مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين..

نهلة الصعيدي: ضرورة تلاحم مساعي القيادات الدينية مع جهود المختصين لحماية البيئة

مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين
مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين


شاركت أ.د نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر  لشؤون الوافدين، في مؤتمر «الشراكة الدولية للجامعات الإسلامية للحد من ظاهرة التغير المناخي» الذي تنظمه جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بالهند، بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية بجمهورية مصر العربية، بحضور عدد من القادة الدينيين والخبراء الأكاديميين بالجامعات والهيئات الإسلامية حول العالم، بهدف تناول رؤية الدين الإسلامي وأهمية التضامن الإنساني العالمي في الحد من آثار التغيرات المناخية.

في بداية كلمتها قالت أ.د نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، إن العالم يمر هذه الأيام باضطرابات وتحديات لم يشهد لها مثيل من قبل، وهو ما يحتم على الجميع أن يعملوا دون هوادة من أجل إحداث اتزان في النظام البيئي الذي يحيط بالإنسان، وإن كان زمن المعجزات قد انتهي، فإن العمل الجاد وفق أطر منهجية هو  السبيل الوحيد أمام البشرية لتعبر من كل هذه المخاطر، وإذا كان السلوك البشري هو المسؤول عن كل هذه الكوارث والفواجع، فعلى الإنسان أن يعيد توجيه نمط حياته بشكل حضاري يلائم المتغيرات التي ظهرت في السنوات الأخيرة، بما يجعله قادرا على الاستفادة من كل مكونات النظام البيئي  بكفاءة عالية وعدالة تضمن للأجيال القادمة حق الاستفادة منه.

وأكدت مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين، على ضرورة أن تسود الروح الأخلاقية بين الأفراد بشكل خاص وبينهم وبين البيئة الخارجية بكل مكوناتها بشكل عام؛ لتصحيح مسار الإنسانية وفق أطر أخلاقية، وهو المبدأ الذي انبثقت منه الحضارة الإسلامية ، التي لم يشهد التاريخ حضارة في رقيها، فشملت مظاهر حضارتها الإنسان والحيوان والنبات بل وحتى الجمادات، كما أن الدين الإسلامي هو دين حياة كاملة وليس دين عقيدة فقط، فنجد أن تعاليم الإسلام نظمت تعاملات الإنسان مع كل شيء حوله، بل وصل الأمر أن جعلت الحرص والحفاظ على مكونات النظام البيئي المحيط بالإنسان أمر وأجب ومن تتمة الإيمان.

وأشارت الصعيدي، إلى ضرورة تلاحم مساعي القيادات الدينية مع جهود المختصين والباحثين في مجال حماية البيئة، من أجل أن تجتاز البشرية كل الأخطار التي تحدق بها؛ لأن النتائج البحثية والجودة العليمة تحتاج إلى وعي وإيمان؛ لتترجم لسلوك واقعي يضمن إحداث أثر إيجابي على حياة الإنسان، وإلا ستصبح هذه الجهود مجرد مطويات لا تتعدى المكتبات العلمية ولا يطلع إليها غير المختصين، وهنا يبرز  أهمية القادة الدينيين في العمل على خلق وعي جمعي يترجم الحقائق العلمية والتوصيات البحثية التي خلصت إليها الجهات العلمية على مستوى العالم.