حمدي رزق يكتب: القبة الفداوية الإعدادية «بنات»

حمدي رزق
حمدي رزق

صورة طابور الصباح بمدرسة القبة الفداوية الإعدادية ( بنات )، صورة بألف مما تحبون، مدهش، راقٍ، رائع من الروعة، فيها حاجة حلوة.

بنات لطيفات بضفائر مجدولة، ووجوه نضرة، وابتسامة تملأ الكون إشراقا، تصدح أصواتهن الندية بكلمات مكتوبة بحبر القلب، ينشدون النشيد، أجمل نشيد، نشيد الصاعقة.

تخيل بنات زي الورد المفتح، ينغمن كلمات بسيطة عميقة المعني، تحمل بعضا من روح الوطن، تغتبط، ينشرح قلبك، وتسر نفسك، ويتغير طعم الحياة في فمك.. بكلمات صاغها الجنود، تغني الصغيرات «قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه؟»

كورال جماعي ينشد وراء مدرس الموسيقى الجميل، بآلات بسيطة وحماسة متدفقة تسري في الأوصال، يصفقن مع الإيقاع، إيقاعهن يقع في القلوب يهزها طربا..

في طابور الصباح في مدرسة البنات، يجول البصر بين الصفوف، فيرى البنات مغتبطات، يستقبلن اليوم الدراسي بفخروافتخار بآبائهم على الحدود، يرسلن رسالة حب تحمل أجمل المعاني.

البنت أم ضفيرة تصبح على الجدع اللي رابض على الحدود، الجندي المصري محظوظ بهذه المحبة التي تعبر عنها الجميلات، وكأنه في حديقة غناء يسمع فيها شقشقة العصافير وهديل الحمام.

عمق المعنى في بساطة المشهد، وصدقه، وصفاء الوجوه التي استيقظت فرحة بالضياء والنور، الصورة في المدرسة زاهية، فناء نظيف، وفصول ملونة، ومدرسون أكفاء، الجواب يبان من عنوانه، وعنوان المدرسة في طابور الصباح..

فرصة سنحت لإنزال النشء من الفضاء الإلكتروني الصاخب إلى حوش المدرسة، إلى سياقات تربوية وطنية مفعمة بالتجارب الحية، يتعلمون دروسا من الوفاء والاخلاص للعلم والنشيد، ويفتتحون حيواتهم بالإحسان إلى من أحسنوا، وافتدوا من الفداء وطنهم المفدي بأرواحهم الغالية.

استثمار مثل هذه فسح مدرسية في تعميق الروح الوطنية، والتنشئة على حب الوطن، والتضحيات، وأسماء الرجال السمر الشداد، والدرس المستفاد، والخلاصة المقطرة، وتحبيب من الحب الصافي، الصغار (بنات وولاد) في العلم، وينشدون النشيد، وحب أغلى اسم في الوجود.