حكايات| بحيرة الأسفلت .. قطعة من قمر زحل على الأرض 

بحيرة الأسفلت
بحيرة الأسفلت

العالم حولنا مليئ بالعجائب والغرائب ولا يمكن أن يخطر ببال أحد أنه يوجد بحيرة من الأسفلت وليس من الماء وأن تكون مقصداً سياحياً شهيراً.

بحيرة الأسفلت أو "بحيرة المعلب" هي منطقة جذب شهيرة في ترينيداد وعبارة عن بركة من الأسفلت السائل الساخن وأكبر رواسب طبيعية من الأسفلت في العالم، حيث تغطي البحيرة أكثر من 200 فدان، ويصل عمقها إلى 250 قدمًا، وتأوي كائنات غريبة يمكنها تحمل تركيبها الكيميائي الفريد.

وعلى الرغم من عدم دراسة البحيرة على نطاق واسع، يعتقد الباحثون، أن الأسفلت هو نتيجة النفط الذي يتسرب إلى البحيرة من خط صدع عميق في قشرة الأرض.

ليس هذا فحسب بل اكتشف العلماء أن الحياة الميكروبية الجديدة يمكن أن تزدهر في بحيرة بيتش، ويعتقدون أن هذا الاكتشاف يوفر بعض الأدلة على أن بحيرات الهيدروكربون الموجودة على أكبر أقمار زحل، يمكن أن تدعم الحياة أيضًا.

ويطلق القرويون إسم أعجوبة العالم الثمانية على بحيرة الأسفلت، حيث إنها تقع على الساحل الجنوبي الغربي لترينيداد، ولا تزال مصدرًا للدهشة والغموض، كما أنها أكبر مستودع تجاري للأسفلت الطبيعي في العالم وواحدة من ثلاثة فقط في الوجود المعروف وتحتوي على ما يقرب من 10 ملايين طن من الأسفلت.

وتبدو البحيرة وكأنها موقف سيارات بيضاوي ضخم، ولكن عند الفحص الدقيق تبدو وكأنها طينية داكنة للغاية مع بقع متموجة خشنة، وتم استخدام الأسفلت في تعبيد الطرق ومدارج المطارات في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الطريق أمام قصر باكنجهام في إنجلترا، ومطار لا جوارديا في نيويورك، ونفق لينكولن الذي يربط نيويورك بنيوجيرسي، بالإضافة إلى العديد من الطرق في العديد من البلدان.

وقد انتشر الكثير من الأساطير حول بحيرة الأسفلت، حيث يمكن للزوار المشي على السطح وقد يشعر الزائر أنه حي من خلال سماع أصوات الهسهسة والتجشؤ وتتشكل برك صغيرة من الماء عليها خلال موسم الأمطار ويمكن الاستحمام فيها، حيث يزعم البعض أنها تحتوي على مستويات عالية من الكبريت وهي جيدة لعلاج أي شيء من الأمراض الجلدية إلى آلام المفاصل.

والجدير بالذكر أن المغامر البريطاني السير والتررالي، ادعى أنه اكتشف بحيرة الملعب في عام 1595 أثناء بحثه عن إلدورادو ومع ذلك كان الأسبان هم من بدأوا في تحسين الملعب في عام 1792 وأطلقوا عليه إسم "أرض الملعب" وأصبح الإسم في النهاية "الأسفلت".

بينما اعتقد الهنود الحمر الذين أطلق عليها اسم "الاسفلت" أنه تم إنشاؤها بواسطة الآلهة كعقاب، وتقول الأسطورة إن البحيرة ابتلعت قبيلة بأكملها بعد أن أكلوا طيورًا طنانة.

ويعتقد أنها أرواح أسلافهم الراحلين، وحتى الآن تم اكتشاف العديد من القطع الأثرية الأمريكية الهندية في الموقع بما في ذلك مقعد منحوت على شكل حيوان مع إسم النحات لا يزال مرئيًا بوضوح، ويمكن مشاهدة بعضها في المتحف الموجود في الموقع وتم العثور أيضًا على مؤشرات لحياة ما قبل التاريخ .

اقرأ أيضا: هبوط أرضي بطريق الوفائية في محافظة البحيرة