نقيب الإعلاميين «لا يوجد إعلامى فوق المحاسبة»

الدكتور طارق سعدة
الدكتور طارق سعدة

أشرف رمضان

بمقارنة بسيطة بين المشهدين الإعلاميين في 2011 و2022، نجدُ فروقًا جوهرية بينهما، فقبّل 10 سنوات كانت الفوضى السِمة الغالبة على الإعلام، وكل من هبّ ودبّ يُطلُ علينا عبر قنوات بير سلم، يبث شائعات، ويروج لأكاذيب تهدد أمن واستقرار البلاد، لكن جاءت نقابة الإعلاميين للعمل على ترتيب البيت الإعلامي من الداخل، بالتنسيق مع المجلس الأعلى للإعلام والهيئات الإعلامية للصحافة والإعلام.

الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، يحمل على عاتقه مسئولية كبيرة لضبط المشهد الإعلامي بالتوازي مع الحفاظ على حقوق الإعلاميين المادية والأدبية.. تحديات كثيرة يواجهها، ويُصر على تذليل كافة العقبات المهنية، مع إحكام الضوابط الرقابية، والتشديد على تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي.

“تحديات الإعلام المصري كثيرة”، هكذا بدأ نقيب الإعلاميين حواره، مضيفًا: “الإعلام مطالب دائمًا بالرد والتصدى للشائعات، ودحرها ووأدها من منبتها”.

مواجهة

 كيف نواجه الإعلام المُضللّ؟

هناك 3 وسائل أساسية لمواجهة الإعلام المضلل، من خلال تقديم إعلام صادق في بث المعلومة، واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، والتغطية الميدانية للإنجازات على أرض الواقع.

يجب أن يضع الإعلام نُصب أعينه رفع درجات الوعي لدى المواطن المصري من خلال التبصير والتنوير المستمر بالقضايا الداخلية والخارجية، والتحديات التى تواجه العالم مثل الحرب الروسية الأوكرانية، ومن قبلهما كورونا، باعتبار مصر جزء من العالم، وعلى المجتمع أن يصطف خلف قيادته السياسية لتجاوز الأزمات العالمية، هذا المحور الرئيس الذي يجب أن يعمل عليه الإعلام المصري.

 تُشدد دائمًا على ضرروة الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي.. إلى أى مدى ترى تفعيله؟

الميثاق مفعل بصورة كبيرة جدًا على الإعلاميين جميعًا، الآن الإعلامي يعلم “ما له وما عليه”، يعلم أن هناك محاسبة نقابية دقيقة، كانت الفوضى الإعلامية تسود المشهد في عامي 2011 و2012، لكننّا اتبعنا نهجًا راعينا فيه كثير من الأبعاد الاجتماعية، والتعريفية، والتثقيفية، ميثاق الشرف المنشور في الجريدة الرسمية يحدد ويوضح الواجبات والحقوق للإعلاميين، والمسئولية المهنية الواجبة على أي إعلامي، هذا الميثاق مأخوذ من مواثيق شرف وضعتها الأمم المتحدة، ودول كبيرة منادية بالحريات مثل أمريكا وأوروبا، هناك تفعيل وحشد مستمر للالتزام بالميثاق.

 كيف التصدى لمنتحلي صفة إعلامي؟

التصدي لهم بحسم وقوة، وإيقاف كل من لمّ يحصل على تصريح مزاولة مهنة، فهناك أرشفة للعنصر البشري، بمعنى حصول كل إعلامي على عضوية النقابة في الشُعب الخمس، “التقديم والإعداد والتحرير والإخراج والمراسلة الإعلامية”.

حزم وعزم

 لا أحد يُنكر دور النقابة في ضبط المشهد الإعلامي مؤخرًا.. كيف تتعاملون مع الأخطاء المهنية للإعلاميين؟

وفقا للقانون نحن أمام 3 أنواع من الأخطاء، منْ يمارس مهنة الإعلام بصورة غير قانونية، وهذا يتم منعه من الظهور فورًا لحين تقنين أوضاعه، أيضًا تحذير الوسيلة الإعلامية، التي تعرض نفسها للمساءلة الجنائية والتأديبية، النوع الثاني، التعامل مع مَنْ يُخطئ مهنيًا سواء كان عضوًا أو حاصلًا على تصريح مزاولة، فيما يخص التصريح يُحال إلى التحقيق مع منعه من الظهور على الشاشة، وقد تصل العقوبات إلى إلغاء التصريح، وهذا ما حدث مع بعض الحالات، أما العضو الإعلامي يتم إيقافه، والتحقيق معه من خلال لجنة التحقيق التي تُحيل الأمر لمجلس التأديب الابتدائي، الذي يصدر العقوبة وفقًا للقانون، وهذه اللجنة ممثلة من نائبي مجلس الدولة، وعضو من ذوي الخبرة الإعلامية، وعضو من مجلس الإدارة للنقابة، ومن حق الإعلامي أن يستأنف على العقوبة لدى مجلس التأديب الاستئنافي.

 ماذا عن التنسيق مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للإعلام بشأن مخالفات الإعلاميين؟

التنسيق دائم ومستمر مع كل الجهات الإعلامية، نُخطر إدارة القناة بمخالفة الإعلامي فى حالتين، استدعاء الإعلامي للتحقيق، وقرار العقوبة، كُلنا نتعاون لضبط المشهد للوصول إلى أفضل طرق الأداء الإعلامي.

المهنة أولاً

 هل هناك إعلاميون فوّق المحاسبة؟

إطلاقًا، كل الإعلاميين أمام القانون ومعايير المهنة سوّاء، والأدلة كثيرة جدًا دون ذكر أسماء، عقيدتنا أن الجميع زملاء وأصدقاء، لكن يبقى هناك فصل كبير بين تطبيق معايير المهنة والإلتزام بضوابطها، وميثاق شرفها، وبين أي أجواء أخرى، الكل يعلم ذلك، فهناك مرصد في النقابة يرصد كل كبيرة وصغيرة في الإعلام المصري عامةً، ولا تهاون مع أي أخطاء.

 ماذا عن رؤية النقابة التدريبية والتثقيفية للإعلاميين؟

النقابة عقدت عدة بروتوكولات، وتحديدًا مع معهد الإذاعة والتليفزيون بشأن تدريب الإعلاميين، أيضًا عقد دورات مستمرة داخل مقر النقابة، ودورات تأهيلية لمنْ يريد أن يمتهن الإعلام، وبروتوكولات تعاون مع الجامعات المصرية، من أجل إعطاء دورات تطبيقية وعملية لطلاب الإعلام لتأهيلهم عمليًا.

قمة المناخ

 مع اقتراب قمة المناخ في شرم الشيخ.. هل هناك استعدادات وتوجيهات نقابية للإعلاميين بشأن هذا الحدث العالمي؟

قمّة المناخ، حدث على أعلى مستوى عالمي، وكُلنا نلتف خلف الدولة المصرية في هذا الاتجاه، فهذه القمة مهمة جدًا للجانب المصري، فلابد أن تخرج في أبهى صورها، ويكون الحدث في قمة توهجه ونجاحه، وهذا سيكون بفضل التغطيات الإعلامية، والالتزام بميثاق الشرف الإعلامي، نحن على تواصل مستمر مع الإعلاميين من خلال اتصالات واجتماعات دورية فى النقابة، لأننا نهدف إلى تقديم رسالة إعلامية، هادفة مهنيًا تفيد المجتمع المصري والعربي والعالمي.

 سبقّ وصرحت بأن الإعلام الإلكتروني غول يقتحم العالم.. كيف يمكن تحجيمه؟

الإعلام الرقمي والإلكتروني أصبح واقعًا، يتعامل معه العالم وفق ما صدر عن الأمم المتحدة من مواثيق وقوانين مُلزمة، لأن الصفحات الشخصية ووسائل التواصل وتطبيقاتها أصبحت كثيرة جدًا، فالتحجيم والتصدي يبدأ من خلال التوعية والتنوير بكيفية استخدام هذه الوسائل، ومن ثمّ وضع أسس واضحة لهذه الوسائل وتعريف محدد لها، وكيفية التعامل معها، بداية من إنشائها وترخيصها وعملها، نحن في حالة إصدار تشريعات وقوانين مستمرة للتعامل مع هذا الوافد الإعلامي الجديد، الموضوع يحتاج إلى تكاتف دولي للتعامل مع هذه الوسائل.

لمّ الشمل

الدكتور طارق سعدة، يختتم حواره، بالتأكيد على أن النقابة لم تكنْ للعقاب فقط، بل تنذر وتوضح، وتثقف أولاً، قائلاً: “يضطرنا بعض الزملاء بإصراهم على الخطأ بتوقيع عقوبات نقابة عليهم، لكن النقابة أساسها تقديم الخدمات لأعضائها في كافة المجالات الطبية والإسكانية والاجتماعية، والوقوف خلف الزملاء للحصول على حقوقهم، وتطبق عقودهم مع الوسائل الإعلامية، النقابة بيت للّم شمّل الأسرة الإعلامية عامةً».

اقرأ أيضأ : مصطفى كامل يعد بزيادة معاش الموسيقيين .. ما ينفعش يبقي 1000 جنيه .. فيديو