أوكرانيا: مقتل 50 جنديًا روسيًا وتدمير دبابتين و3 مدافع «هاوتزر»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ذكرت قيادة العمليات الجنوبية التابعة للجيش الأوكراني صباح اليوم الإثنين 17 أكتوبر، أن القوات المسلحة قتلت 50 جنديًا روسيًا ودمرت دبابتين وثلاثة مدافع روسية من طراز "هاوتزر" في جنوب البلاد .

وذكرت القيادة، في بيان نقلته وكالة أنباء "يوكرنفورم" الأوكرانية، أن الوضع في اتجاه منطقة "بوه" الجنوبية لا يزال متوترًا رغم إحكام سيطرتنا عليه حتى الآن، ولا تزال قوات الدفاع الأوكرانية تحتل مواقعها وتتخذ زمام المبادرة في إدارة العمليات.

اقرأ أيضًا: زاخاروفا تصف اغتصاب الأوكرانيات من قبل الجيش الروسي بـ«الخيال المنحرف»

وأضافت أن القوات الروسية تواصل الدفاع عن نفسها بنشاط، مع إعطاء الأولوية لشن الهجمات الصاروخية وقصف مواقعنا باستخدام الطائرات والمدفعية الثقيلة من طراز MLRS ومدافع الهاون.

وتابعت القيادة أن الروسيون شنوا، أمس، خمس هجمات على كامل خطوط الجبهة والمستوطنات المجاورة بطائرات هجومية ومروحيات هليكوبتر، بينما ردت القوات الأوكرانية بـ 15 غارة جوية ونفذت 230 مهمة نارية ضد الروسيين في مناطق حشد القوات والمعدات والمعاقل وأنظمة الدفاع الجوي.

ونتيجة لذلك، تم مقتل ما لا يقل عن 50 جنديا روسيا، فضلا عن تدمير دبابتين و3 مدافع هاوتزر من طراز Msta ومدافع Giatsint وأنظمة مدفعية ذاتية الدفع ومدافع هاون ونظام صواريخ للدفاع الجوي من طراز Tor ومحطة حرب إلكترونية و3 عربات مصفحة، كما أصيبت 3 وحدات من المركبات الهندسية والمدرعات بأضرار.

في غضون ذلك، أعلن رئيس الإدارة العسكرية بالجيش الأوكراني في إقليم دونيتسك بافلو كيريلينكو، صباح اليوم، أن القوات الروسية قتلت 4 مدنيين أمس، فيما عُثر على 7 جثث لمدنيين قتلوا خلال الأيام الماضية.

وكتب كيريلينكو، منشورًا عبر موقع "تليجرام" للتواصل الاجتماعي أوضح فيه أن الروس قتلوا أمس 4 مدنيين في مناطق بدونيتسك؛ وهي باخموت وكليششيفكا وزاريشن وأفدييفكا بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على جثث لسبعة مدنيين قتلوا على أيدي الروس أثناء احتلال مدينة ليمان.

وأضاف المسئول الأوكراني أن الهجمات الروسية المتواصلة على الإقليم تسببت أيضًا في إصابة 10 آخرين من السكان خلال أمس، وأشار إلى صعوبة تحديد العدد الدقيق للضحايا في مدينتي ماريوبول وفولنوفاكا.

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الأوكراني اليوم ، ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس إلى 65 ألفا و320 جنديا، منذ بدء العملية العسكرية في 24 فبراير الماضي.

وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، حسبما أوردت وكالة أنباء "يوكرنفورم"، أنه خلال هذه الفترة "خسرت روسيا أيضا 2537 دبابة و5 آلاف و205 من المركبات المدرعة و1599 من النظم المدفعية و366 من أنظمة راجمات الصواريخ المتعددة و268 طائرة و242 مروحية و1241 طائرة بدون طيار و16 سفينة حربية، فضلًا عن 144 وحدة من المعدات الخاصة و3 آلاف و9969 مركبة وخزانات وقود".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أمر في 24 فبراير الماضي، ببدء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن هذه العملية جاءت استجابة لطلب المساعدة من رؤساء جمهوريات دونباس.

وشدد بوتين على أن موسكو ليس لديها خطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية، لكنها تهدف إلى نزع السلاح، وردت الولايات المتحدة وحلفاؤها بفرض عقوبات صارمة، وقاموا بزيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 23 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.