بعد نجاح الجزء الأول .. فريق عمل « يحيى وكنوز»: الموسم الثانى مفاجأة

يحيى وكنوز
يحيى وكنوز

رضوى خليل

بعد سنوات من تقديم آخر أجزاء مسلسل بكار، الذي يعد أكثر أعمال الرسوم المتحركة نجاحًا في مصر، لم يظهر على الشاشة عمل يقترب من نجاح سابقه، لكن في رمضان الماضي، استطاع مسلسل يحيى وكنوز أن يحقق المعادلة الصعبة في زمن السوشيال ميديا، حيث تمكن من جذب الأطفال إلى الشاشة مرة اخرى بعيدا عن الموبايل ومنصات التواصل الاجتماعي الأكثر جاذبية، خاصة مع تركيز العمل على الحضارة المصرية القديمة، وأيضا مشاركة عدد من كبار النجوم بالأداء الصوتي في المسلسل، وعلى رأسهم أحمد السقا، أحمد العوضي، إسعاد يونس، سامي مغاوري، علاء مرسي، ياسر جلال وعصام السقا، فيما قدم الأداء الصوتي لشخصيتي يحيى وكنوز الطفلين زياد وبثينة، والعمل من تأليف محمد عدلي وإخراج محمد عيد.. في السطور التالية يتحدث صناع هذا العمل الناجح عن الجزء الثاني منه، ومشاركته كجزء من برنامج الأطفال رحلة سعيدة الذي يأتي ضمن خطة الشركة المتحدة للأطفال والتي بدأت في تنفيذها مؤخرا

البداية كانت مع مؤلف العمل محمد عدلي، الذى أكد سعادته بردود الأفعال والنية لتقديم جزء ثاني، حيث قال: “لم نتعامل مع الموضوع بشكل خيالي أو درامي، بل كان معي مدققين تاريخيين عملوا على كل تفصيلة، مثل الملابس وآلالات الحرب والكلمات والتاريخ ونطق الأسماء، لكي تكون كل تفصيلة موثقة وحقيقية، وكل ما قمنا به إننا وضعناه في إطار درامي مشوق للطفل، واستغرقت رحلة كتابة المسلسل سنة تقريبًا، منذ كتابة النص الأولي والمراجعة والتعديل ثم المراجعة مرة أخرى، ثم بدء التنفيذ، ولعبت الشركة المنتجة، (هاشتاج ميديا)، ممثلة في الفنان عصام السقا، دورًا كبيرًا جدًا ومهمًا في خروج العمل للنور، وأنا سعيد برأي الفنانين الكبار الذين عملت معهم في المسلسل وإشادتهم بالورق والشخصيات التي قدموها”. 

وعن كواليس الجزء الثاني يقول عدلي: “اكتب حاليا الموسم الثاني من (يحيى وكنوز)، ويتضمن حكايات ومغامرات أقوى كثيرًا من الموسم الأول، لأن هدفنا ليس استكمال نجاح الجزء الأول فقط، بل تحقيق نجاح أكبر، وعلى الرغم من وجود أعمال رسوم متحركة كثيرة عبر المنصات الإلكترونية، إلا أننا بفضل الله كنا على قدر المسئولية والمنافسة، واستطعنا خلق أرضية لأنفسنا، ويكون لنا جمهور ينتظرنا، لذا نعد بأحداث مليئة بالإثارة والتشويق في أحداث الجزء الثاني، ومشاهدة (يحيى) و(كنوز) في مغامرات كثيرة، بجانب شخصية (سينو)، وهناك أيضا شخصيات أخرى  جديدة ستكون مفاجأة”. 

ويضيف عدلي: “فقرة العرائس الخاصة بـ(يحيى وكنوز) في برنامج (رحلة سعيدة) استثمار لمشروع نجاح الموسم الأول، ولتعلق الأطفال بالحكايات والحواديت المصرية القديمة في المسلسل، وأنا ككاتب استمتعت بهذه الفكرة، وأشكر (الشركة المتحدة) لأنها قامت بخطوة مهمة خلال مشوارها الطويل، وهي احتواء جيل كان يتقدم له أي شيء في ظل غياب المنتج العربي المناسب لعاداتنا وتقاليدنا” .

واختتم عدلي كلامه عن كتابة الأطفال بالقول: “الكتابة للأطفال لابد وأن تأخذ على محمل الجد، وليس كما يتصور البعض أنها من أسهل الكتابات، بل يمكن وصفها بالأصعب دراميا، وأنا أقصد ذكر كلمة (دراميا) لأنها تحتاج مجهود كأنك تكتب مسلسل 30 حلقة لنجم كبير، لكن مع مراعاة المفردات، لأننا هنا نكتب للأطفال، وبالتالي يجب أن نتعامل معهم بمنطقية، وأنهم أشخاص كبار، وأذكياء، ولديهم عالم كامل مختلف عن عالمنا، ولو ركزت على تلك النقاط، ستقدم شخصيات تشبه الأطفال من المشاهدين، وسيتعلقون بها، وبفضل الله هذا ما حدث في (يحيى وكنوز)”.

التحدي الأكبر

المخرج محمد عيد يتذكر كواليس تنفيذ الجزء الأول من المسلسل، والذي تم في شهر أكتوبر الماضي، بالقول: “كنا متأثرين بالحدث العالمي لموكب المومياوات الملكية، والذي أقيم في إبريل من العام الماضي، خاصة مع احتفال مصر بحكامها الراحلون منذ 3 آلاف عام، وجعلنا من ذلك مفتاحا لقصة المسلسل، وبدأنا العمل عليه بشكل مكثف، وهو يحمل معي ذكريات جميلة، لكنها أيضا متعبة، لأننا بذلنا فيه مجهودا كبيرا، من الكتابة للمونتاج إلى المكساج ثم الرسم والجرافيك وغيرها من المراحل” .

ويضيف عيد: “كنت أمام تحديات كثيرة، أولها أن لا يكون (يحيى وكنوز)  ليس مجرد عمل للأطفال يقدم لفترة ثم يتم نسيانه، دون ترك آثر يذكر، و ثانيا أن يتم التعامل مع المسلسل كقيمة فنية تحتاج للتدقيق والتركيز في المادة المقدمة، دون استسهال ما يقدم للطفل، بجانب صورة بصرية جذابة، لذا تعاملت مع المسلسل أننا نقدم 30 فيلم لـ(ديزني)، قد لا نملك نفس الإمكانيات ولا الجودة، لكننا أستطعنا الاقتراب من روح أعمالهم، وهذا ما دفعني لعمل جلسات ترابيزة كثيرة مع المؤلف محمد عدلي لكي نتفق على الشكل العام للقصة، وكيف نطورها، وأن يكون الختام مشوق، بعد ذلك بدأنا تحضير للرسوم والجرافيك والألوان والخلفيات الخاصة بتاريخنا المصري القديم، وبدون مبالغة فأننا قدمنا مجهود يحتاج لعام من التنفيذ، لكننا أختصرناه لـيقدم في 5 شهور فقط، وحصدنا نتيجة هذا المجهود نجاحا بين الأطفال والأسر المصرية، لأنهم كانوا متعطشين لهذه النوعية من الأعمال، و كل الشكر لـ(الشركة المتحدة) على اهتمامها بتقديم محتوى فني محترم للطفل، ونعد الكبار قبل الصغار بتقديم موسم ثاني أكثر تشويقا من الأول”. 

الحلم 

فيما قال رامي عيد، مدير لجنة الجرافيك بمسلسل “يحيى وكنوز”: “أعمل في مجال الجرافيك منذ عام 1998، ومنذ بداية عملي وأنا أحلم بالمشاركة في عمل للرسوم المتحركة يوجه للطفل، لكن كان لدي شعور بالخوف أن يتم تنفيذه بشكل غير مناسب أو صحيح، لأن أعمال الأطفال تحتاج تفاصيل كثيرة، أي أن الحلم كان موجود لكن صعب تنفيذه، حتى قابلت إسلام عبد الحكيم، المشرف العام على الإنتاج، وتحدثتا عن مشروع (يحيى وكنوز)، وكان له دور كبير في تذليل أي صعوبات، ليخرج المشروع أخيرًا للنور، ونحن في شركة«كونكيف» متخصصين في مجال الجرافيك الخاص بالإعلانات منذ 2008، و كان أكبر تحدي بالنسبة لنا هو تطبيق ما تعلمناه في الإعلانات على مسلسل كامل من الرسوم المتحركة، ومطلوب تنفيذه في فترة قصيرة، وجمع فريق عمل يكون على دراية بالمستوى المطلوب الذي نريد استهدفه، وهذا كان بالتأكيد كان أمر في غاية الصعوبة، وعلى المنتج عصام السقا خاصة أنه أول مشروع له في هذا المجال” .

وعن تنفيذ الجرافيك يقول رامي: “بعد جائحة (كورونا)، كانت الغالبية في العالم تعمل من المنزل، وساعدنا على ذلك وجود برامج وهذا جعلنا نعمل مع أفضل الفنانين سواء داخل أو خارج مصر أما بالنسبة للكيفية التي تم بها تنفيذ الجرافيك في المسلسل فهي مثل غالبية مسلسلات الرسوم المتحركة، تعتمد على عدة خطوات، منها (بناء الشخصيات والأماكن والأدوات ورسم الخامات والتحريك والإضاءة.. وغيرها)، لكن الذي يجعل العمل مميز ليس فقط الجرافيك، بل هناك عناصر أخرى كثيرة” .

وفي رده على سؤال: “لماذا لا نستطيع منافسة أعمال الرسوم المتحركة الأجنبية”، يجيب رامي قائلا: “عدم قدرتنا على المنافسة يرجع لعدة أسباب، منها تراكم الخبرات الموجودة في الخارج والميزانيات الضخمة المرصودة للأعمال، لكن العنصر الأهم هو التعليم، والذي قد يجعلنا قادرين على التنافس بهذا العنصر وحده، مثل الهند، لكن للآسف الكيانات المتخصصة في مصر لتدريس الجرافيك، سواء الحكومية أو الخاصة، جميعها لا تؤهل الدارس لسوق العمل، وكل المتميزون في هذا المجال بمصر أعتمدوا على تعليم أنفسهم بشكل ذاتي، لذلك أتمنى فتح مدرسة متخصصة في تعليم فنون الجرافيك، خاصة أنه مجال مطلوب داخل وخارج مصر، ولو تواجد متخصصون لديهم تعليم جيد في مصر، لن نحتاج لميزانيات ضخمة لتنفيذ أعمال تنافس أعمال (ديزني)، وسنكون قادرين على تصدير الكفاءات للدول العربية”. 

إيهاب أمين، مصمم شريط الصوت بالمسلسل، تحدث عن تجربته في هذا العمل بالقول: “بدأنا مبكرا التحضير للجزء الثاني من المسلسل، ولدينا قاعدة جيدة تختصر لنا الوقت، وهي أننا نملك شكل الشخصيات الرئيسية والخطوط العريضة التي نؤسس عليها الجزء الثاني، وهذا سيجعل العمل ينتهي مبكرا هذه المرة، ونتلافى ضغط العمل الذي حدث مع الجزء الأول”.

وعن التحضيرات الخاصة بالصوت في الجزء الثاني يقول إيهاب: “فريق المكساج اهتم منذ بدء التحضيرات بالحفاظ على الإيقاع الصوتي للشخصيات، خاصة أن تسجيل الأصوات تم بشكل منفصل، ونظرنا إلى الفكرة بإعتبارها عملا وطنيا، في ظل الطبيعة الخاصة للعمل، خاصة أنني كنت أتمنى منذ فترة أن أكون جزءًا من فريق عمل يوثق التاريخ المصري ويقدم أفكارًا ومعلومات تاريخية مفيدة للجمهور، وينجح في تحويل المعلومات الكثيرة المكتوبة في الكتب إلى معالجة سلسة مرئية ومسموعة”.

أقرأ أيضأ : «ايسو».. فيلم رسوم متحركة مبهر في افتتاح مهرجان أولادنا