الحلم يتحقق

«القاهرة الإخبارية».. انطلاقة للإعلام تناسب الدبلوماسية المنفتحة على العالم

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتب: أحمد جمال

تحول حلم إطلاق قناة إخبارية إقليمية مصرية تخاطب المجتمع الدولى إلى واقع ملموس مع وضع الرتوش الأخيرة لتدشين فضائية "القاهرة الإخبارية" ضمن شبكة قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لتكون ضمن مجموعة قنوات إخبارية إلى جانب "إكسترا لايف" وتطوير قناة "إكسترا نيوز" وكذلك الإعداد لإطلاق قناة إخبارية دولية ناطقة بأكثر من لغة، ما يمهد لانطلاقة جديدة للإعلام المصرى فى الفضاء العربى والدولي.


ودشنت "القاهرة الإخبارية" التى ترفع شعار "هنا القاهرة الإخبارية.. عاصمة الخبر"، منصاتها الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة الماضي، استعداداً لبدء بثها التجريبى مطلع الشهر القادم تزامنًا مع استضافة مصر قمة المناخ "COP27"، فى الوقت الذى ستتجه فيه أنظار العالم إلى مدينة شرم الشيخ التى تستضيف الحدث الأبرز عالميًا وبحضور عدد كبير من زعماء ورؤساء دول العالم.

الإعداد الجيد والمهنية مقدمة ضرورية للنجاح

وتأتى انطلاقة القناة الجديدة ضمن مخطط يستهدف امتلاك مصر أكبر القطاعات الإخبارية فى الشرق الأوسط، بعد تدشين الشركة المتحدة قطاع الأخبار بما يحقق الارتقاء بمستوى الخدمات الإعلامية وبالتعاون مع عدد كبير من خبراء وصناع الإعلام المحلى والدولي.

وتضم القناة كوكبة من المذيعين المخضرمين واللامعين بينهم الإعلامى خيرى حسن وجمال عنايت والكاتب الصحفى عادل حمودة وأميمة تمام وجمانة هاشم وحسانى بشير وكمال ماضى وهمام مجاهد وفيروز مكى ورغدة أبوليلة ومارينا المصرى وإيمان الحويزى ومحمد جاد.

وبثت القناة برومو دعائياً استعرض مراسليها من عواصم أهم دول العالم مثل بروكسيل التى تضم مقر الاتحاد الأوروبى ورام الله مقر رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية والعاصمة الألمانية برلين، وتونس والعاصمة السورية دمشق والعاصمة الروسية موسكو والعاصمة اللبنانية بيروت والعاصمة العراقية بغداد والعاصمة الأردنية عمان والعاصمة الكينية نيروبي، والعاصمة الاقتصادية لليمن مدينة عدن ومدينة مارسيليا الفرنسية والعاصمة الليبية طرابلس والعاصمة التركية أنقرة، ومن مدينة بنى غازى الليبية والعاصمة الأمريكية واشنطن والعاصمة السودانية الخرطوم.

تكامل  إعلامى  دبلوماسى

ويبرهن حجم انتشار القناة فى العديد من العواصم العربية والعالمية مؤشراً على حجم قدراتها الإعلامية والمادية التى تضمن نجاحها لكى تشكل طرحا إعلاميا يتناسب مع الدبلوماسية المصرية المنفتحة على كافة دول العالم، وبما يدعم إحداث التفاهم المشترك مع الجمهور العربى وتشكيل رأى عام واعٍ لما يدور فى المنطقة من أحداث، بواقعية ومصداقية ودقة كما جاء فى شعاراتها.

وأصبحت مصر شريكاً فاعلاً فى جملة من الأحداث الكبرى بفعل سياسة الانفتاح على أقطاب دولية عديدة وقدرة الرئيس عبدالفتاح السيسى على بناء علاقات دبلوماسية متزنة منحت مصر ثقلاً دوليًا بحاجة لتعزيزه من خلال ذراع إعلامية توضح للعالم وجهة النظر المصرية تجاه القضايا المختلفة وتتسم بقدر من التنوع يتماشى مع الرؤية المصرية التى تمكنت من تنويع علاقاتها، بحثًا عن تكامل مأمول بين الإعلام والدبلوماسية المصرية النشطة بالمنطقة.

وتواجه القناة الجديدة بعض التحديات لكى تحقق نجاحا جماهيريا فى مقدمتها المنافسة القوية مع فضائيات عربية عديدة تم تأسيسها منذ سنوات، وكذلك القدرة على التعامل المهنى والسريع مع الأحداث المتلاحقة عالمياً فور حدوثها، وتقديم رؤى مختلفة ومتعددة لقضايا عربية ودولية تمنحها مصداقية مطلوبة لتحقيق أهدافها الإعلامية والقومية أيضا، وكذلك مدى قدرتها على سد مساحات الفراغ التى تستغلها أطراف معادية ضد الدولة المصرية والأمن القومى العربي.. وقال إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار الأسبق باتحاد الإذاعة والتليفزيون (ماسبيرو)، إن خطوة إطلاق القناة تأخرت كثيراً مع توفر الإمكانيات المهنية القادرة وكان من الممكن تطوعيها للحفاظ على ريادة الإعلام المصرى عربيًا.

وأوضح أن نجاح القناة الجديدة سيرتبط بالأساس على وصولها إلى الانفرادات وتقديم تغطيات إخبارية مختلفة والبث المباشر للأحداث الساخنة فى مناطق مختلفة حول العالم وتقديم عمل إخبارى محترف، إضافة إلى شبكة مراسلين فى كل المناطق داخل وخارج مصر، ويمكن الاستفادة من تقليص التكلفة الاقتصادية للبث التى كانت تتطلب فى السابق أجهزة ومعدات والاستعانة بالأقمار الصناعية فى حين أن الثورة التكنولوجية جعلت ذلك ممكنًا من خلال تطبيقات تستطيع نقل الأحداث بتكلفة زهيدة.

اقرأ أيضًا

الطاهري: «المتحدة» من أكبر الكيانات الإعلامية في الشرق الأوسط | فيديو

ويرى الصياد أن الإعداد الجيد لانطلاقة القناة يعد بمثابة مقدمة لنجاحها، إلى جانب تطبيق مقولة "من يولد كبيراً يظل كبيراً" عبر الاستعانة بأحدث الوسائل التكنولوجية والاعتماد على شبكة واسعة من المراسلين ونقل الأحداث فى لحظة وقوعها، بما يجعلنا أمام قناة تليق بمصر وسمعة الإعلام المصرى وبما يحقق أهداف إنشائها، بعيداً عن تكرار تجارب لم تحقق النجاح المأمول فى السابقة، والاستفادة من تلك الأخطاء.

التميز المصرى
يعتقد رئيس قطاع الأخبار الأسبق بماسبيرو أن تحقيق المهنية يتعلق بالتزام القناة بسياساتها التحريرية أو ما يمكن تسميته "المرشد الإعلامي"، وهو الذى يجعل القناة قادرة على أن تعمل وفق قواعد مهنية ثابتة على مدار الساعة، وأن تلتزم بمجموعة من القيم على رأسها الموضوعية والشفافية والتوازن والدقة ومراعاة الصالح العام والمحاسبة والمراجعة المستمرة لأى أخطاء، وفى تلك الحالة سيكون لدينا سياسة تحريرية قوية تكفل النجاح والاستقرار. 

لدى قناة "القاهرة الإخبارية" ميزة قد لا تتوفر فى غيرها من الفضائيات العربية الأخرى، بحسب الصياد، الذى يرى بأن انطلاق القناة من مصر يشكل عاملاً حاسمًا فى قدرتها على التميز بين نظيرتها من الفضائيات العربية، ويرجع ذلك لوجود عدد كبير من المفكرين والأدباء والشعراء والساسة والاقتصاديين، كما أن كافة التجارب العربية الأخرى كانت حريصة على الاستفادة من القوة الناعمة المصرية والعقول القادرة على وضع تصورات لطبيعة ما يحدث فى العالم.

وشدد على أن مصر لديها قدر كبير من التنوع بين بيئى وفكرى وديموجرافي، وهو قيمة مهمة لإنجاح القناة التى يجب أن تحدد أولويات القضايا التى تناقشها حسب أهمية الخبر أو الحادث وليس موقعه الجغرافى حتى وإن كان فى مصر، وهو ما يمنح القناة شكلا من أشكال التنوع. 

المرسى: إعلامنا قادر على المنافسة وعوائدها القومية تفوق أى إنفاق

عائد لا يقدر بثمن
وقال الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الإعلام المصرى قادر على المنافسة، ولدى مصر كفاءات عديدة فى مجال العمل الإخباري، جرى الاستعانة بها من قبل مع انطلاق العديد من تجارب الفضائيات الإخبارية العربية، سواء كان ذلك على الشاشة أو خلفها، وأن النجاح يتعلق بالأساس بوضع استراتيجية وخطة تتضمن رؤى تفهم طبيعة الآخر وكيفية الوصول إليه.

وأضاف أن الخطة التى يتم وضعها على المدى القريب والبعيد يتم متابعتها أول بأول، والتعامل المباشر مع أى عراقيل تجابهها خلال التنفيذ، وتقديم أخبار مجردة وبرامج تحلل جهة النظر المصرية والعربية بشكل عام.

يؤمن المرسى بأن الإنفاق المالى على الخدمة الإخبارية مكلف للغاية وقد لا يحقق أهدافا ربحية لكن عوائد القناة على المستوى القومى تفوق أى أموال يتم صرفها، مع ضرورة أن تتسم القناة بشفافية كبيرة تضمن إقناع الجمهور بالرسالة التى تقدمها وإتاحة الفرصة أمام رؤى معارضة لتوجهات الدولة المصرية لكن السماح بظهورها على منصات مصرية أفضل من تركها أسيرة لفضائيات أخرى معادية، وضرورة التيقن من أن الجمهور لديه اختيارات عديدة سيلجأ إليها فى حال لم تتحقق رغباته من القناة المصرية.

عناصر الإجادة
واتفق المرسى مع ما ذكره الصياد من أن تميز القناة ينبع من قدرتها التواجد فى مواقع الأحداث والقدرة على تحقيق تغطية إعلامية تبرز الجوانب المهنية للقناة، وهو ما يتوقف على مدى اختيار كوادر متميزة والاستمرار فى تدريبها وإتاحة الوسائل التكنولوجية الحديثة أمامها، مع ضرورة الوصول بسرعة إلى المصادر الأساسية التى تمنح مصداقية للأنباء التى تقدمها.

أعلن الكاتب الصحفى أحمد الطاهري، رئيس القنوات الإخبارية للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إطلاق البث التجريبى Extra live بداية من صباح الإثنين، وهى قناة معنية بالبث الحى المباشر لكل الأحداث الكبرى داخل مصر وخارجها وفى مقدمتها قمة المناخ".

وأضاف فى تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": "لهواة الأفلام الوثائقية ستقوم القناة بتقديم مادة فيلميه مميزة نأمل أن تحظى بإعجابكم من خلال مكتبة كبرى يمتلكها الآن قطاع أخبار الشركة المتحدة .. كل التحية للزملاء".

اقرأ أيضًا

القاهرة الإخبارية: 40% من العاملين بالقناة أبناء ماسبيرو| فيديو