ناصر الجيل: المنع ليس الحل وبرامج التوك شو وراء شهرة هذه النوعية
تصدر المشهد خلال الايام القليلة الماضية أزمة أغنية انتش واجرى» والتى وصفها كثير من المتخصصين فى مجال الغناء بأنها محاولة جديدة لافساد الذوق العام المصرى والذى أصبح يواجه الخطر منذ أحداث يناير 2011، والذى تسببت فى انتشار نوعية جديدة من الأغانى تُسمى «أغانى المهرجانات»، ويقدمها أشخاص حققوا شهرة سريعة على الساحة الفنية، رغم عدم امتلاكهم لمؤهلات المطربين، سواء فى الموهبة أو مساحة الصوت أو حتى الشكل، وأسماؤهم كلها مستعارة مثل «بيكا وشاكوش وموزة وكزبرة وحنجرة وشواحة و شطة، ووزة، وشكل، وحاحا»، وانضم اليهم مؤخرا هيثم أحمد الشهير بـ»ويجز الغلابة «وهؤلاء فئة لا تهدف للغناء وإسعاد الناس، بل لإفساد وتدمير الذوق العام، وتحول الجمهور إلى ضحية لا حول له ولا قوة، واصبح الذوق العام المصرى فى خطر.
فى البداية يقول الموسيقار حلمى بكر عن تصدر تريند «انتش واجرى» المشهد الغنائى: «أعتبر هذا إفساد للذوق العام من كل من شارك فى هذا التريند، ورأيى فى هذا الموضوع أن نقابة الموسيقيين ليست لها علاقة بهذا الأمر وخصوصا أن الجمهور هو الذى نرى ذوقه يقع وينحدر كل يوم ومحتاجين حد يعالجهم».
وتابع قائلا: «أعتقد أن نقابة الموسيقيين ستكون طرفا فى مواجهة هذا الإسفاف للذوق العام سواء فى المصنفات أو بوزارة الثقافة، ولابد أن يكون الإعلام طرفا فى ذلك، وكل هؤلاء لابد من قيامهم بتنفيذ القانون وهذا هو دورهم بالوقت الحالى، وأعتبر تريند انتش واجرى قلة أدب لأن شكلنا بقى مش لطيف قدام الدول الاخرى».
وعن رأيه فى دور النقيب الجديد ونقابة الموسيقيين فى مواجهة هذا الإسفاف لدى الذوق العام وقال: «التفويت اللى كان بيحصل مش هيحصل تانى والرشاوى وكل البلاوى سوف تتوقف، وأنا متفائل بالنقيب الجديد ولذلك وقفت معه وساندته فى انتخابات نقابة الموسيقيين».
مواجهة شاملة
ومن جانبه رفض الموزع الموسيقى الكبير عادل حقى تريند «انتش واجرى» واتخذ موقفا منه منذ بداية الأزمة وقال: «قاطعت شركة الاتصالات منذ بداية إعلانها عن تحويل تريند انتش واجرى لكول تون وحاولوا التواصل معى مرارا وتكرارا ولكننى رفضت ذلك والموضوع إنتشر بين الناس حتى أن شركة الإتصالات التى كانت تريد القيام بهذا التريند على شكل كول تون حاولت المراوغة معى بأن هذا لم يحدث ولكننى أصررت على موقفى وقاطعتهم بالفعل لرفضى القاطع لإفساد الذوق العام».
وأضاف: «على الرغم من أننى مُقتنع بفكرة تجديد الدماء بشتى المجالات إلا أننى لا أعتقد أن نقيب الموسيقيين الجديد مصطفى كامل أو غيره قادر على مواجهة هذا الإسفاف لأن الموضوع لا يخص نقابة الموسيقيين بل وزارة الثقافة والإعلام إلى جانب النقابة فى مواجهة ذلك».
ويرى : «أنا أرى أن ذلك إسفاف ممن فعلوا ذلك وتقليل من قيمتهم كفنانين وهذا الكلام أقوله بمنتهى الصراحة لأن الجرى وراء التريند هو تقليل قيمة وخصوصا إذا كان مرتبطا بالإسفاف، فلقد شاهدت ركوب بعض الفنانين على التريند بإعادة تقليد الشخص الذى قام به من البداية، فأعتبر هذه مساهمة منهم فى إفساد الذوق العام».
برامج التوك شو.. السبب
أما الشاعر الغنائى ناصر الجيل فأكد لنا أن نقابة الموسيقيين تحت إدارة أى نقيب لن تكون قادرة على مواجهة أى نوع من التريندات المبتذلة على غرار «انتش واجرى» حيث يرى أن النقابة لا علاقة لها بهذا الأمر بل الموضوع فى شبكة الإنترنت وإمكانية نشر أى مادة أو محتوى من أى دولة دون قيود على ذلك.
وأضاف ناصر الجيل: «مصطفى كامل شخصية قوية وبحكم علاقتى به وصداقتى أعرف أنه الأنسب لنقابة الموسيقيين بالوقت الحالى لأنه سيكون قادرا على المواجهة وتنظيم وإعادة ترتيب الأوراق المُبعثرة، ولكن بشكل عام لا أعتقد أن منع مثل هذه التريندات سيكون الحل لأن منعها سيكون سببا فى انتشارها على نطاق واسع ومن خلال أشخاص آخرين، ولكن رأيى واعتقادى الشخصى هو وجود جبهات مُضادة لهذا الإسفاف والابتذال من خلال تقديم فن راقى ومحترم وصنع محتوى وتريندات هادفة تواجه هذا النوع من الإسفاف».
وتابع ناصر الجيل مُلقيا اللوم على برامج التوك شوك التى تُساهم فى انتشار مثل هذه التريندات وقال: «لما ألاقى عمرو أديب وكبار إعلاميين التوك شو بيتكلموا على موضوع أنتش وأجرى ويكون هو حديث الإعلام فمن الطبيعى أن التريند ينتشر ويكون على نطاق واسع كمان.
والأمر كله دور مجتمعى من كافة أطيافه فى المساهمة بالارتقاء بالذوق العام».. واستشهد ناصر الجيل بمشهد من فيلم «الكيف» للفنان محمود عبدالعزيز وقال: «فكرتنى بمشهد حلو للفنان جميل راتب والفنان يحى الفخرانى حينما قال له كنت بغش الشاى بنشارة خشب وأبيعه فى بواكى شكلها حلو ومكتوب عليها شاى ابوالاصول وكنت بكسب.. فجأة النشارة غليت والنجارين منعوا يبيعوا النشارة، بعدها حطيت شاى وبعته واتخرب بيتى وفلست».
قرارات رادعة
قال طارق مرتضى المتحدث الإعلامى لنقابة المهن الموسيقية : بخصوص تريند «انتش واجرى» وقيام بعض الموسيقيين بإعادة غناء الأغنية مثل فريق «واما» ومساهمتهم فى إنتشار مثل هذه التريندات التى تحمل إسفافا وانحدار بالذوق العام.. فيقول مرتضى: «لا أريد أن أُسمى أشخاصا بأعينهم أوتريندا بعينه وخصوصا أنه لم يمر على تولى مصطفى كامل منصبه ايام قليلة.
ولكننى أحدثك عن الإطار العام لخططه بهذا الصدد وفى المجمل وهو يقول أنه يمد يده لكل الناس ويريد أن يعطى الفرصة للجميع بشرط الكلمة الجيدة التى لا تحمل إنحدارا بالذوق العام وترتقى بالذوق العام وتعيد الهيمنة لمصر بمجال الموسيقى، فما أستطيع قوله لك هو السياسة العامة ولكن مثل تريند «انتش واجرى» هذا سوف نتناقش فيه وكما ذكرت لك أننى سأجلس مع الجميع وتركيزه كله على إعادة الريادة لمصر بمجال الموسيقى وهذا سيتم من خلال مناقشات مستقبلية مع الجميع».
