حكايات| مصر بين «الياسمينتين».. «ولاد المرة» الخطيب و«ولاد سي السيد» عز

ياسمين الخطيب وياسمين عز
ياسمين الخطيب وياسمين عز

من صفحات الكتب البيضاء إلى عداد دقائق الفيديو.. قصة تحول ليست في التكنولوجيا وإنما في الأفكار التي أراد الجميع فهم أسبابها والوقوف على أهدافها ودوافعها.. وهنا يظهر وجهي ياسمين الخطيب وياسمين عز لعملة واحدة هي الترند.

 

هل هي مجرد إثبات اختلاف أم رغبة في أضواء الشهرة حتى وإن كانت زائفة، أم هي أفكار حقيقية وقيم يحتاجها المجتمع؟.. لديك كل الوقت الذي تحتاجه للبحث عن إجابة السؤال ولكن عليك أن تكتشف في البداية قصة التحول للحكم بموضوعية عن زمن الياسمينتين.

 

كانت البداية مع جيل تعرف على العالم بما اكتشفه في كتب ضمت خيال نجيب محفوظ ورومانسية إحسان عبدالقدوس وأحلام يوسف السباعي وأفكار توفيق الحكيم وقيم طه حسين ليأتي بعدها من اقتحم عالم سحر الصورة مع ظهور التلفزيون لتكون النتيجة فيديوهات للدكتور مصطفى محمود عاشت عشرات السنين ليكون العلم والإيمان ليس مجرد اسم لبرنامج ولكن قيم حقيقية تقدم لأجيال مختلفة عاشت مع صوته الذي ما زال يتذكره الجميع.

 

«ولاد المرة».. ياسمين الخطيب 

 

فجأة ودون مقدمات اختلفت الحياة وسارت بوتيرة أسرع حتى وصلنا إلى المحطة الأولى لزمن الياسمينتين مع صدور كتاب «ولاد المرة» عام 2016 لـ«ياسمين الخطيب» ليكون أول وتيرة الكتب المثيرة للجدل التي حصلت على اهتمام وتعليقات رواد السوشيال ميديا.

 

فما بين مؤيد ومعارض لكتاب ياسمين الخطيب ومهاجم ومدافع ووسط الكثير من التعليقات التي رأت أن الكتابة تحولت إلى مجرد حبر أسود يملأ صفحات بيضاء والكتاب إلى شكل اجتماعي ولقب يسبق الاسم تجد من يؤكد على حرية العرض للأفكار. 

 

لقد اعتبر البعض أنه تم اختيار عنوان الكتاب بهذا الشكل ليكون صادما بهدف تحقيق الشهرة ليس لجودة المحتوى، وهو ما أشار إليه الناقد والروائي محمود الغيطاني عبر صفحته الشخصية على فيسبوك عند إعلان دار النشر صدور الكتاب، قائلا: «حينما تتحول الكتابة إلى وجاهة اجتماعية يحق لأي كان أن يكتب أي لغو مثل هذا لأننا- من يدعون الثقافة- بالفعل (ولاد مرة) ونحن من نفسد الثقافة بأيدينا».

 

إلا أن البعض الآخر، رأى أنه لا حاجة إلى كل هذا الهجوم ودافعوا عن حرية الاختيار وعرض الأفكار ومنهم الإعلامية رشا الشامي التي دافعت عن كتاب «ولاد المرة» وقت صدوره عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك وعلقت على الأزمة قائلة: «التطاول الذي لحق بياسمين بسبب عنوان الكتاب ممن يخجلون من أمهاتهم ويعتبرون نسائهم عار يستوجب الستر خاصة وأن غالبيتهم يعملون بالصحافة والإعلام هو بذاته إشارة للمستنقع الذى يصفون به عمل غيرهم».

 

اقرأ أيضًا| بعد إصابة الإعلامية ياسمين الخطيب به.. 17 خطوة لدعم «مريض BPD»

 

وتابعت قائلة: «من متابعتي حاولت سيدة الدفاع عن كتاب ياسمين أمام أحد شاتميها فاستوقفها ببجاحته قائلا: أنتِ بتدافعي عن كتاب مقرتهوش! وبدوري أقول: وهل قرأته أنت قبل أن تهاجمها؟»

 

ظل هذا دائرًا حتى تدخلت مؤلفة الكتاب ياسمين الخطيب وأعلنت في تصريحات تلفزيونية أن العنوان هو الأفضل كونه أولا يعبر عن مضمون الكتاب والذي يجمع عددا من المقالات النسوية التي تدافع خلالها عن حقوق المرأة وتناقش قضاياها، وثانيا يحمل اسم أشهر مقال لها والأكثر نجاحا.

 

بداية الغيث

 

من هنا بات كتاب «ولاد المرة» بمثابة القطرة التي سمحت ببداية الغيث مع نشر ديوان «خمسة خصوصي» للشاعر علي حسن، والذي أثار كثيرا من الجدل على السوشيال ميديا مع طرحه عام 2017 في معرض الكتاب الدولي في دورته الـ48. 

 

وتداول الآلاف عددًا من القصائد الموجودة في الديوان بشكل ساخر ووصفوها بأنها بعيدة عن الشعر وكانت أشهرها قصيدة تبدأ بـ«هبة يا هبة إنتي الحكاية الطيبة» وأخرى بـ«سارة يا سارة عمري ما أشوف وياكي خسارة»، كما ضم الديوان عددا من القصائد بأسماء فتيات واعتبرها البعض مجرد ظهور في الترند.

 

المحطة الثانية

 

ليأتي زمن الترند الحقيقي مع المحطة الثانية في زمن الياسمينتين فبعد البداية بـ«ولاد المرة» لياسمين الخطيب والمقالات النسوية كانت النهاية مع «زمن سي السيد» وولاد التريند لياسمين عز، وحق الرجل في رومانسية زوجته كونه كما عبرت في إحدى حلقات برنامجها «أحلى من السمسمية»

 

ببساطة مرحبا بك في عام 2022 صاحب شعار «كن مستفزا تكن صاحب الأعلى مشاهدة»، ليصبح السير عكس المتوقع والتصريحات المثيرة هي المتحكمة في ذلك الزمن الذي بدأته الإعلامية ياسمين عز بفيديوهات أثارت كثيرا من الجدل على السوشيال ميديا.

 

«ولاد سي السيد».. ياسمين عز

 

تصدر اسم الإعلامية ياسمين عز محركات البحث على جوجل مع كل حلقة لها بسبب تصريحاتها المختلفة عن الزواج والعلاقات الاجتماعية واتخاذها صف الرجل على الرغم من أن المتوقع منها باعتبارها سيدة أن تدافع عن حقوق المرأة ما اعتبره البعض عودة لزمن «سي السيد».

 

فبعد تصريحها عن ضرورة ترك الزوجة مفتاح الشقة لحماتها وظهورها ضمن الأكثر تداولا على السوشيال ميديا، تحولت دقائق ياسمين عز المعدودة للفيديو إلى «ذهب» لتبدأ معها سلسلة من التصريحات التي هاجمها الكثير من السيدات عليها حتى أن اعتبرها البعض من رواد السوشيال ميديا مجرد رغبة في الشهرة والوصول إلى الترند. 

 

وهو ما حققته بالفعل ياسمين عز مع تصريحها عن سجادة الصالون قائلة: «البيت بفلوس الراجل وتيجي مراته تقوله اقلع الجزمة علشان السجادة.. ده أنا أحط فساتيني الماركات تحت رجله يمشي عليها»، مضيفة: «بتزعقي لجوزك ليه عشان بيدوس على سجادة الصالون بجزمته ما هو جايبها بفلوسه».

 

اقرأ أيضًا| ياسمين عز: ليه الزوجة تاخد غيارات جوزها القديمة تنضف بيها المطبخ؟.. ومحام يرد|فيديو

 

استمرت ياسمين عز في الأكثر بحثا بعد تصريحها عن عروسة الإسماعيلية، قائلة: «اللي تقولك لما تضربي من جوزك اطلقي دي مش بتحبك ومش معقولة عروس الإسماعيلية تبوظ فرحة العمر عشان موقف مش عارفين تفاصيله».

 

وأخيرا قدمت ياسمين عز عددًا من الحقوق للرجل والتي ظلت بها على عرش الترند لأسابيع متتالية تحت بند «سي السيد» أهمها:

-  الطاعة: «الست اللي بتقول لجوزها حاضر ونعم دي ملكة مش خدامة»

 

-  التفتيش في تليفون الزوجة: «الراجل من حقه يمسك تليفون مراته زي ما هو عايز والست مش حقها تمسك تليفونه وتتجسس عليه»

 

- الحصول على النصيب الأكبر من الفرخة: «الراجل عينه زايغة طول ما بيشوفك ضاربة البوز وعاملة (القمطة) في شعرك هيطفش.. فين أيام ما كانت الست بتدلع جوزها وتديله أكبر حتة من الفرخة»

 

وبعد كل هذه التفاصيل يكون الحكم على زمن «الياسمينتين» في النهاية لك لتحدد: هل هي رغبة في الترند والشهرة أم أنها أفكار وقيم حقيقية ينتظرها المجتمع أم أننا في حاجة إلى ياسمين ثالثة؟