كرم جبر يكتب: فتيات كلية الشرطة

كرم جبر
كرم جبر

البنت المصرية الحقيقية هى التى شاهدناها فى حفل تخرج كليات الشرطة أمس، تعليم وقوة وعزيمة وإصرار، وتدريبات لياقة بدنية عالية، على مستوى الشباب الأقوياء المؤهلين للدفاع عن أمن الوطن.

البنت المصرية الحقيقية هى التى تقفز الحواجز من فوق السيارات والأطواق المشتعلة، وتتسلح بالرياضات العنيفة لتكون مؤهلة لإنفاذ القانون وردع الخارجين، والعمل فى منظومة الشرطة التى كانت منذ سنوات حكراً على الرجال فقط.

كان متصورًا أن يقتصر عمل الضابطات فى المكاتب أو الوظائف السهلة، ولكن ما شاهدناه فى حفل التخرج يثبت عكس ذلك تماما، فقد تم تدريبهن على أعمال شاقة وعنيفة، وأهمها الحراسات الخاصة وتأمين الشخصيات المهمة.

وأنا أشاهد العرض فى حفل التخرج، سرح خيالى بعض الوقت للست أمينة زوجة سى السيد، التى طردها من بيتها وشردها وعنفها لأنها تجرأت وزارت الإمام الحسين، وظلت أياما طويلة تجلس على الشباك ويدها على خدها، فى انتظار سى السيد لإرجاعها إلى بيته، فى صورة تحمل كل معانى المذلة والشفقة.

ودار بخيالى عروس الإسماعيلية، التى جرجرها زوجها فى الشارع ليلة الفرح وضربها أمام الناس، لكنها تحملت الإهانة من أجل المعيشة، ومنذ أيام أقامت وسائل الإعلام وليمة على مأساة تلك المرأة، التى تعرضت للضرب والصفع والحبس، من زوج شرير لا يصلح للحياة الزوجية ولا معاشرة النساء.

الفتاة المصرية الجديدة تحطم بقايا الأغلال، وتتمرد على الفتاوى الشاذة، التى لا ترى فى المرأة شيئاً إلا المتعة وأن تكون محظية، ومن حق الرجل أن ينكحها حتى لو لم تصل إلى سن البلوغ، ولو كانت طفلة تلعب فى الشارع، فتكون النتيجة مأساة تلو مأساة وجيلا وراء جيل من المعذبات.

نماذج البنت المصرية الجديدة تستحق أن نروج لها فى وسائل الإعلام، وأن تتصدر الصورة التى ننقلها لكل العالم، وأن الفتاة المصرية ليست تلك الحكايات المشوهة التى تتناقلها وسائل الإعلام وسوشيال ميديا، ليست المنكسرة ولا المنطوية داخل ذاتها.

وتذكرت نساء الميدان فى ثورة 30 يونيو، وهن يخرجن فى قوة وصلابة دون خوف، لتخليص وطنهم من براثن الجماعة الإرهابية، رغم كل محاولات الترويع والتخويف، وكانت صرخة المرأة المصرية أقوى سلاح لاستعادة مصر.


سقطت مقولة عدم قدرة المرأة على الأعمال الشاقة، وتأكد مفهوم أن المرأة مثل الرجل تماما حتى فى قوته البدنية، امنحها الفرصة فقط وانتظر الكثير.