مؤسسة أمريكية تصنف «توشكى الخير» كأفضل مشروع بيئي عالميا .. خاص

الدكتور محمد يوسف استاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بكلية الزراعة
الدكتور محمد يوسف استاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بكلية الزراعة

أكد الدكتور محمد يوسف استاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق ومستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية فى تصريح خاص "لبوابة اخبار اليوم" أن مؤسسة ENR الأميركية الخاصة بالاستشارات الهندسية مشروع تطوير قرى توشكى الجنوبية في مصر كأفضل مشروع بيئي في العالم.

قال الدكتور محمد يوسف أنه تم اختيار المشروع الرئاسى توشكى الخير بصعيد مصر كأفضل مشرو ع بيئي   فى العالم ويعتبر هذا التوقيت متزامن مع استضافة مصر لمؤتمر قمة المناخ كوب 27 فى نوفمبر بشرم الشيخ الأمر الذي يعظم دور مصر الريادى محليا وإقليميا ودوليا فى الاهتمام بقضية المناخ على الرغم  أن مصر من اقل الدول المساهمة في انبعاثات الغازات الدفيئة والتى تمثل 0.6% فقط  المسببة للاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية ومع ذلك مصر من أكثر الدول  الأفريقية المتضرره بالآثار المترتبة عن حدة التغيرات المناخية العالمية.


واكد يوسف أن هناك أسباب متعددة جعلت مؤسسة ENR الأمريكية تختار مشروع توشكى الخير افضل مشروع بيئي عالميا ومن أهم الأسباب  هو تطبيق نظام الزراعة العضوية والحيوية واستخدام برنامج المكافحة الحيوية في مكافحة الآفات الحشرية والحيوانية بالإضافة إلى أن توشكى تتصف أنها ارض بكر تخلو من متبقيات المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية ووجودة مياه الرى الخالية من الملوثات خاصة العناصر الثقيلة واخيرا وليس بآخر نقاء الجو من الملوثات البيئية.


أشار خبير الزراعة الحيوية أن الزراعة العضوية والمطبقة بتوشكى  هي عبارة عن نظام متكامل يسمح باستخدام الأسمدة الحيوية والمخصبات العضوية والمركبات الحيوية والمستخلصات النباتية بالإضافة للطفيليات والمفترسات الحشرية النافعة بهدف إنتاج غذاء نظيف صحي  دون الإخلال بالنظام البيئي  بحيث يكون للنظام جدوى اقتصادية.
أضاف أن تلك الأراضي الحديثة الاستصلاح يجود فيها تطبيق نظام الزراعة العضوية والمكافحة البيولوجية  مباشرة دون فترة تحول كما كان يحدث فى الاراضى القديمة بالدلتا والتى تستغرق اكثر من ثلاث سنوات فى عملية التحول من الزراعة التقليدية الى الزراعة العضوية.  

وقال خبير التنمية الزراعية  أن هناك  مواد  مسموح بها فى الزراعة العضوية وبالفعل تم تطبيق بعض هذه المواد فى مساحات كبيرة من أرض توشكى خاصة استخدام التسميد الحيوى و العضوى مثل الكمبوست والفيرميكمبوست  والبوكاشى والبوتشار والمركبات الحيوية مثل المستخلصات النباتية مثل زيت النيم والنيم فورس والمورينجا والجوجوبا والثوم  والمفترسات والطفيليات الحشرية النافعة مثل اسد المن الاخضر وابى العيد وذباب السرفس وطفيل التريكوجراما  والمركبات الحيوية التجارية لمكافحة الافات الحشرية والاكاروسية مثل البكتيريا والفطر والفيرس والنيماتودا المتطفلة والمفترسة والنوزيما 
من اهم هذه المركبات البيوكيللر Bio-killer ، الدايبل ، الدايبل 2 اكس ، البيوسيكت ، البيوباور، البيوفار ، البيوفلاى ، البروتكتو، البيوجرين ، البيوكلين والباك ونيما والبيوروتس والبايوكنترول والبايوجرين والهايبرجرين  والبايوبيست والبايوانسكت غيرها واستخدام المصائد بانواعها المختلفة المتخصصة فى مكافحة ذبابة الفاكهة والخوخ.

أشار خبير الزراعة الحيوية  إن القيادة السياسية تحرص على زيادة الرقعة الزراعية بالتوسع الأفقي والرأسي في الأراضي الزراعية والتوسع في المشروعات الإنتاجية سواء الزراعية أو والحيوانية بهدف سد الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج وتقليل الاستيراد من الخارج فى ظل تراجع الرقعة الزراعية والزيادة السكانية والتغيرات المناخية.
وقال الخبير الزراعى أن  الأمل كاد أن يكون مفقود إلى أن جاءت قيادة حكيمة لها رؤية مستقبلية ثاقبة فى قطاع الزراعة وكان من أولوياتها هو إقامة القرية البحثية على أرض توشكى والتى تعتبر من أهم المراكز البحثية والتدريبية العملاقة فى مصر والشرق الأوسط حيث تقوم بتخريج كوادر علمية وعملية مؤهلة للتعامل مع أساليب التكنولوجيا الحديثة فى قطاع الزراعة خاصة أساليب الرى الحديث ومنها الرى المحورى والرش والتنقيط وتطبيق نظام الزراعة الهيدروبونيك والاكوابونك والايروبونك بهدف ترشيد استهلاك المياه في الزراعة وتعظيم الاستفادة القصوى من وحدتى المياه والأرض على أن نبدأ من حيث انتهى الآخرين. 

ليس هذا فقط بل تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة بداية من مشروع المليون ونصف المليون فدان وصولاً إلى المشروع العملاق الدلتا الجديدة بمساحة 2.2 مليون فدان. وأخيرا وليس بأخر جاءت تكليفات القيادة السياسية الى  اعادة إحياء مشروع الخير والنماء مشروع توشكى الذى توقف منذ اكثر من عشرون عاما ليشهد صعيد مصر أزهى عصوره .

وأضاف يوسف ان مشروع توشكى يعتبر احد اهم المشروعات القومية الزراعية العملاقة والذى يضيف للرقعة الزراعية ما يقرب من 540 الف فدان زراعى  حيث تم زراعة 200 الف فدان بمحاصيل مختلفة حتى الان.
  وقال يوسف  ان المشروع يقع في منطقة مفيض توشكى في مصر والذى يهدف الى  خلق دلتا جديدة جنوب الصحراء الغربية موازية للنيل الخالد. 
 اكد استاذ الزراعة  انه تم تدشين المشروع فى التاسع من يناير 1997ولكن توقف اكثر من عشرين عاما  لاسباب فنية. 

أشار يوسف ان  المشروع يقع جنوب اسوان وياتى فى اطار خطة الدولة للتوسع الافقى لاستصلاح الاراضى الزراعية بهدف زيادة الرقعة الزراعية من 5 الى 25 % من مساحة مصر .وقال الخبير الزراعى ان  القيادة السياسية  حققت نهضة زراعية عملاقة  غير مسبوقة  فى مجال استصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية .


 اضاف ان المشروع يتميز بمناخ دافئ وجاف مما يساعد على سرعة نضج الفواكه والخضراوات فى أوقات مبكرة عن مثيلاتها فى الدول المجاورة ويتم تصدير بعض المحاصيل مثل العنب والكنتالوب والفاصوليا الخضراء للأسواق الأوروبية  .

 وأشار استاذ الزراعه  ان مشروع توشكى  يحقق أربعة أهداف رئيسية   وهي الأمن الغذائي، زيادة الصادرات الزراعية  ، توفير فرص عمل بصورة مباشرة وغير مباشرة للشباب و تحقيق سياسة التصنيع الزراعى  لتعظيم القيمة المضافة للمنتاجات الزراعية . 


  اكد يوسف ان مشروع توشكى يمثل فرصة حقيقية واعدة لزيادة المساحات المنزرعة بنظام الزراعة العضوية، الزراعة الحيوية وأيضا الزراعة النظيفة عن طريق تطبيق برامج المكافحة الحيوية فى مكافحة الافات الحشرية والحيوانية وتطبيق برامج التسميد العضوى والحيوى بأستخدام الاسمدة الحيوية مثل الكومبوست والفيرمى كومبوست والبيوشار هدفا لترشيد الاستخدام العشوائى للاسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية وأعطاء فرصة حقيقية لزيادة تعدادات الاعداء الحيوية من المفترسات والطفيليات الحشرية فى تقليل تعداد الافات الحشرية وأيضا اعطاء فرصة لنشاط الميكروبات النافعة بالتربة  بهدف زيادة الصادرات الزراعية الى مجلس التعاون الخليجى والاتحاد الاوروبى والاستفادة من عوائدها  خاصة  زراعات النخيل وغيرها من النباتات الطبية والعطرية.

أشار الخبير الزراعى ان المشروع يستهدف إنشاء أكبر مزارع للنخيل في العالم بتوشكى بهدف الاستهلاك المحلى والتصدير والتصنيع الزراعى على مساحة 40 ألف فدان بهدف زراعة مايقرب من  2.5 مليون نخلة بانواع مختلفة خاصة البارحى والمجدول حيث يتم استخدام التكنولوجيا الحديثة فى الزراعة  و الرى  بإستخدام الربط الإلكتروني للمشروعات الزراعية باستخدام الـ  بار كود على كل نخلة  والذي يتضمن بيانات كل نخلة من تاريخ زراعتها والعمليات الزراعية ونوعها.

وتابع وكذلك مشروع توشكى سيزيد الصادرات الزراعية المصرية من 150 ألف طن إلى 200 ألف طن من التمور  بالإضافة إلى زيادة الأيدي العاملة التي سوف يتم اسخدامها في هذه الزراعة.  


أكد يوسف أن أبرز و اهم المعوقات والتهديدات  التي كانت تعيق المشروع هو جبل الجرانيت ( وجود حائط صخري من الجرانيت)  هذا الحائط الذى يمنع وصول المقنن المائى  لاكثر من  300 ألف فدان  وذلك لأن وصول المياه الى تلك المساحة من الاراضى المراد استصلاحها  كان يحتاج إلى اختراق  هذا الحاجز البالغ عرضه 20 مترا وطوله تسعة كيلومترات.

واضاف من المعوقات ايضا انه لم يتم تنفيذ مدينة توشكى والتى كان من المقررة إنشاءها على مساحة 10 آلاف فدان الامر الذى  كان يساعد على تشجيع المزارعين والمستثمرين على الإقامة الكاملة بالإضافة إلى نقص  فى تجهيزات البنية التحتية والخدمات التى تشجع المواطنين على المعيشة والاستقرار بتوشكى.

 اضاف ان الميزانية التي كانت مخصصة للمشروع فى تلك الوقت كانت ضئيلة جدا مقارنة بحجم الأعمال التى كان يجب أن يتم تنفيذها والتي أثرت بشكل ملحوظ على نجاح المشروع  .ليس هذا فقط  مشروع توشكى كان يحتاج لتنفيذ تكنولوجيا حديثة فى نظم الرى والزراعة  وهذا مالم يتوفر فى وقتها. 


وأشار استاذ الزراعه أن المكاسب التي تجنيها مصر من مشروع توشكى
هو تقليل الفجوة الغذائية  بين العرض والطلب  وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بحوالي 540 ألف فدان صالحة للزراعة و تعظيم العائد  من الموارد المتاحة و زيادة الصادرات الزراعية للخارج. توفير فرص عمل بصورة مباشرة وغير مباشرة للشباب بصفة عامة وشباب صعيد مصر بصفة خاصة وتخفيف الضغط السكانى على الوادى والدلتا .

 واستطرد يوسف قائلا من أهم المحاصيل الزراعيه التي سوف يتم زراعتها في مشروع توشكى هو  التوسع فى زراعة  المحاصيل الاستراتيجية الهامة  خاصة  القمح والذرة الشامية والقطن، وبنجر السكر والشعير، البطاطس والزيتون والذرة الصفراء و  المحاصيل الزيتية  خاصة الكانولا والجوجوبا و دوار الشمس وفول الصويا والفول السوداني  والاهتمام بسياسة التصنيع الزراعى لتعظيم القيمة المضافة من المنتجات الزراعية خاصة النبتات الطبية والعطرية والاهتمام بالصناعات التكاملية التحويلية.


وربط خبير الزراعه الحيويه أن المشروع يهدف إلي سد الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج في القطاع الزراعي وتوفير مليون فرصه عمل للشباب بصورة مباشرة غير مباشره الأمر الذي يؤدي إلي انخفاض معدلات البطاله وتحقيق قيمه مضافه في الإنتاج الزراعي خاصه مجال التصنيع الزراعي وخلق مجتمعات زراعيه تنمويه صناعية شامله وتعظيم الفرص الإنتاجية الكامنه في مجال استصلاح الأراضي والإنتاج الزراعي وتوفير منتجات زراعيه ذات جودة عاليه بأسعار مناسبه لجميع المواطنين وايضا تحقيق النمو الاقتصادي والتنموي لمصر لصالح الأجيال القادمه والحاليه وتوفير العمله الاجنبيه لصالح الاقتصاد القومي ودمج القطاع الزراعي مع القطاع الصناعي لتخقيق قيمه مضافه للمنتجات الزراعيه بأنواعها المختلفة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية حيث أصبحت مصر الأولي عالميا في إنتاج وتصدير زيتون المائدة والتمور والبرتقال ويهدف المشروع الي ترشيد استخدام المياه نظرا لاتباع احدث نظم التكنولوجيا الحديثه في مجال الري.

 

اقرأ أيضا كنا فين وبقينا فين «٢»| القصير: اهتمام الدولة بالزراعة غير مسبوق