بحكم القضاء.. أميرة من الانكسار إلى الانتصار

تلميذة الإعدادي ضحية الإبتزاز مرتين .. هتك عرضها وفضحها بين اصدقائه

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتبت: منى ربيع

دائمًا وابدًا يظل القضاء ملاذ المظلوم، ونصير الضعيف..؛ أميرة طفلة صغيرة السن في بداية سن المراهقة لاتتجاوز عامها الثالث عشر، مثلها مثل بقية الفتيات اللائي في مثل سنها بدأت تحلم بالحب والفارس الذي سيخطفها على حصانه الأبيض، أحلام الحب والارتباط سيطرت على عقلها، حتى جاء من استغل مشاعرها الصغيرة بحكم سنها وبما انه كان اول من طرق قلبها، أحبته بجنون ولأنه كان يعلم أنها صغيرة السن وليس لديها خبرة في الحياة استغل حبها وقرر أن ينتهك جسدها وبراءتها بكل خسة وندالة، استغل هذا النذل ضعفها وصغر سنها وصورها لابتزازها ولم يكتف بذلك بل فضحها وسط اصدقائه ليستدرجونها ويبتزونها هم الآخرون لتجد الصغيرة نفسها بين فكي الرحى لا تستطيع الخروج منه، فحبيبها يبتزها من ناحية واصدقاؤه من ناحية أخرى بعد أن قاموا بتصويرها هم الآخرون، عدة أشهر عاشتها أميرة في رعب وخوف لا تعرف ماذا تفعل حتى قررت أن تستجمع قواها وتخبر أسرتها ليحررون بلاغًا ضد المتهمين ليتم القبض عليهم وتسليمهم للعدالة، القضية تحوى الكثير من التفاصيل وكذلك تدق ناقوس الخطر داخل البيوت والأسر تقول لهم لاتتركوا فتياتكم يقعن فريسة للذئاب احتضنوهن وراقبوا تصرفاتهن ولاتتركهن للموبايل والسوشيال ميديا، تفاصيل القضية ترويها السطور التالية.

أميرة تلميذة في المرحلة الإعدادية جسدها الفارع جعلها تشعر وكأنها كبرت قبل الآوان، تمردت على طفولتها ورأت في نفسها آنسة كبيرة السن نوعًا، أصبحت مرغوبة الشباب ينظرون إليها ويعجبون بها أثناء ذهابها وعودتها من المدرسة، كانت الصغيرة إبنة الثالثة عشرة تظن أنها امتلكت الدنيا ومافيها وأنها أصبحت شابة يافعة من حقها أن تحب دون الرجوع لأسرتها أو أخذ نصيحة من أحد.

تمردها وتصرفاتها جعلها تقع فريسة سهلة لشاب يكبرها بسبع سنوات، استغل جمالها وقرر أن يلقى بشباكه عليها لتقع فريسة سهلة في مصيدة حبه الوهمية، كانت أميرة تفتخر بعلاقتها به أمام صديقاتها في المدرسة، فهذا الشاب الذي يكبرها بسبع سنوات أحبها هي دون عن باقى البنات، سلمته نفسها وعقلها وقلبها، أصبحت لا تفعل شيئاً دون موافقته عليها، فهو الآمر الناهي في حياتها، أحبته بجنون وهو كان يرى فيها الصيد الثمين الذي يفعل بها ما يشاء، صارت كالعجينة التي يشكلها بيده كيفما يشاء، في عدة اشهر استطاع امتلاكها واضعًا شروطه عليها بأن لاتخبر أحدًا بعلاقتها به وفي مقدمتهم أسرتها.

وبالفعل اصبحت علاقتهما سرًا، فهو كان يعرف جيداً ما يفعل ومايريده من الصغيرة، حتى طلب منها في احدى المرات أن تأتى معه الى منزله ليجلسان سوياً بعيدًا أن أعين الناس، في البداية رفضت أميرة طلبه، هنا اتهمها بأنها لاتحبه وأخبرها بأن هذا اللقاء للتشاور في مستقبل علاقتهما، والارتباط بها رسميًا!

خافت أميرة أن تضيع منها الفرصة وبالتالي يضيع حبيبها من بين يديها، وافقت على طلبه، فهى تحبه بجنون لذا ذهبت معه إلى بيته، وهناك استطاع أن يغدر بها وكشف عن اغراضه الدنيئة واخذ يهتك عرضها بكل خسة ولم يكتف بذلك فقط بل صورها خلسة، وبعدها عادت أميرة إلى بيتها وهى نادمة على تلك اللحظات التي قضتها مع هذا الشاب، وقررت في نفسها أن لا تذهب معه مرة أخرى لتحافظ على نفسها؛ لكنها فوجئت به يتصل بها ويطلب منها أن تأتى معه مرة ثانية، لترفض أميرة طلبه وتخبره بأنها لن تذهب معه مرة ثانية لتفاجأ به يسبها بأقذع الشتائم ويهددها بإرسال صورها معه ومقاطع الفيديو التي صورها لها إلى اسرتها وأقاربها إذا لم ترضخ لطلباته الدنيئة.

خافت أميرة من الفضائح وذهبت مرة ثانية لبيت هذا الشاب الندل، وفي تلك المرة كان بصحبته أحد أصدقائه، في تلك المرة أخذ يهددها طالبًا منها أن تتجرد من ملابسها وصورها مرة ثانية، وأخذ يلمس جسدها هو وصديقه، ثم طردها الاثنان من المنزل بعد أن نعتها وسبها بأبشع الألفاظ.

خرجت أميرة من منزل من كانت تظنه حبيبها وهي تلملم نفسها خائفة منكسرة، لاتعرف ماذا تفعل؟!، تدور برأسها أسئلة كثيرة.. هل تخبر أسرتها بما حدث لها؟ هل تطلب منهم مساعدتها؟ ماذا سيفعلون معها اذا عرفوا تلك الفضائح؟!

مشاعر الخوف والرعب سيطرت عليها، لاتعرف كيف تتصرف أو تفعل؟! حاولت كثيراً الاتصال بهذا الشاب الندل لو أن تحثه على أن يمحو من هاتفه الصور والفيديوهات لكنه رفض وأخذ يسبها وأغلق الهاتف في وجهها، لم يكتف بذلك فقط بل أرسل الصور والفيديوهات لاثنين من أصدقائه، والذين رأوا في أميرة صيدًا سهلًا يفعلون بها مايريدون!

وفى أحد الأيام وجدت أميرة رقمًا لاتعرفه يتصل بها، وعندما ردت وجدته واحدًا من اصدقائه، أخذ يخبرها أنه يعرف المشاكل التي بينها وأحمد حبيبها وأنه سيحاول حل الخلاف بينهما، لكن اميرة اخبرته انها حاولت مقابلة احمد لكنه يرفض، فأخبرها صديقه بأنه استطاع إقناعه لمقابلتها وإعطائها الصور، ظنت أميرة انها وجدت طوق النجاة لما هي فيه، فرحت بأنها ستغلق هذه الصفحة من حياتها الى الأبد، وستبدأ صفحة جديدة بدون خوف أو رعب لكنها لم تكن تعلم انها وقعت فى الفخ للمرة الثانية، اتفقت مع صديق من ظنته حبيبها على الميعاد، ذهبت أميرة وهي تلتمس في صديق هذا الشاب الذي تعرفت عليه النخوة والرجولة بينما هو في الواقع لايمتلك منهما شيئًا فهو ذئب آخر أراد أن ينهش جسدها وطفولتها.

اقرأ أيضًا .. وصلة غزل كشفت "منتقبتي التوكتوك"

بمجرد أن قابلته أظهر لها مقاطع الفيديو والصور وأخبرها بأن أحمد أرسلها له، واستدرجها لمنزله وهو يخبرها بأن أحمد ينتظرهما هناك لحل الخلافات بينهما، وبمجرد أن دخلت منزله دفعها أرضًا وأمرها أن تستجيب إليه مثلما استجابت لحبيبها المزعوم وصديقه من قبل وإلا سيفضحها هو الآخر، انهمرت دموع المسكينة وهي لا تعرف ماذا تفعل وماذا سيفعل بها، بعدما صارت لقمة سائغة في أيدي عديمي الأخلاق والرجولة، بدت أميرة في هذه اللحظة كمن دخل في غيبوبة لم تفق منها بعد.

جذبها الى غرفة النوم بكل وحشية، ثم طلب منها أن تنزع ثيابها وصورها عارية  ثم أخذ يتحسس جسدها وهي تبكى وتتوسل اليه بأن يتركها لحالها، وبعد أكثر من ساعة طردها.

انهيار وبلاغ
خرجت اميرة وهى لاتعرف ماذا تفعل؟ تفكر فى أن تنهى حياتها تارة أو أن تصارح والدتها بما جرى لها، اختارت العزلة وحدها، اغلقت هاتفها امتنعت عن الطعام والشراب، أخذت الام تلاحظ مايحدث لابنتها، اخذت تسألها عن سبب عزلتها فأميرة كانت نشيطة ضحكتها لا تفارق وجهها، هنا انهارت أميرة في البكاء، وأخذت تروي لوالدتها ماحدث لها من قبل احمد واصدقائه وانها خائفة ولا تعرف كيف تتصرف، انهارت الام باكية واخذت تنهر ابنتها، والتى كانت تضع فيها ثقتها الكاملة فهي تعاملها على انها طفلة صغيرة، وليست مراهقة تبحث عن الحب ولماذا تحب وهي في هذا السن الصغير، فجأة وجدت الأم أن العبء أصبح ثقيلا عليها، قررت أن تخبر والد أميرة بكل شيء، وبالفعل اخبرته كاد الاب أن يقع مغشيًا عليه لكنه استطاع أن يلملم نفسه وقرر الابلاغ لحماية ابنته وأسرته من هؤلاء الشباب المستهتر.

ذهب للإبلاغ عن صديق ابنته وشركائه في الجريمة والتي كانت ضحيتهم ابنته الصغيرة، ليتم القبض عليهم وتحرير محضر بالواقعة وإحالة القضية للنيابة العامة حيث حملت رقم 363 لسنة 2022 جنايات قسم 15 مايو والمقيدة برقم 473 لسنة 2022 كلى حلوان، وامام النيابة اكدت الأم أنه اثناء تواجدها بمسكنها اخبرتها نجلتها؛ أن المتهم الاول والذي كانت تربطه بها علاقة عاطفية والثانى صديقه قد استدرجاها لمسكنهما وهتكا عرضها بأن جرداها من ملابسها عنوة وهتكا عرضها، وبعد ذلك فوجئت بصديقهما الثالث يطلب منها مقابلتها لإخفاء سرها وعندما ذهبت اليه طلب منها التجرد من ملابسها وهتك عرضها.

كما استمعت النيابة إلى اقوال والد المجني عليها والذى لم تختلف اقواله عن اقوال الأم، بينما اكدت تحريات المباحث وجود علاقة بين المجنى عليه والمتهم الاول والذى استغل حداثة سنها واستدرجها لمسكنه وهتك عرضها ليستغل المتهمان الثاني والثالث علمهما بما فعله وقاما باستدراجها وهتك عرضها هما الآخرين بعد تهديدها بالصور ومقاطع الفيديو.

العقاب
وبسؤال المجنى عليها اكدت؛ قيام المتهمين الثلاثة بابتزازها وتصويرها وهتك عرضها عنوة كما اثبتت النيابة العامة ماجاء بتقرير مكتب الطفولة والأمومة من وقوع اعتداء على أميرة لتقرر النيابة العامة حبس المتهمين الثلاثة، وإحالتهم لمحكمة الجنايات بعد ان وجهت للمتهم الاول والثانى خطف المجنى عليها والتى لم تبلغ الثامنة عشر من عمرها؛ بأن قاما باستدراجها وهتك عرضها، كما وجهت للمتهم الثالث خطف المجنى عليها ايضا بالتحايل بعد أن اوهمها بقدرته على اخفاء سرها ثم هددها بفضحها وقد اقترنت تلك الجنايات بهتك عرض المجنى عليها وبهذا يكون المتهمون قد ارتكبوا الجناية المؤثمة بالمواد 268 و269 و290 من قانون العقوبات.

وامام محكمة الجنايات برئاسة المستشار محمد الجندى، وعضوية كل من المستشارين، ايمن عبد الخالق، ومحمد احمد صبري يوسف، مثل المتهمون وكذلك حضرت المجنى عليها واسرتها وتعرفت على المتهمين، حاول المتهمون ودفاعهم انكار ما جاء في التحقيقات مدافعين عن انفسهم بإلقاء اللوم على الصغيرة، مؤكدين انها كانت على علاقة بأحدهم وانها هي من كانت ترسل لهم صورها ومقاطع الفيديو بإرادتها.

لكن المحكمة لم تقتنع بذلك الدفع خاصة انه جاء بأحد مقاطع الفيديو صوت احد المتهمين وهو يسبها وينعتها بأبشع الألفاظ مطالبا منها أن تخلع ثيابها، وهو يصورها وبعد عدة جلسات أصدرت المحكمة حكمها بسجن المتهمين الثلاثة خمس سنوات سجنًا مشددًا، ونوهت المحكمة في حكمها بألا تخضع الفتيات لمن يقوم بابتزازهن ولا يرضخن لهم، وأن هناك قانونًا يحمي حقوقهن حتى ولو اخطأن في حق أنفسهن.

المبتزون والردع بالقانون.. أحكام للمتهمين تصل للسجن 15 عامًا

اميرة لم تكن المجنى عليها الوحيدة في قضايا الابتزار، فسبقها إلى المحاكم فتيات تعرضن للابتزاز بداية من بسنت والتى راحت ضحية للابتزاز الإلكترونى بوفاتها بعدما هددها المتهمون بصور فاضحة، لتقضى محكمة جنايات طنطا بمعاقبة المتهمين الـ5 بـالسجن 15 سنة لثلاثة منهم، ومعاقبة 2 آخرين بالسجن 5 سنوات. 

ومن بسنت إلى مريم مريضة السرطان والتى تم ابتزازها بالمنوفية، حيث اصدرت المحكمة الاقتصادية حكمها في القضية والتي تحمل رقم 12 لسنة 2022 مركز تلا، في محافظة المنوفية، بمعاقبة المتهم بابتزاز مريم مريضة السرطان بمحافظة المنوفية، مما أدى إلى وفاتها، بالسجن 3 سنوات مع الشغل وكفالة 6 آلاف جنيه لإيقاف تنفيذ العقوبة مؤقتًا، وغرامة 100 ألف جنيه.

بدأت الواقعة ببلاغ من والدة الضحية «مريم»، بتعرض ابنتها المصابة بالسرطان إلى الابتزاز من قبل أحد الشباب، حيث أقبل على نشر صورها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مُدون عليهم عبارات مسيئة لها، ما أدى إلى وفاتها، بسبب تأثر نفسيتها وتضررها بشكل كبير.

قالت والدتها إن الشاب كان صديق شقيقة مريم الصغرى بالجامعة، وظهر في حياة الأسرة أثناء تبادل المحاضرات والدروس بالجامعة وعندما رفضت نجلتها وجوده في حياتها أصبح يسيئ للأسرة ويبتز نجلتيها بصور وعبارات مسيئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى سوء الحالة النفسية لنجلتها مريم وهي مصابة بمرض السرطان مما أدى إلى تدهور الحالة الصحية لها وتسبب في وفاتها.

الجريمة والعقاب
أما القضية الثانية فكان ضحيتها ربة منزل؛ فوجئت بأحد الاشخاص يرسل اليها عبر تطبيق التليجرام رسائل يهددها فيها بنشر صور فاضحة طالبًا منها اموالا مقابل عدم فضحها إلا انها ابلغت عنه ليتم القبض عليه وإحالته للنيابة العامة، وجاء في قرار إحالة المتهم والذى حمل رقم 8311 لسنة 2022 جنايات طوخ، والمقيدة برقم 603 لسنة 2022 كلي شمال بنها؛ أن المتهم «أ.م.م»، عاطل، مقيم دائرة مركز طوخ بمحافظة القليوبية، هدد المجني عليها «هـ.هـ.م»، ربة منزل، كتابة بإفشاء أمور خادشة للشرف (نشر صورها) وذلك بأن أرسل إليها رسائل نصية عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي (تيليجرام) تتضمن عبارات تهديد بنشر بعض الصور الفوتوغرافية المصورة لها مصحوبة بطلب ألا وهو تحصله على مبالغ نقدية مقابل عدم نشر تلك الصور الخاصة لها وذلك على النحو المبين بالتحقيقات؛ فقضت محكمة الجنايات بمعاقبته بالسجن المشدد 5 سنوات.

ومنذ أيام قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة متهم هدد طليقته بصور خادشة بالحبس عامين بالمقطم وجاء في أمر إحالة المتهم لمحكمة الجنايات أن المتهم هدد طليقته المجني عليها، وكان ذلك كتابيًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي «واتس آب»، مستخدمًا الهاتف المحمول خاصته عقب اتصاله بشبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، وذلك بإفشاء أمور مخدشة بالشرف والحياء وهي صور رقمية ومقاطع مرئية «فيديو» لها وكان ذلك مصحوبًا بتكليف تمثل في التنازل عن القضايا المرفوعة من جانب المجني عليها وتسليم نجله إليه.

وفي حلوان قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة شاب، بالسجن المشدد 3 سنوات؛ لاتهامه بابتزاز فتاة بنشر صورها على «فيسبوك»، عقب اختراق حسابها الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء في التحقيقات أن المتهم «م. أ»، 23 سنة، هدد فتاة تدعى «س.ه»، 18 سنة، تعرف عليها من خلال فيسبوك، ووعدها بالزواج، وعقب ذلك هكر حسابها واستولى على صورها وابتزها.
وفي سوهاج أصدرت محكمة الجنايات بمعاقبة المتهم «م.م.أ» عامل، بالسجن 15 سنة، لاتهامه بتهديد المجنى عليها «م.ش.س» على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك، بنشر صور شخصية لها، والاعتداء على حرمتها الشخصية بدائرة مركز أخميم.