حكايات| كنيسة كفر الدير.. «تحفة معمارية» من أقدم كنائس الوجه البحري 

كنيسة كفر الدير.. «تحفة معمارية» من أقدم كنائس الوجه البحري 
كنيسة كفر الدير.. «تحفة معمارية» من أقدم كنائس الوجه البحري 

قرية صغيرة من أقدم قرى محافظة الشرقية، تضم كنيسة كفر الدير المقدسة الأثرية، التي تتمتع بخصوصية نادرة جدا لدى زوارها من كل أنحاء البلاد، حيث تعمها الروحانيات الساعية لنيل البركة.

 

يرجع تاريخ بناء دير الملاك ميخائيل الأثري الواقعة بناحية كفر الدير في المنيا القمح والكنيسة الأثرية المسماة على اسم الملاك ميخائيل إلى القرون الأولى للمسيحية، حيث ورد عنها في كتاب البطاركة وكذلك تاريخ الكنائس والأديرة لأبو المكارم 1209.

 

فقبل دخول العرب والمسلمين إلى مصر، ورد خلال العصر الأموي، وهو متفرد على ربوة تعلو 8.5 متر على منسوب الأرض الزراعية المحيطة، وهو ما حفظ مبانيه من الرطوبة وكان عامرا بالرهبان حتى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث بني على الطراز المعماري القبطي الشرقي.

 

أما تاريخ بناء الكنيسة فيرجع إلى سنة 1530 أي في عصر السلطان سليمان القانوني، ومن الملاحظ أنه لكبرالحجاب لا يمكن أن يكون قد دخل إلى الكنيسة إلا مفككا لقطع وتم تركيبه داخل الكنيسة، وذلك لعدم وجود فتحات تسمح بدخول حجاب بهذا الحجم.

 

شيدت الكنيسة في القرن الرابع الميلادي على الطراز البيزنطي بالطوب والحجارة المتماسكين بمادة صلبة تشبه الطين، وتسمى «القصر ملى»، وتتكون من رمل وجير وحمرة، وتشبه الكنيسة التي لم يستخدم في بنائها الحديد أو الخشب وليس لها سقف، وأديرة وادي النطرون وغيرها من الأديرة الأثرية من حيث القباب المرتفعة جداً على شكل صليب متساوي الأضلاع.

 

 

وتتميز كنيسة كفر الدير عن غيرها بظاهرة فلكية، وهي تعامد أشعة الشمس على مذابح الملائكة «ميخائيل، مارجرجس، والسيدة العذراء» في عيدهم، وهي ظاهرة تشبه ظاهرة تعامد الشمس سنوياً على تمثال رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل بالأقصر.

 

 

وتتعامد الشمس داخل كنيسة الدير في أول مايو من كل عام على مذبح الشهيد مار جرجس، وفي 19 يونيو على مذبح رئيس الملائكة، وفي 23 أغسطس على مذبح القديسة العذراء، وذلك خلال القداس الذي يمتد لما يقرب الساعة.

 

وتذخر الكنيسة بالمخطوطات والأباريق والأيقونات والكتب المقدسة التي يبلغ عمرها ما يقرب من ألف عام، إضافة إلى بئر أثرى يصل عمقه إلى 20 متراً، وبها شجرة ضخمة عمرها مئات السنين، بالإضافة لعشرات الكنوز الأثرية، أبرزها الأيقونات الثلاث، وحجاب الهيكل الأوسط.

 

وقال ويصا حفظي، كاهن الكنيسة التابعة لإيبارشية الزقازيق ومنيا القمح، إن كنسبة كفر الدير من أقدم الكنائس في الشرقية بل في الوجه البحري، ويرجع إنشاء «الدير إلى القرن الرابع الميلادي 810 أيام الدولة الطولونية.. والشمس تتعامد داخل الكنيسة ثلاث مرات سنويا».

 

حفظي يحكي كذلك أن القداس يشارك فيه الأقباط والقساوسة من مختلف المحافظات والشرقية، فضلا عن الشخصيات العامة والسياسيين وهم من المسلمين والأثريين وعلماء الفلك لرصد ومتابعة تعامد الشمس.

 

وأثناء أعمال ترميمات للكنيسة رصد الأثريين بعد فتح القباب التي كانت مغلق منذ عدة قرون للأسباب غير معلومة، ظاهرة تعامد أشعة الشمس على المذابح الثلاثة كلا من ذكرى عيده، والتي على الفور تم استدعاء الخبراء من معهد البحوث الفلكية وعلماء الآثار لزيارة الكنيسة ودراسة هذه الظاهرة، وفقا لحفظي.

 

 

والكنيسة تحفة أثرية مشيدة على النظام البيزنطي الشرقي من القرن الرابع الميلادي بالطوب والحجارة فقط مع مادة تشبه الطين ولكنها صلبة تسمى «القصر ملي» تتكون من «رمل، جير، حمرة»، ولا يوجد بالدير سقف فهو عبارة عن قباب مرتفعة جدا على شكل صليب متساوي الأضلاع شبيه بأديرة وادي النطرون وغيرها من الأديرة الأثرية.

 

وتوجد بها منارة عالية، وجرس منقوش عليه صورة لرئيس الملائكة ميخائيل، وبجوار المنارة توجد شجرة ضخمة يرجع عمرها إلى مئات السنين، وفي منتصف الكنيسة بئر أثري يصل عمقه إلى 20 متراً، كما تحيط بالمبنى حديقة صغيرة من الجهة الغربية، وملحق بها مبنى للخدمات.