«ردود فعل دولية» بعد استقالة رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس

 رئيسة الوزراء البريطانية المُستقيلة ليز تراس
رئيسة الوزراء البريطانية المُستقيلة ليز تراس

كتبت: إسراء ممدوح

 

شهد إعلان استقالة رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، اليوم الخميس 20 أكتوبر، ردود فعل عالمية، لتصبح بذلك صاحبة أقصر مدة حكم في تاريخ بريطانيا.

علق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في بيان أصدره اليوم، بخصوص استقالة ليز تراس، بعد 6 أسابيع فقط على توليها منصبها، إن "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حُلفاء أقوياء وأصدقاء دائمون وهذه الحقيقة لن تتغير أبدُا".

اقرأ أيضًا: بين 9 رؤوساء حكومات.. ليز تراس الاقصر في الجلوس بالمنصب

وأعلن البيت الأبيض، أنّ الولايات المتحدة ستحتفظ بالعلاقات الوثيقة مع أي شخص سيخلف ليز تراس.

وقال رئيس موظفي البيت الأبيض، رون كلاين، إنه "لطالما كان لبلدنا علاقة خاصة مع المملكة المتحدة بغض النظر عن الانتماء الحزبي لرئيسنا أو سياسات رئيس وزرائهم".

وأعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن أمله "بحصول الاستقرار في بريطانيا بأسرع وقت".

وعلقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على استقالة رئيسة الوزراء البريطانية، عبر حسابها الشخصي، علي قناتها الشخصية في "تليجرام": أن "بريطانيا لم تعرف قط رئيس وزراء كهذه".

ونشر نائب رئيس مجلس الأمن في روسيا الاتحادية، دميتري مدفيديف، على قناتها الشخصية في " تلجرام" : "أن ليز تراس تستحق جائزة نوبل في الاقتصاد لأسرع انهيار في الشئون المالية الوطنية".

وذلك بسبب ارتفاع معدل التضخم في بريطانيا لأعلى مستوى منذ 40 عامًا، حيث قفز إلى 10.1 % خلال شهر سبتمبر الماضي.

وأكدت تراس، أنها ستبقى في منصب رئاسة الوزراء لحين اختيار خليفة لها.

وأوضحت ليز، أنها أبلغت الملك البريطاني، تشارلز الثالث، باستقالتها من زعامة حزب المحافظين، وستجري انتخابات مبكرة للحزب الأسبوع المقبل لاختيار رئيس جديد.

مُواجهتها سيل من الانتقادات

وفي 19 أكتوبر، شبهت تراس، نفسها بـ"المقاتلة لا المستسلمة"، خلال كلمة ألقتها أمام البرلمان الإنجليزي، بينما واجهت معارضة قاسية وغضب عارم في صفوف حزبها المحافظين، بسبب خطتها الاقتصادية.

واعتذرت تراس للبرلمان، يوم أمس، واعترفت بأنها ارتكبت أخطاء خلال فترة رئاستها القصيرة لحكومة المملكة المتحدة، فيما هتف بعض النُواب خلال كلمة تراس "قدمي استقالتك!".

ووسط صيحات الاستهجان، قالت تراس: "إني مقاتلة ولست مستسلمة، ولقد اتخذت خطوات وفقًا لمصلحتنا الوطنية، لضمان الاستقرار الاقتصادي، وقمنا بالإيفاء بما وعدنا به فيما يتعلق بضمان أسعار الطاقة، والتأمين الوطني".

وتوجهت إلى زعيم حزب العمال البريطاني، كير ستامر، قائلة: "ليس لديه أي فكرة أو خطة أو بديل".

وأثارت حزمة التخفيضات الضريبية غير الممولة التي تم الإعلان عنها في 23 سبتمبر، اضطرابات في الأسواق المالية، وتراجُع سعر صرف الجنيه الإسترليني وزادت تكلفة الاقتراض الحكومي في المملكة المتحدة، ما دفع بنك إنجلترا للتدخل لمنع وصول الأزمة إلى الاقتصاد الكلي وتعريض معاشات التقاعد للخطر.

وفي سياق متصل، تحت ضغط سياسي واقتصادي مكثف، أقالت تراس الأسبوع الماضي حليفها، كواسي كوارتنج، من منصب وزير الخزانة، وحل بديلًا له جيرمي هانت، السياسي المخضرم الذي شغل مناصب وزارية عدة.

وألغى هانت، يوم الاثنين كل التخفيضات الضريبية تقريبًا، التي فرضتها تراس، وسياستها الرئيسية في مجال الطاقة ووعد بعدم إجراء تخفيضات في الإنفاق العام، مشيرًا إلى أن الحكومة ستحتاج إلى توفير مليارات الجنيهات، وهناك "العديد من القرارات الصعبة" التي يتعين اتخاذها قبل أن يضع خطة مالية متوسطة الأجل في 31 أكتوبر الحالي.

وطالب وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، نُواب الحزب بمنح تراس فرصة أخرى، قائلًا: "الأخطاء تحدث"، مُضيفًا: "ما عليك فعله هو إدراك توقيت حدوثها والتحلي بالتواضع لإجراء تغييرات عندما ترى أن الأمور لم تسر على النحو المنشود".

وكانت نتائج الاستطلاع التي أجراها معهد "ويتش" البريطاني، أن ملايين البريطانيين يفوتون وجبات طعام بسبب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية التي نجمت عن تجاوز التضخم نسبة 10% الشهر الماضي.

وأكد الاستطلاع الذي شمل حوالى 3 آلاف شخص أن نصف الأسر البريطانية تخفض عدد الوجبات اليومية، وأكدت نسبة مماثلة أنها تواجه صُعوبة في تناول أطعمة صحية مقارنة بمرحلة ما قبل الأزمة وتختار وجبات جاهزة لخفض استخدام الغاز أو الكهرباء، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي وقت سابق، كانت الجمعية البريطانية لحماية المستهلك قد حذرت، من أن ملايين الأسر البريطانية قد تجد نفسها في حالة فقر على صعيد الطاقة وهي عاجزة عن الحصول على التدفئة المناسبة خلال الشتاء بعدما قصر وزير الخزانة الجديد جيرمي هانت بشكل كبير مدة تحديد سقف لفواتير الطاقة.