مهرجان الإسكندرية.. كثير من النجاحات قليل من الإخفاقات

 مهرجان الإسكندرية السينمائى
مهرجان الإسكندرية السينمائى

رسالة الإسكندرية :أحمد سيد 

اختتمت يوم الاثنين الماضى فعاليات الدورة الثامنة والثلاثين من مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط برئاسة الناقد الأمير أباظة رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما، وقد تنبأ الكثير بانعقاد دورة مميزة ومختلفة بناء على بعض المعطيات الخاصة، منها حفل الافتتاح الذى جاء منظماً إلى حد كبير، وهو ما ظهر على المسرح من خلال الاستعراض الذى أخرجه محمد مرسى، وكان بعنوان اضحك من القلب، فضلا عن اختيار فيلم نادر قصير بعنوان برسوم يبحث عن وظيفة، وعلى الرغم من وجود بعض الأخطاء التى شهدها الحفل إلا أن الكثير توسم فى هذه الدورة خيراً.

وبرغم من أن ختام المهرجان كان مبهراً حيث زينه الاستعراض الفنى “تتر السينما” إلا أن كانت هناك لحظات من  الارتباك على المسرح بسبب عدم عقد بروفات على برنامج حفل الختام حيث رأينا رئيس المهرجان الأمير أباظة يعلن عن عدد من التكريمات بنفسه لم تكن على علم بها الفنانة هبة عبد الغني، والتى تولت تقديم الحفل، على الرغم من أنها عضو لجنة تحكيم أفلام الطلبة.

احتوى مهرجان الإسكندرية هذا العام على أفلام جيدة الصنع فى معظم مسابقات المهرجان الخمسة، إلى جانب بعض الاحتفاليات الخاصة بمئويات الفنانين الراحلين، والتى كانت تشهد حضوراً كبيراً، ولكن هل هذا كافٍ لإقامة مهرجان متميز، مع العلم أن الأفلام التى تم عرضها كانت تحتاج لجمهور يشاهدها، حيث كانت القاعات خاوية فى معظم العروض، إلا بعض الأفلام القليلة، وتحديداً الفيلم المصرى “الباب الأخضر” الذى شهد حضوراً كبيراً من ضيوف المهرجان، والذى شارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان.

هل المهرجان يحتاج إلى فريق عمل محترف يديره تنظيميا؟، ولماذا لا يشعر أهل الإسكندرية بوجود مهرجان بمدينتهم؟، هل كثرة الفعاليات أثرت سلبا على المهرجان أم أفادته؟، علامات استفهام كثيرة تحتاج إلى إجابات عاجلة، وهو ما كشفت عنه الدورة الأخيرة من المهرجان، سوء التنظيم الذى سيطر على المهرجان يؤكد أنه لابد من وجود فريق عمل محترف من أجل الخروج بدورة مميزة وجيدة تليق باسم مهرجان عريق مثل مهرجان الإسكندرية، وكانت أولى هذه السلبيات، والتى تؤكد سوء التنظيم عدم تنظيم حركة التنقلات بما يليق بضيوف المهرجان الذين عبر البعض منهم عن استيائه وغضبه لما تعرض له من سوء تقدير، منهم المخرج سعيد حامد أحد المكرمين، والذى عبر عن استيائه لما تعرض له من سوء تقدير فى حفل الافتتاح بداية من عدم توفير وسيلة خاصة لانتقاله من الفندق المقيم به إلى حفل الافتتاح، وعندما دخل مكتبة الإسكندرية الذى يقام بها الحفل لم يخصص له مقعد بجوار المكرمين، ليجلس فى الخلف مع الجمهور، وأخيرا ندوة تكريمه التى لم تتجاوز بضع دقائق وهو ما أثار غضبه أيضاً، وهو ما عانى منه بعض أعضاء لجان تحكيم المهرجان الذين لم يتوفر لهم فى بعض الأحيان وسيلة انتقال لأماكن العروض، مما يدفعه الذهاب الى العروض بوسيلة انتقال خاصة.

وتكرر الأمر مع الوفد السورى المشارك فى المهرجان بثلاثة أفلام حيث لم يتوفر لديهم وسيلة انتقال من أجل التحضير وتجهيز نسخة الفيلم للعرض قبل عرضه بدقائق قليلة، كما أن الإذاعى إمام عمر تعرض لنفس الموقف حيث كان يرغب فى مشاهدة أحد الأفلام بالسينما إلا أنه لم يتوفر له وسيلة انتقال من أجل الذهاب لدور العرض على الرغم من أنه أحد المكرمين بالمهرجان وهو ما اعتبره نوعاً من عدم التقدير، المثير فى الأمر أن إدارة المهرجان تمتلك مقومات تقديم مهرجان جيد على المستوى التنظيم خاصة أن هناك أفكاراً جيدة وتحسب لهم على المستوى الفنى، ولكن بعض هذه السلبيات تفسد النجاحات التى يحققها المهرجان.

أفلام

شارك في المسابقة الرسمية خلال هذا العام 15 فيلما بزيادة خمسة أفلام دفعة واحدة عن دورة العام الماضي، لكن بشكل عام مستوى أفلام المسابقة الرسمية أفضل مع العام الماضي الذي احتوى على تحفتين الأولى الفيلم السلوفيني “طريق مسدود” والثانية الصربي “تلك الأيام المظلمة” وثلاثة أفلام متوسطة المستوى، أما هذا العام فالوضع مختلف فالمستوى أفضل كثيراً من 15 فيلماً شاركوا في المسابقة نجد تواجد تسعة أفلام مستواها جيد منهم خمسة أفلام مستواها جيد جداً يأتي في مقدمتها التحفة البوسنية “القلعة البيضاء” الذي يعد أفضل أفلام المسابقة فنيا، ومن بعده تأتي التحفة الثانية وهو الكرواتي “المحادثة” الذي هو عبارة عن فيلم يعتمد على حوار ثنائي بين البطلين في معظم المشاهد حيث الأول هو القس أوزولي والثاني هو المبعوث من يوغوسلافيا للتفاوض معه والذي يحمل اسم تيتو الذي أصبح فيما بعد رئيسا للدولة في تجربة بديعة في كيفية صناعة فيلم يعتمد على حوار بين اثنين فقط. 

الفيلم الثالث كان الكوميديا الإيطالية “عائلة جنائزية” وهو فيلم ساخر عن أسرة تعمل في تقديم خدمات الجنازات والدفن، والفيلم الرابع هو الإسباني “الكوكب” الذي تدور أحداثه حول فتاة ووالدتها تقدمان على ممارسة الاحتيال حتى تستمرا في العيش في نفس المستوى الاجتماعي بعد وفاة رب الأسرة، والفيلم الخامس كان السلوفيني “المسافات بيننا” الذي تعود فيه أم وابنها من كندا إلى مسقط رأسهما في الريف السلوفيني هربا من مشاكل الأم مع زوجها ولتقريب المسافات مع ابنها. 

جاء أيضا الفيلم الكرواتي السلوفيني “سافا” وهو تجربة تسجيلية شديدة النعومة الذي يتحدث عن نهر سافا الذي يسير في أربع دول في البلقان هي كرواتيا وصربيا وسلوفينيا واالبوسنة ويظهر في الفيلم حكايات متفرقة عن ماضي هذا النهر قبل سقوط دولة يوغوسلافيا، ثم الفيلم الإيطالي الفرنسي السويسري “عمود رئيسي” الذي يحكي عن شاب يعاني من حياة قاسية يلجأ إلى الجبال أملا في الحصول على حياة أقل قسوة هناك، وأيضاً الفيلم اللبناني “بيروت هولديم” الذي يشارك في بطولته الفلسطيني صالح بكري وهو فيلم شديد القسوة عن الانهيار الذي وصلت إليه دولة أو شبه دولة كما أشار الفيلم تسمى لبنان، أما آخر الأفلام الجيدة في المسابقة كان المغربي “السلعة” للمخرج محمد نصرات والذي تناول خلاله مأساة الهجرة غير الشرعية التي تقودها منظمة إجرامية عبر الصحراء المغربية وقيامهم بسرقة الأعضاء. 

لم تكن المشاركة السورية في المسابقة موفقة من خلال فيلم “حكاية في دمشق” رغم أن الفيلم يتصدر بطولته النجم العالمي غسان مسعود؛ لكن الفيلم ظهر وكأنه أقرب إلى ميلودراما شديدة التصنع، ونفس الحال جاءت المشاركة المصرية من خلال فيلم “الباب الأخضر” للمخرج رؤوف عبد العزيز وسيناريو وحوار الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة وبطولة إياد نصار وسهر الصايغ ومحمود عبد المغني وبيومي فؤاد، ونفس الحال الفيلم التونسي “عصيان” الذى ظهر بشكل خطابي فج عن مناهضة الثورة التونسية، أما أسوأ أفلام المسابقة على الإطلاق كان اليوناني “طنين العالم” الذي كان عبارة عن تجربة صوتية ليس أكثر عن طريق توضيح الأصوات في كل دولة بين التراث القديم والأوضاع الجديدة.

وبرغم من أن أفلام المسابقة الرسمية أشادت بها لجنة التحكيم والتى يرأسها المخرج خيرى بشارة إلا أن أفلام المسابقة العربية والتى تحمل اسم نور الشريف لم يثن عليها لجنة التحكيم والتى كان يرأسها المخرج التونسى رشيد فرشيو، والذى أكد أن الأفلام بهذه المسابقة متوسطة المستوى وهو ما دفعهم لحجب عدد من الجوائز وهى أفضل فيلم وأفضل سيناريو وأفضل إخراج، بالإضافة الى جائزة لجنة التحكيم. 

جوائز المهرجان

وأما المسابقة الرسمية للمهرجان فحصد جائزة أحسن فيلم بالمسابقة فيلم “سولا” للمخرج صلاح إسعاد الجزائر، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم “عمود رئيسي” من إخراج ماتيو تورتوني، كما فاز بجائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو فيلم “القلعة البيضاء” إخراج إيجور درلجاكا، ومنحت اللجنة جائزة عمر الشريف لأفضل ممثل مناصفة بين بافل سيمريكيتش عن فيلم “القلعة البيضاء” وديلان تيرني عن الفيلم الكرواتي “المحادثة” إخراج دومينيك سيدلر.

وذهبت جائزة فاتن حمامة لأفضل ممثلة إلى الفنانة سوميجا دارداجان عن فيلم “القلعة البيضاء”، وفاز بجائزة رمسيس مرزوق أفضل تصوير فيلم “سولا” للمخرج صلاح إسعاد من الجزائر، وحصد جائزة كمال الملاخ لأفضل عمل أول فيلم “الكوكب” سيناريو وإخراج أماليا أولمان.

وفي مسابقة نور الشريف منحت لجنة تحكيم جائزة العمل الأول لفيلم “فرح” من لبنان، وهو إنتاج مشترك بين لبنان والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، وإخراج حسيبة فريحة وكنتن أوكسلي، وفازت بجائزة أفضل ممثلة الفنانة السورية جيانا عنيد عن دورها في فيلم “حكاية في دمشق”.

وذهبت جائزة أفضل ممثل للفنان صالح بكري عن فيلم “بيروت هولدم” من لبنان، والفيلم سيناريو وإخراج ميشيل كمون، كما حصد جائزة محمود عبد العزيز فيلم “فرح” عن عنصر الإخراج الفني لنزار نصار وموسي بيضون، وفى مسابقة الفيلم القصير ذهبت الجائزة الأولى لأفضل فيلم السوري “مدينة الملاهي” سيناريو وإخراج نور خير الأنام، مدير التصوير محمد مطر، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم الفيلم الكرواتي “ضربة جزاء” إخراج روك بيسيك، وهو إنتاج مشترك بين كرواتيا والنمسا وسلوفينيا من إخراج روك بيكيك، ومنحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً للفيلم القبرصي “مكان صيفي” إخراج ألكسندرا ماثيو. 

أما مسابقة أفلام الطلبة فذهبت الجائزة الأولى لفيلم “صباح الخير يا جاري” إخراج مرام علي من جامعة فاروس، وحصد الجائزة الثانية فيلم “مستحية” إخراج رحمة ياسر من جامعة فاروس، وذهبت الجائزة الثالثة لفيلم “الحاسة الثامنة” إخراج حسام عزام من المعهد العالي للسينما بالإسكندرية.

ويرأس لجنة تحكيم مسابقة أفلام الطلبة مدير التصوير سمير فرج وتضم في عضويتها الناقد مجدي الطيب والفنانة هبة عبد الغني، كما فاز بمنحة مسابقة الفيلم القصير وقيمتها 100 ألف جنيه، وهي مقدمة من الدكتور يوسف العميري رئيس مجلس إدارة جمعية خليجيون في حب مصر وبيت الوطن الكويتي، سيناريو فيلم “الزبالين” (رحيل)  للكاتب أحمد إيهاب عبد الوارث إخراج مهند دياب وقدرها 60 ألف جنيه، كما قررت اللجنة منح مبلغ 60 ألف جنيه مناصفة بين سيناريو فيلم “الرسام” للكاتب الدكتور فوزي خضر إخراج هاني المكاوي عن رواية “الليلة الأخيرة في حياة محمود سعيد” للكاتب أحمد فضل شبلول، وسيناريو فيلم “فطيمة” للكاتب والمخرج أحمد عادل.

الندوات

نظم المهرجان ماستر كلاس للفنان محمود حميدة وأدارها الناقد الأمير أباظة، رئيس المهرجان، حيث شهدت القاعة حضوراً جماهيرياً كبيراً، وحرص على الحضور مخرجون كبار منهم على بدرخان ومحمد عبدالعزيز، وعمر عبدالعزيز والفنانة إلهام شاهين، التى حضرت خصيصًا من القاهرة لحضور المحاضرة، ومن الفنانين أيضا حمزة العيلي وسلوى محمد علي والإعلامي إمام عمر، والكاتب عاطف بشاي والإعلامية والكاتبة السورية ديانا جبور ورئيسة المركز القومي للسينما المونتيرة منار حسني، وكذلك الدكتور خالد عبدالجليل مستشار وزيرة الثقافة لشئون السينما.

وبدأ الماستر بفيلم تسجيلي عن حياة محمود حميدة وأعماله ورحلته مع مهرجان الإسكندرية، ثم بدأ محاضرة عن خبرته خلال مشواره مع فن التمثيل قائلًا: “أنا من الجيل الذي يعتبر صناعة الفيلم عملاً جماعياً يقودها رب العمل وهو المخرج ففن صناعة اللقطة الممثل فيها هو الظاهر فقط من جبل الجليد، لكن هناك أفراد كثيرة لكل واحد منهم دور مهم في خروج اللقطة في أحسن صورة بداية من مهندس الديكور ومدير التصوير والمونتير وغيرهم والجمهور أصبح واعياً جداً في معرفة صناع السينما وليس الممثل فقط”.

وروى حميدة موقفاً حدث له أثناء تصوير فيلم “الغرقانة” الذي أدت بطولته النجمة نبيلة عبيد والفنان الكبير محمد توفيق: “في إحدى المرات كنا نتناول العشاء مع مخرج الفيلم محمد خان ووجه سؤالاً للفنان محمد توفيق استوقفني جداً وسأله ما هي متعتك في التمثيل واستغرب جدا من توجيه خان له هذا السؤال، ثم وجهه لي فكانت إجابتي إني سأظل محافظاً على الخط البياني لي داخل العمل وبدأت أفكر كواحد من أفراد العمل كيف أصنع مع زملائي لقطة حلوة من أجل الفيلم”.

وأشار حميدة إلى أنه يكون حريصًا دائمًا على أن تكون علاقته بكل صناع العمل جيدة وعلى تواصل لأن الفن ليس تمثيلاً فقط فهناك كثيرون يغفلون هذه العلاقات، وأيضاً تعلمت أن أسأل عن أي شيء لأكون على وعي كامل بكل وظائف صناع العمل.

كما تطرق حميدة لعلاقته بالمونتاج: “علاقتي بالمونتاج تكون من خلال المخرج فالمونتاج من الممكن أن يغير الفيلم ويقدم شيئاً غير الذي تم تصويره وفي النهاية الفيلم هو رؤية المخرج”.

وعن الفرق بين التمثيل في السينما والتمثيل في المسرح: “المسرح يحتاج من الممثل صدق كامل لفترة معينة من الزمن وأتذكر في بداياتي كنت عندما أدخل المسرح أظل في غرفتي أذاكر دوري وأركز فيه فقط ولم تكن علاقتي بالزملاء متوطدة لكن الوضع في السينما مختلف”.

وتحدث عن درس علمه له المخرج حسين كمال الذي تعاون معه في فيلم “المساطيل”: “كنت مازلت في بدياتي وكنت أدخل اللوكيشن لا أعرف شيئاً سوى غرفتي أظل أذاكر فيها دوري ولا أجلس مع أي أحد فوجدت المخرج حسين كمال يتجاهلني وجعل المساعد هو الذي يتعامل معي ومع نهاية آخر مشهد في الفيلم طلبني وجلست معه في غرفته وعنفني جداً وعلمني أن الفن ليس تمثيلاً فقط ولابد أن يخلق علاقات اجتماعية مع زملائه داخل اللوكيشن وأن يتلقي المعلومة بتواضع وهذا درس لم أنسه طوال مشواري”.

وفي سؤال وجهته له الفنانة سلوى محمد علي عن إلى أي مدى يضحي الفنان ويؤذي نفسه من أجل أن يخرج الدور الذي يجسده بأفضل صورة ممكنة: “الممثل يظل يعطي ويضحي إلى أقصى حد يمكن تحمله حتى نهاية عمره ففي فيلم جنة الشياطين اضطررت لخلع سنتين من أسناني الأمامية حتى أقدم الدور وظللت أعاني فترة طويلة من هذا الأمر صحياً بسبب عدم عودة فكي الأمامي لطبيعته بعد خلع السنتين. 

وأكد حميدة أن الإخلاص في الفن والعمل الذي يقدمه هو طريقه في الحياة وأنه عندما يقدم دوراً ينحي تمامًا أي مطالب شخصية عندما يقبله، معترفًا أن هناك أعمالاً قد تكون لم تحقق النجاح وهذا موجود في مسيرة أي فنان. 

وفى سؤال وجهته له الإعلامية السورية ديانا جبور عن مدى تأثير ثقافة الفنان عليه وهل من الممكن أن تكون ثقافته عائقاً أمام تقديم دور معين؟، واتفق معها في الرأي، مشيرًا إلى أن هناك أدواراً ينحي ثقافته جانبا ويتعامل مع عناصر أخرى حتى لا تؤذيه. 

وحرص المخرج الكبير محمد عبدالعزيز على توجيه كلمه لمحمود حميدة بمناسبة تكريمه وحمل الدورة الـ38 لمهرجان الإسكندرية اسم نجم وفنان مثقف ومتواضع ومهموم بفنه ووطنه. 

أما السيناريست الكبير عاطف بشاي والذي قدم كتاباً عن مسيرة حميدة الفنية فوصفه بأنه فنان صاحب مشروع فني وثقافي متعدد الجوانب ومؤسسة فنية فهو لا يهتم فقط بدوره كممثل ولكنه حريص على تقديم مواهب وجيل جديد من المخرجين الموهوبين، وأعطي مثل بتجربته مع المخرج الراحل أسامة فوزي وأوضح أن حميدة كان حريص علي تقديم سينما غير السائدة.

وتحدث المخرج عمر عبد العزيز عن قدرة محمود حميدة على الخروج من عباءة الفنان الوسيم إلى عباءة الفنان المثقف الذي يعمل على تطوير نفسه دائما، مشيرا إلى أن حميدة من الفنانين المهمومين بقضايا وطنهم وليس مهنتهم فقط. 

وحرصت النجمة إلهام شاهين على تهنئة محمود حميدة على تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي: “أنا ومحمود حميدة رحلة عمر وصداقة طويلة عملنا مع بعض منذ البدايات وكان من أوائل المسلسلات التي عملت معه فيها “الرجل والقطار” و”أبو زيد زمانه” و”دانتيلا” ولنا ذكريات حلوة مع بعض”. 

وتابعت: “استطاع محمود حميدة أن يقدم كل الأدوار بإتقان ولم يحصر نفسه في نمط معين وأتمنى أن يقدم عملاً كوميدياً لأن دمه خفيف وهذا كنت ألمسه فيه أثناء تصوير أعمالنا”. 

أقرأ أيضأ : «تيمة» الأفلام الفائزة بجوائز «الإسكندرية السينمائى» الهروب نحو مستقبل أفضل