من الإسكندرية إلى أســــــــــــــوان.. كنـوز تنتظر الاهتمام

الي متي؟ ..متاحف وقصور غير مستغلة تعانى من الإهمال بالغربية

منطقة أثرية مهملة تحتاج التطوير
منطقة أثرية مهملة تحتاج التطوير

هناك العديد من المناطق الأثرية المهمة والحيوية بمحافظة الغربية المهملة وغير المستغلة منها قرية صالحجر التابعة لمركز بسيون التى يتعدى عمرها اكثر من7 آلاف عام مما يجعلها اثرا عظيما ومنجما كبيرا لاحتوائها على كنوز أثرية ذى قيمة كبري.

ونفس الحال ينطبق على قرية بهبيت الحجارة التى كانت ضمن الاقليم الثانى عشر من اقاليم الوجه البحرى فى العصر الفرعونى ويضم معبدها بين جنباته ركاما ضخما من الجرانيت الوردى والاشهب - نقوشه بالغائر والبارز والذى يرجع تاريخه لعدة عصور متتالية - حيث يوجد به كتل عليها نقش للملك «رمسيس الثاني»من الاسرة التاسعة عشرة وبعض الكتل للملك «نخت-حر حبيب»من الاسرة الثلاثين ومعظم احجار المعبد تنتمى للعصر البطلمى حيث يظهر على معظمها اسم الملك «بطليموس الثالث» وعلى الرغم من تهدم المعبد الا ان كتله تقدم نموذجا متكاملا للعصر الفرعونى وعصر بطليموس الثانى وجميعهاعرضة لسماسرة النهب-تجار الاثار- الذين يحلمون بالثراء السريع.


كما أن هناك معبد الاله (نوريس شو) اله الهواء عند قدماء المصريين الذى ينتمى للعصر المتأخر بمدينة «سمنود « والذى تم هدمه بسبب المياه الجوفية او الزلازل وتم تشوين اثاره فى مخازن بالمقر الادارى بمنطقة تفتيش سمنود.


وقرية (بنا ابوصير) التابعة لسمنود ايضا والتى كان يطلق عليها «بوزير» هذه القرية تم بناؤها على منطقة كلها اثار لذلك تم اخضاعها للاشراف الاثرى الكامل ولاتستطيع الهيئة اخلاءها من السكان وعلى الرغم من تلك المكانة الرفيعة تعانى هذه القرية من تجاهل مسئولى الآثار مما يجعلها عرضة للطامعين والباحثين عن الثراء السريع وذلك بالتنقيب والبحث لنهب كنوزها وبيعها لمن ليس له ماض بسبب الإهمال وعدم الرقابة الأمنية رغم تسجيلها كمنطقة اثرية ولكن تركها يجعلها كالمال السايب.


يقول الدكتور محمد اأاجاوى مدير اثار سمنود ان معبد سمنود ينتمى للعصر المتأخر (من اواخر الاسر الفرعونية) عند قدماء المصريين واسمها الاصلي»تيب نثر» حيث زارها هيرودوت وقال عنها انها الاقليم رقم 12من اقاليم الوجه البحرى ولكن اثار هذا المعبد تم تجميعها بالمقر الادارى بتفتيش سمنود وذلك بسبب هدمه بفعل العوامل الجوية والمياه الجوفية او الزلازل كما يقال واستطرد مفتش الاثار ان هناك قرية تتبع مركز سمنود ايضا تسمى (بنا ابوصير)كان يطلق عليها «بوزير» هذه القرية تم بناؤها على منطقة كلها اثار لذلك تم اخضاعها للاشراف الاثرى الكامل ولاتستطيع الهيئة اخلاءها من السكان ونسمع كثيرا بين الحين والاخر عن حفر بهذه المناطق التى بها كنوز الاجداد.


وتقول «سامية عبدالبديع - من اهالى قرية ابوصير « ان ناقوس الخطر يحوم فى ربوع القرية بسبب تجاهل مسئولى الثقافة والآثار لمكانتها كقرية تاريخية وعدم التصدى من قبل الامن للأشخاص الذين ينقبون ويسرقون اثارها امام أعين المسئولين دون اى رادع او وازع من ضمير.


كما يوجد بمحافظة الغربية ثروة معمارية كبيرة تاريخية من القصور والفلل تقدر بالعشرات ولم يسجل بوزارة الاثار سوى «قصر غنيم بسمنود» والذى يقف حائرا بين وزارتى الاوقاف والاثار حيث تلقى كل منهما باللوم على الاخرى فى اهمال هذا القصر و «قصر الاميرة فريال بطنطا « الذى تم اغلاقه منذ اكثر من 10 سنوات ولم تتدخل وزارة الاثار لانقاذه حيث يتكون القصر من 3 طوابق وظل قبل هذه السنوات يستخدم كمدرسة «مدرسة الازهار» مما عرضه لانتهاكات كثيرة وبعد نقل المدرسة أهمل القصر إلى أن أصبح فى حالة سيئة جدا.


وقصر غنيم لم يختلف كثيرا عن قصر فريال فى المرتبة من حيث الاهمية التاريخية حيث انه يعانى من الاهمال ايضا خاصة انه مغلق منذ اكثر من 20 سنة ، وقبلها كان القصر مقرا لمركز شرطة سمنود ،وبعد نقله أغلق القصر حتى أصبح كالجثة الهامدة،وحاليا القصر حائر بين الاثار والاوقاف دون ترميم، حيث أن واجهته الممتلئة بالزخارف أصيبت بالتهالك وسقطت زخارف كثيرة منها،كما أن الإهمال فى ترك مخلفات الأشجار الضخمة والتى تم تركها دون مراعاة او تقليم مما ادى الى تساقط افرعها من حين لآخر على جوانب القصر والذى ادى بدوره الى تشويه بناياته التاريخية مما يستدعى تدخل المسئولين لاعادة الروح لهذين القصرين اللذين يتبعان وزارة الاثار.


كما يوجد بالمحافظة عدة قصور اخرى لم يتم تسجيلها فى وزارة الاثار ولكنها مسجلة كمبان تاريخية فقط وهى تعانى من الاهمال ومحاولة اصحابها هدمها لبناء الابراج عليها .


منها قصر تاريخى مستخدم منذ عشرات السنين كمقر لمجلس مدينة وحى أول طنطا ويضم 4 طوابق وهناك فى طنطا أيضا قصر يعرف باسم «محمد أسعد» وفيلا الصيرفى والتى يرجع تاريخها لسنة (١٩١١) بالاضافة لقصر عبدالحى خليل باشا بالمحلة الكبرى وصاحبه هو عبد الحى محمد خليل باشا المولود بالمدينة العمالية ويقال إن عبد الحى خليل باشا اشترى أرض القصر وبناه له المهندس الإيطالى مصمم قصر البارون الشهير بمصر الجديدة. ويعتبر المبنى تحفة معمارية خاصة أن طرازه الفنى جمع بين الأساليب المعمارية والطرز الأوروبية فى أواخر القرن التاسع عشر.


وقصر النحاس باشا فى سمنود، الذى سمى كذلك لأنه كان يستخدم كمقر لإقامة النحاس باشا أثناء زيارة مدينة سمنود، ثم تحول لمقر لمجلس مدينة سمنود الى ان تركه مجلس المدينة جثة هامدة منذ اكثر من 6 سنوات ،ويتكون من 3 طوابق وحديقة،وقد تعرض هذا القصر للاحتراق أثناء الفوضى التى أعقبت ثورة 25 يناير،وقام مجلس المدينة بعمل ترميمات للقصر لمعالجة أثار الحريق،حيث تم استخدام أسمنت المحارة ودهانات لا تتناسب مع قيمة القصر ويوجد فى مدينة سمنود أيضا « قصر العشري» المكون من 3 طوابق، وفى كفر الزيات هناك قصر «عائلة الشورى» ومكون بدروم وطابقين.


واكد ممدوح مبروك مدير اثار وسط الدلتا ان هناك قصرين فقط هما المسجلان فى محافظة الغربية وهما قصرا (فريال بطنطا-وغنيم بسمنود) مشيرا الى ان باقى الفلل والقصور هى تابعة للمحافظة ولا علاقة لهيئة الاثار بها وهى غير مسئولة عنها حيث انه تم حصرها وفقا للقانون 144 وهى تابعة للمحافظة هناك قرار لرئيس الوزراء فى عام 2009 بتسجيل هذه القصور كمبان تاريخية فقط.

كما أنه لا يجوز التعامل مع تلك القصور الا من خلال المحافظة وممنوع هدم اى من هذه القصور الا بعد الرجوع الى هيئة الاثار ..واوضح ان القانون يلزم هيئة الاوقاف بترميم تلك القصور الاثرية والتاريخية حيث تتحمل الاوقاف التكلفة وتقوم الاثار بالترميم وهو ما تسبب فى عدم ترميم تلك القصور والاهتمام بها حتى الان ..وقال انه بالنسبة لقصر الاميرة فريال المسجل بالاثار والمغلق منذ اكثر من 10 سنوات لم يتم ترميمه بسبب انه مملوك لاحد الاشخاص كما ان الهيئة لا توجد لديها ميزانية لترميمه.


والسؤال الذي لابد أن يطرح الي  متى يتم ترك هذا التراث دون استغلال ويتم تشوينه فى مخازن متهالكة عرضة للأتربة دون تأمين ؟!