استجابة لدعوة الرئيس السيسي..

لتجديد الخطاب الديني.. 1000 عالم يصدرون 5 وثائق تتصدرها «القاهرة للمواطنة»

الرئيس عبدالفتاح السيسي
الرئيس عبدالفتاح السيسي

تحقيق يكتبه : أحمد عطية صالح

منذ أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، دعوته لتجديد الخطاب الدينى عام 2014.. سارع وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة إلى دعوة أكثر من ألف عالم من علماء الأمة الإسلامية لدراسة وبحث دعوة الرئيس.

كانت البداية عام 2015.. بعقد المؤتمر الخامس والعشرين فى نوفمبر من العام نفسه تحت عنوان «رؤية الأئمة لتجديد الخطاب الدينى وتفكيك الفكر المتطرف».

وفى يناير 2019 كان المؤتمر الدولى التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون تحت عنوان «بناء الشخصية الوطنية وأثره فى تقدم الدول والحفاظ على هويتها».

وفى أواخر هذا العام أيضاً، كان المؤتمر الدولى الثلاثون تحت عنوان «فقه بناء الدول.. رؤية فقهية عصرية» وأصدروا وثيقة القاهرة للمواطنة والتى تعنى احتراماً كاملاً لكل الأديان السماوية.

وفى مارس 2021، كان مؤتمر حوار الأديان والثقافات بحضور كوكبة من علماء الدين والمفكرين والمثقفين والبرلمانيين والإعلاميين، وقد أشاد المشاركون بتجربة مصر الرائدة فى الحوار ونشر ثقافة التسامح الدينى.

وأخيراً ومنذ أسابيع قليلة انعقد المؤتمر الدولى الثالث والثلاثون تحت عنوان «الاجتهاد ضرورة العصر.. .

و«اللواء الإسلامى» قامت بنشر الوثائق الخمس بالتفاصيل والداعية إلى تجديد الخطاب الدينى، استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

1 - وثيقة الأوقاف الوطنية (نوفمبر ٢٠١٥) .. «رؤية الأئمة لتجديد الخطاب الدينى وتفكيك الفكر المتطرف

1- تجديد الخطاب الدينى يعنى: تجريده مما علق به من أوهام، أو خرافات، أو فهمٍ غير صحيح ينافى مقاصد الإسلام وسماحته، وإنسانيته وعقلانيته، ومصالحه المرعية، ومآلاتِه المعتبرة، بما يلائم حياةَ الناس، ويحققُ المصلحة الوطنية، ولا يمس الأصول الاعتقادية، أو الشرعية، أو القيم الأخلاقية الراسخة.

2- يجبُ أن يتجه الخطابُ الدينيُّ المعاصر إلى إقناع العقل، وإمتاع الوجدان، والرقى بالمشاعر، وتنمية المواهب الإبداعية، والتشجيع عليها.

3- بناء مناهجِ التربية الدينية على معاييرَ ومؤشراتٍ تعززُ الفهمَ الصحيح للدين، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وترسخ الاتجاهاتِ الإيجابية، وتعظمِ دورِ المؤسساتِ التعليمية فى المجتمع.

4- تكوين الدعاة علميًا ورُوحيًا وسلوكيًا بما يمكنهم من فهم الرؤى الكلية لمناهج العلوم الإسلامية وتكاملها والانطلاق من هذا الفهم الكلى الواعى، وتنمية مهارات فهم النص فهمًا صحيحًا فى ضوء الإلمام الجيد بالثابت والمتغير، وتطبيقه على الواقع المتغير، والتدريب المستمر المتنوع، فى ضوء مستجدات العصر، وفقه الواقع، والمقاصد، والأولويات، والموازنات، والمآلات، والنوازل.

5- تعاون المؤسسات الدينية، والعلمية، والتعليمية، والثقافية، والفنية، والإعلامية، فى إنتاج خطاب عقلى، وعلمى، وثقافى، ودينى، وتربوى، ووطنى، يتناسب مع ظروف العصر وحجم التحديات، يحافظ على الثوابت الشرعية والأخلاقية والقيمية للمجتمع.

6- تكوين مجموعات من الشباب والفتيات، وتدريبهم التدريب الكافى علميًا وثقافيًا وتكنولوجيًا، مع الاهتمام بدراسة اللغات المختلفة، وإتقان اللغة العربية.

7- تنظيم دوراتٍ وندواتٍ ومحاضراتٍ دينية وثقافية دورية بالتعاون بين المؤسسات والوزارات والهيئات المعنية بالشأن الدينى والفكرى والثقافى فى كل ربوع الوطن.

2 - وثيقة الولاء والانتماء الوطنى- يناير ٢٠١٩ .. «بناء الشخصية الوطنية.. وأثره فى تقدم الدول والحفاظ على هويتها»

فى المؤتمر الدولى التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذى عقد بالقاهرة يومى السبت والأحد 13-14جمادى الأولى 1440هــ الموافق  19-20 يناير2019م تحت عنوان «بناء الشخصية الوطنية وأثره فى تقدم الدول والحفاظ على هويتها».

وبعد يومين متتابعين من العمل المتواصل عبر سبع جلسات علمية انتهى المشاركون إلى إصدار وثيقة القاهرة للمواطنة وتجديد الخطاب الدينى، وتتضمن التوصيات التالية:

1- التأكيد على ما يأتى:

‌أ- أهمية التفرقة الواضحة بين الثابت والمتغير، فإنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت، وإنزال المتغير منزلة الثابت عين الجمود والتحجر وطريق التخلف عن ركب الحضارة والتقدم.

‌ب- أهمية التفرقة الواضحة بين ما هو مقدس وما هو غير مقدس، ورفع القداسة عن غير المقدس من الأشخاص والآراء البشرية والشروح المتعلقة بالأحكام الجزئية والفتاوى القابلة للتغير بتغير الزمان أو المكان أو أحوال الناس.

‌ج- ضرورة الانتقال من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج الفهم والتحليل والتأمل والتفكير.

2- ضرورة العمل الجاد على تكوين إمام عصرى مستنير من خلال برامج تدريب وتأهيل الأئمة والخطباء والواعظات، بحيث لا تقف عند حدود التأهيل الشرعى واللغوى.

3- التأكيد على مشروعية الدولة الوطنية وترسيخ مفهوم المواطنة المتكافئة، وبيان أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان.

4- بيان أن حفظ الأوطان أحد أهم المقاصد المعتبرة شرعًا، وينبغى أن يدرج فى عداد المقاصد الكلية، إذ لا يوجد وطنى شريف لا يكون على استعداد لأن يفتدى وطنه بنفسه وماله.

5- تعزيز دور المؤسسات الوطنية فى خدمة أوطانها ودعم جهودها فى مختلف المجالات.

6- تعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية، تنظيرًا وتطبيقًا وتحويلها إلى واقع وثقافة مجتمعية راسخة.

7- التركيز فى مناهج التعليم على الجانب القيمى التطبيقى، كقبول التعددية والتعايش السلمى والتفكير الناقد وثقافة الحوار.

8- تعزيز دور الأسرة فى بناء الشخصية المتوازنة فى فهم أمور الدين والدنيا.

9- التأكيد على الدور الفاعل لوسائل الإعلام فى مجال دعم قيم الانتماء والولاء للوطن.

10- أهمية تدريس مادة التربية الوطنية بأسلوب علمى عصرى بما يحقق الربط القوى بين الناشئة وأوطانهم منذ نعومة أظافرهم.

3 - وثيقة القاهرة للمواطنة- سبتمبر ٢٠١٩ .. «فقه بناء الدول.. رؤية فقهية عصرية»

بحضور نحو ثلاثمائة عالم من مختلف دول العالم فى المؤتمر الدولى الثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذى انعقد بالقاهرة يومى الأحد والاثنين 16-17 محرم1441هــ الموافق 15–16سبتمبر 2019م برعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، ورئاسة أ.د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف تحت عنوان «فقه بناء الدول.. رؤية فقهية عصرية» أجمعوا على إصدار هذه الوثيقة «وثيقة القاهرة للمواطنة».

مع التأكيد على الآتى: 

1- أن المواطنة عطاء وانتماء واحترام لكل شعارات الدولة من علمها ونشيدها الوطنى وسائر شعاراتها المادية والمعنوية.

2- ضرورة احترام القانون والدستور والنظام العام للدولة ومؤسساتها.

3- احترام عقد المواطنة بين المواطن والدولة سواء أكان المسلم فى دولة ذات أغلبية مسلمة أم فى دولة ذات أغلبية غير مسلمة.

4- أن فقه المواطنة لا ينحصر فى محور العلاقة بين أصحاب الديانات المختلفة، وإن كان العمل على ترسيخ أسس العيش المشترك بين أصحاب الديانات المختلفة أحد أهم مرتكزاتها.

5- أن مفهوم المواطنة يتسع لتحقيق جميع جوانب العدالة الشاملة بين المواطنين جميعًا، بعدم التفرقة بينهم على أساس الدين، أو اللون، أو الجنس، أو العرق، أو المذهب. 

6- ضرورة العناية بكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة.

7- ترسيخ مبدأ الحق والواجب بين المواطنين والدولة وبين بعضهم وبعض، فكما يحرص المواطن على أخذ حقه يحرص على أداء ما عليه من واجبات تجاه الدولة وتجاه غيره من الأفراد.

8- قيام سائر المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية والإعلامية بالعمل الجاد على بيان مفهوم المواطنة المتكافئة.

4 - وثيقة القاهرة للحوار- مارس ٢٠٢١ .. «حوار الأديان والثقافات»

بحضور كوكبة من علماء الدين، والمفكرين، والمثقفين، والبرلمانيين، والإعلاميين، والكتاب، من المسلمين وغيرهم من مختلف دول العالم، انعقد المؤتمر الدولى الحادى والثلاثون للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة يومى السبت والأحد 29 رجب - 1 شعبان 1442هـ الموافقين 13- 14 مارس 2021م برعاية سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية (حفظه الله) تحت عنوان : «حوار الأديان والثقافات».

«وثيقة القاهرة للحوار»

1- إن الحوار البناء يهدف إلى التفاهم والتلاقى على مساحات مشتركة وأهداف إنسانية عامة.

2- إعلاء قيمة الحوار مطلب أكدت عليه جميع الشرائع السماوية، وجميع الحضارات. 

3- ضرورة العمل على نشر لغة الحوار ومراعاة ضوابطه عبر وسائل الإعلام المختلفة.

4- ترسيخ مبدأ الرأى والرأى الآخر.

5- إحلال لغة الحوار محل لغة الصدام والاحتراب.

6- ضرورة العمل على تعزيز الحوار الدينى والثقافى والحضارى.

7- التأكيد على أن الحوار بين الأفراد، يعادله التفاهم بين المؤسسات، والتفاوض بين الدول. 

8- التأكيد على أن وحى السماء ما نزل إلا ليرسم للإنسان طريق السعادة فى الدنيا والآخرة. 

9- التأكيد على أن أوطاننا أمانة فى أعناقنا يجب أن نحافظ عليها- أفرادًا ومؤسسات، وشعوبًا وحكومات. 

10- التأكيد على أهمية دور الإعلام فى دعم قيم التسامح ونبذ العنف وأهمية التغطية الإعلامية المهنية للأحداث. 

11- التأكيد على الرفض المطلق للتطرف والإرهاب وللكراهية والتعصب ورفض التوظيف السياسى لهم كأداة لتفتيت الدول.

12- التأكيد على أن الهدف من الحوار بين الثقافات ليس محاولة تغيير ثقافة. 

13- التأكيد على أن لغة الحوار البناء تقوم على انتقاء الألفاظ والأسلوب الراقى.

14- الحوار البناء هو الذى ينأى بالمتحاورين عن كل أشكال الجمود والاستعلاء. 

15- التأكيد على مراعاة البعد الإنسانى للحوار، بحيث يُبنى على الموضوعية دون المساس بالأشخاص والتشهير بهم أو السخرية منهم.

16- التأكيد على أهمية دور المرأة فى ترسيخ ثقافة الحوار.

17- إن احترام المقدسات والرموز الدينية يسهم بقوة فى صنع السلام العالمى. 

18- تأصيل قيم الحوار والتسامح انطلاقاً من المشتركات الإنسانية والدينية، مع احترام الخصوصية الثقافية والدينية للآخرين. 

19- إدانة التوظيف السياسى للأديان.

20- قيام المؤسسات التشريعية بإصدار قانون لتجريم ازدراء الأديان والإساءة للمقدسات الدينية.

5 -  وثيقة القاهرة لتعزيز ثقافة الاجتهاد- سبتمبر ٢٠٢٢ .. «الاجتهاد.. ضرورة العصر.. صوره.. ضوابطه.. رجاله.. الحاجة إليه»

بحضور كوكبة من وزراء الأوقاف والشئون الإسلامية، والمفتين، والعلماء، والمفكرين، والمثقفين، والبرلمانيين، والإعلاميين، والكتَّاب، من مختلف دول العالم، انعقد المؤتمر الدولى الثالث والثلاثون للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة تحت عنوان : «الاجتهاد ضرورة العصر: صوره- ضوابطه- رجاله- الحاجة إليه» يومى السبت والأحد  28 و29 من صفر 1444هـ الموافقين 24و 25 من سبتمبر 2022م.

وبعد يومين متتابعين من العمل العلمى المتواصل فى ثمانى جلسات علمية انتهى المشاركون إلى إصدار البيان الختامى متضمنًا أمرين: 

أولًا: وثيقة القاهرة لتعزيز ثقافة الاجتهاد. 

ثانيًا: بعض التوصيات الأخرى.

أولا : وثيقة القاهرة لتعزيز ثقافة الاجتهاد:

1- الاجتهاد ضرورة العصر وكل عصر ، وبابه مفتوح بل مُشرَع إلى يوم القيامة، غير أن له أصوله وضوابطه ورجاله الذين أفنوا حياتهم فى طلب العلم الشرعى وفهم أصوله وقواعده ومآلات الأمور ومقاصدها ممن يدركون فقه المقاصد والمآلات والأولويات، وتقديم المصلحة على المفسدة، ومتى تحتمل المفسدة اليسيرة لتحقيق المصلحة العظيمة، وكيف يكون الترجيح بين مصلحة ومصلحة باختيار أعظمهما نفعًا، وكيف يكون الترجيح بين مفسدة ومفسدة باختيار المفسدة الأخف منهما ضررًا.

2- التأكيد على الحاجة الملحة لإرساء وترسيخ قواعد الاجتهاد وضوابطه، وبخاصة الاجتهادُ الجماعيُّ فى القضايا التى لا يمكن الاعتماد فيها على الأقوال الفردية، والتى تتطلب الفتوى فيها خبرات متعددة ومتكاملة، ولا سيما فى القضايا الاقتصادية والطبية والبيطرية والمناخية وشئون الهندسة الزراعية والوراثية وغير ذلك من مفردات حياتنا ومستجدات عصرنا.

3- أن الاجتهاد الذى نسعى إليه يجب أن ينضبط بميزان الشرع والعقل معا.

أقرأ أيضأ : أسامة الأزهري يوضح مفهوم تجديد الخطاب الديني: إعادة إبراز مكارم الشريعة