولة لإيجاد طريق للحياة مرة أخرى لكنهم لا يعلمون ان الشعب المصري لفظهم ولن يقبلهم مرة أخرى.

كما أضاف اللواء رأفت الشرقاوي؛ أن الوثيقة الجديدة التي صدرت عن الإرهابية ما هي إلا استكمالا لألاعيب الجماعة، ويؤكد ضعفها ومحاولتها العودة للحياة لكنها الأن ماتت إكلينكيا ومايحدث ما هو إلا حلاوة روح.