باختصار

قليلاً من العقلانية

عثمان سالم
عثمان سالم

لابد أن نعترف بأننا شعب متقلب المزاج وعاطفى بدرجة كبيرة.. فالحديث عن محمد صلاح منذ ثلاثة أيام تقريبا تغير ١٨٠ درجة بعد تسجيله هاتريك (ثلاثة أهداف) فى مرمى جلاسكو رينجرز الاسكتلندى مساء الأربعاء فى دورى أبطال أوروبا ضمن سبعة أهداف مقابل هدف وحيد لصالح ليفربول.. تعليقات المصريين على هذا الحدث كانت أشبه بمظاهرة حب وتباهٍ بفخر العرب بعدما انفجر غضب صلاح فى الملعب ليرد على كل منتقديه وبينهم الألمانى يورجن كلوب الذى أبقى اللاعب النجم على الدكة حتى الدقيقة ٦٨ ليدفع به فى وقت متأخر كنوع من العقوبة أو التحفيز..

لم يكن فى خلد المدير الفنى أو أشد المتفائلين ان يسجل «مو» أسرع هاتريك فى تاريخ الدورى الأوروبى فى الدقائق ٧٥ و٨٠ و٨٢ (ست دقائق و١٢ ثانية) فكان ما حدث هو الرد العملى والطبيعى على كل المتشائمين الذين اتهموا نجمنا بالركون للراحة بعد أن جدد عقده مع «الليڤر» وبالمبلغ المالى الذى كان يريده واعتبروا تخطيه حاجز الـ ٣٠ عاما بداية الدوران للخلف.. والمؤسف أن كثيراً من الخبراء والنقاد المصريين والعرب تحولوا إلى اكثر المتشائمين فى مسيرة النجم المصرى والعربى فى ظل انطلاقة صاروخية لهالاند ماكينة تسجيل الأهداف الجديدة فى كل المسابقات فى الدورى الانجليزى والدورى الأوروبى.

صلاح صادفه سوء توفيق كبير مع بداية الموسم الحالى على المستوى المحلى مع ليفربول ودورى الأبطال ولم يسجل غير هدف واحد فى ١١ أسبوعا تقريبا ـ وهو هداف النادى فى الموسم الماضى (٢٢ هدفا).. إنجاز «مو» الاخير تزامن معه كسر رقم الإفوارى ديديه دروچبا بعد أن تخطاه بتسجيل الهدف رقم ٤٥ بفارق هدف واحد.

ما حدث فى الليڤر هذا الموسم برحيل السنغالى ساديو مانيه للدورى الألمانى أضاع على النادى الإنجليزى الاستفادة من منافسة شرسة وعنيفة بين النجمين الافريقيين صلاح ومانيه على الرغم من التلميحات والتصريحات الكثيرة عن حالة الاحتقان فى العلاقة بين النجمين وبالرحيل  لم يقدم ساديو المنتظر منه فى البايرن ولم يجد صلاح المنافس فى سباق التهديف، كما ان الليڤر لم يستفد من الصفقة الأوروبية القادمة من الدورى الأسبانى والتى كلفت النادى مائة مليون استرلينى وهو جالس على دكة البدلاء.. لهذا وجدنا حالة من التراجع الفنى غير المسبوق لفريق كان ملء السمع والبصر حتى اللحظات الأخيرة من الدورى الانجليزى منافسا لمانشستر حتى صفارة حكمى المباراتين ليفوز الأخير بالدورى بفارق هدف وإن  حافظ صلاح على لقب الهداف.