كلام على الهواء

ولنا فى الذكريات حياة

أحمد شلبى
أحمد شلبى

ولد الهدى فالكائنات ضياء.. ولد سيدنا محمد  فى عام الفيل.. ذلك العام الذى ارسل الله فيه طيراً ابابيل ترمى بحجارة من سجيل جيش ابرهة الذى أراد ان يهدم الكعبة المشرفة فكان ميلاد الرسول إيذانا بالضياء وتحريم الظلم والاعتداء حتى جاء بالرسالة ليدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له.


كان خلق سيدنا محمد  القرآن وجاء ليتمم مكارم الاخلاق التى يحاول العالم هدمها على الدوام.
لقد تملكت العالم الغطرسة والغرور والضرر بالغير حتى تسيطر قوى على شعوب الأرض حتى آخر صيحات المحكمة الامريكية بعد اللواط والزواج المثلى الاعتراف بزواج الأخ من أخته.. نحن نتعرض لهجمة تفتت الرباط الاسرى وتزرع أخطاء الجاهلية فى نفوس الضعفاء.. نحن فى أمس الحاجة الى الاقتداء بتعاليم الله واتباع منهج الرسول والاقتداء به فى كل اعمالنا وتصرفاتنا حتى تصبح لدينا حياة صحيحة.


تتزامن ذكرى أكتوبر المجيدة مع مولد سيد الخلق وكم رجنا الهتاف «الله أكبر» فى الحرب فكان يزلزل اقدام العدو رغم ما يملكه من عتاد وعدة تتفوق علينا بمراحل حتى أن طائراتهم تحطمت أو تخاذلت وعادت تجر اذيال الهزيمة أمام قواتنا الجوية بطائراتنا الأقل كفاءة من طائراتهم.. ولكن يد الله كانت فوق ايدى جنودنا فى البر والبحر والجو وحمتهم فى العبور وتحطيم خط بارليف الحصين بالاعتماد على الله والتخطيط الرائع للمعركة حتى اعترف القادة الإسرائيليون بقولهم: إننا وجدنا الجندى المصرى الذى قرأنا عنه فى الماضى لا يهاب الموت وايمانه لا يتزعزع عن تحرير الأرض.


بنو إسرائيل كعادتهم مع انبيائهم ومع رسولنا الكريم سيدنا محمد  يلبسون الحق باطلاً والباطل حقاً.. ما زالوا يزعمون انهم بعد العبور وتلقينهم درساً قاسياً انهم انتصروا فى النهاية بالغش والتضليل ويغذون الأجيال الجديدة بأنهم انتصروا فى عيد الغفران.. لا غفر الله لهم، ملعونون وأفاقون.. وهذا يدعونا إلى الانتباه لتقصيرنا فى تدريس حرب أكتوبر وتعميقها فى نفوس أولادنا الذين لم يشهدوها ناهيك عن التوثيق الدرامى والسينمائى فى مواقع المعركة حتى يعرف أولادنا كم بذل أهلهم من جهد وعرق ودم من أجل النصر أو الشهادة.. بالأخلاق تعود لنا الحياة وتصبح الذكريات وقودها.