تعرف على القيمة الاقتصادية للرمال السوداء وأسباب إقامة مصنع لها| تقرير

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



تُعدُّ الرمال السوداء، أحد الكنوز والثروات التى قررت مصر استغلالها والاستفادة منها، وتطويعها لخدمة الاقتصاد القومي وتتواجد في المنطقة الشاطئية بين رشيد ودمياط.
والرمال السوداء، هى رمال شاطئية ثقيلة سوداء اللون، تترسب عند مصبات الأنهار وتحتوى على نسبة من المعادن الاقتصادية (إلمنيت – زيركون – جارنت – روتايل – ماجنتيت)، بالإضافة إلى المونازيت الذى يحتوى على المواد المشعة وبالتالى فهى غير صديقة للبيئة.
 وتكونت الرمال السوداء من الترسيبات والتآكلات الصخرية، والأمواج هى أهم العوامل المسببة للترسيبات، والترسيبات المعدنية سببها الرئيسى هو تآكل الصخور الشاطئية.
وتتحرك الترسيبات من فم النهر لتكون معادن رملية وصخرية على الشواطئ وإذا كانت التأثيرات الموجية شديدة تحركت الترسيبات بطول الشواطئ بدلا من الانحسار فى الدلتا فقط.
ويقع مصنع الرمال السوداء الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء في بلطيم على ساحل البحر المتوسط، بمحافظة كفر الشيخ.
فما هى القيمة الاقتصادية للرمال السوداء؟ ولماذا حرصت الدولة المصريى على إقامة مصنع لها؟ بوابة أخبار اليوم، تستعرضها في سطور التقرير التالي.


وفقا للدراسات والأبحاث التي أجرتها عدد من المعاهد البحثية والهيئات المصرية ومن بينها هيئة المواد النووية، والشركات العالمية، بشأن القيمة الاقتصادية لمشروع استغلال الرمال السوداء على ساحلي البحرين المتوسط والأحمر، فإن هذه الرمال تتكون من العديد من العناصر والمعادن التي تتجاوز ال 41 معدن، تستخدم كل منها في عدد من الصناعات المهمة، أهمها عنصر «الإلمنيت»،الذي يستخدم فى إنتاج التيتانيوم الإسفنجي وفلز التيتانيوم وسبائكه إضافة إلى معدن «الزيركون»، الذي يُستخدم في صناعة السيراميك، والأدوات الصحية والزجاج.


ويتميز معدن «الزيركون» المستخرج من الرمال السوداء، بتعدد استخداماته لدخوله في صناعة قلوب المفاعلات النووية والصناعات الحرارية، كصناعة الطوب وتبطين الأفران ذات درجات الحرارة العالية.
وتشير التقديرات إلى أن الاحتياطي الجيولوجي من الرمال السوداء في مصر، يصل إلى نحو 1.3 مليار متر مكعب تنتشر في مناطق رشيد في البحيرة ودمياط وبلطيم في البرلس بكفر الشيخ والعريش في شمال سيناء، فيما يصل متوسط تركيز المعادن الثقيلة فيها حوالي 65%، ليعد بذلك أكبر احتياطي على مستوى العالم.


وتحتوي الرمال السوداء في مصر على حوالي 8 أنواع من المعادن الثقيلة تتراوح نسبتها في تكوين هذه الرمال ما بين 1- 8%، وتصل إلى أكثر من 80% في منطقة البرلس في محافظة كفر الشيخ وهو أعلى تركيز لهذه المعادن في الرمال السوداء.
ووفقا لهذه الدراسات الخاصة باستغلال وتعدين الرمال السوداء بمنطقة البرلس، فقد خلصت الدراسة إلى أن المشروع ذو جدوى افتصادية عالية وجاذبة للاستثمار.
وكان رئيس مجلس الوزراء المصري أصدر فى سبتمبر 2014، بإنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء كشركة مساهمة مصرية.
قامت فكرة إنشاء الشركة على استخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء سواء من سطح الأرض أو من المياه وفصلها وتسويق منتجاتها محليًا وعالميًا، لتعظيم القيمة المضافة لخامات المعادن المستخلصة من الرمال السوداء وتحويلها إلى منتجات جاهزة للعمليات الصناعية المختلفة بدلاَ من تسويقها كمواد خام مما يساهم فى دفع عجلة الاقتصاد المصرى.
وحجم الطاقة الإنتاجية المتوقعة يبلغ 300 ألف طن فى العام، ويساهم فى إنتاج التيتانيوم الإسفنجى وفلز التيتانيوم وسبائكه، وثانى أكسيد التيتانيوم (البويات، البلاستيك،الورق، الجلود ).
كما يبلغ حجم الطاقة الانتاجية المتوقعة من خام الزيركون، 25 ألف طن فى العام وتستخدم هذه المادة فى السيراميك، والأدوات الصحية والزجاج، تبطين الأفران، صناعة الحراريات.
بينما يبلغ حجم الطاقة الانتاجية المتوقعة من خام الجارنت، 12 ألف طن فى العام، ويستخدم فى صناعة الحديد الإسفنجى، تغليف أنابيب البترول، الخرسانات الثقيلة، ويبلغ حجم الطاقة الانتاجية المتوقعة من خام الروتايل 11 ألف طن فى العام، ويستخدم فى صناعة فلز التيتانيوم، والأصباغ، والبويات، والورق، والمواد الغذائية.
بينما من المتوقع أن يصل حجم إنتاج أسياخ المونازيت 145 طنا فى العام، ويستخدم فى إنتاج العناصر الأرضية النادرة المستخدمة فى الصناعات عالية التقنية ومصدر ثانوى للحصول على المعادن المشعة (الثوريوم واليورانيوم).
وتأسست الشركة المصرية للرمال السوداء كإحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية في شهر فبراير 2016 برأسمال مُصدر يبلغ قدره 500 مليون جنيه تمت زيادته ليصبح 4 مليارات جنيه.
ونفذ المشروع على مساحة 80 فدانًا، حيث يضم مجمع الرمال السوداء الجديد في البرلس 6 مصانع لفصل المعادن من ركاز الرمال السوداء، وقد بدأت المرحلة الأولى للتعدين من كثبان البرلس الممتدة على الشريط الساحلي بطول 16 كيلومترًا بإجمالي 3500 فدان، وذلك باستخدام الكراكة «تحيا مصر» هولندية الصنع.
ويبلغ صافي الموارد القابلة للتنجيم في المشروع 238.5 مليون طن، حسبما أوضحت الشركة المصرية للرمال السوداء بمتوسط تركيز للمعادن الثقيلة يبلغ 3.39% تكفي للتشغيل لمدة حوالي 16 سنة بمعدل استغلال يبلغ 15 مليون طن في  سنة، وسيمثل إنتاج الشركة المتوقع حوالي 3-5% من الإنتاج العالمي.
اقرأ أيضا :  برلماني: مصنع الرمال السوداء خطوة كبرى لتعميق الصناعة الوطنية