أكَّد البروفيسور أسعد قطان، أستاذ اللَّاهوت الأرثوذكسي بجامعة مونستر، أن وثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة، التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيِّب شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة في أبو ظبي عام ٢٠١٩م، تعد من أبرز النصوص التي أنتجتها ديناميَّة الحوار الإسلامي المسيحي، مشيرًا إلى أنه نصٌّ غنيٌّ وجدير بالتأمل في كل مقطع من مقاطعه.
مستشار شيخ الأزهر: نحرص على التعاون مع المؤسسات الدينية في الداخل والخارج
وأشاد "قطان" -خلال ندوة جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب تحت عنوان "وثيقة الأخوة الإنسانية.. قراءة مسيحية عربية"- بنص الوثيقة الذي لم يعطِ تبريرات للأخوَّة الإنسانيَّة، بل يعدها بديهيَّةً من البديهيات تنبع من الإيمان بالله أولًا، ومن فكرة أنَّ الله خلق البشر متساوين في الكرامة والحقوق والواجبات، ودعاهم إلى العيش كإخوة كي «يُعمِّروا الأرض»، مشيرًا إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية تبرهن على أن تلاقي المسيحية والإسلام في الجوهريات والأمور الكبرى المتعلقة بخير الإنسان إنما هو أساس نبني عليه، ولسنا في حاجة بعد اليوم إلى استعادة الحجج القديمة كي نعيد برهنته مرةً تلو مرةٍ.
ولفت أستاذ اللاهوت الأرثوذكسي بجامعة مونستر إلى عبقريَّة وثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة في أنها أعادت وضع الحرية الإنسانية والتنوُّع النابع منها في إطار خلق الله للبشرية جمعاء؛ فشددت على الحريَّة الإنسانية «اعتقادًا وفكرًا وتعبيرًا وممارسة»، ومن هذه الحرية ينشأ الحق في الاختلاف الذي يفضي إلى التنوُّع، وهو، بحسب القرآن الكريم، مقصد من مقاصد الله في خلقه.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين -للمرة الرابعة- في فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2022م، بألمانيا، في نسخته الـ 74، في الفترة من 19 إلى 23 أكتوبر٢٠٢٢م؛ وذلك انطلاقًا من رسالة مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الهادفة إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم.
ويقع مجلس حكماء المسلمين بالمعرض في قاعة 4 جناح رقم ( J22)، وذلك بمركز المعارض في مدينة فرانكفورت بألمانيا.