مجدي عصام يكتب: كرِّموا هذه النماذج.. أصبحت نادرة

مجدي عصام
مجدي عصام

خدمة الإنسان للإنسان من أعظم الأمور التى يُمكن أن تراها فى دنيا الناس، خاصةً إذا ما كانت خالصةً لله ولوجهه دون مصلحةٍ أو رياءٍ وسمعة، أو يشوبها نفاقٌ ومظهرة وتعالٍ، وتكون أعظم ما تكون تلك الفريضة إذا ما كانت من مسئولٍ فى مؤسسة أو شركة أو جهة ما لمواطن، فإنه من ناحيةٍ يُؤدى واجبه المنوط به من قبل دولته وشعبها، ومن ناحية أخرى إرضاء ربه فى عمله الذى يتقوَّت منه، وتجاه أخيه فى الوطن الذى هو فى أمسِّ الحاجة إليها.

إن الموظف المثالى أصبح اليوم عملة نادرة كما يقولون، فى زمنٍ تتقلب فيه الذمم، وتطغى الماديات، وتختل موازين المصالح، فالإخلاص فى العمل وتأديته على الوجه الأكمل لم يعد سمة الكثير من الموظفين الآن، الذين ينظرون إلى الوظيفة  على أنها راتبٌ شهرى فقط وهو من واجبات الدولة ناحيته ولا يكفى حاجياته، فيستكثر القيام بمجهودٍ، لإرضاء غروره بأن ما يفعله وإن كان معدومًا "على أد فلوسهم"، أو رأى فى الوظيفة مهنة روتينية يمتهنها فقط لتأمين معاشه عندما يحل به الكبر، فيمارس أعمالاً أخرى تُدر عليه ربحًا، متناسيًا واجباته فى عمله المكلف به من الله قبل جهة عمله.. وهذه كلها سلوكيات خاطئة تُسهم فى تعطُّل مصالح الناس وأعمالهم، وتأخيرها وتكفير طالبيها، وتكدس المعاملات لفترات أطول تجعل طالبها ساخطًا على الدولة ومؤسساتها معًا، دون سببٍ منها، اللهم إلا أنها ابتليت بمعدوم ضمير لم يراع الله فى صالحها وصالح أفرادها.

أكتب اليوم عن أحد النماذج المشرِّفة التى وجدتها فى جهاز مدينة حدائق أكتوبر، وهو الأستاذ أشرف الجبالي  محامي بالشئوون القانونيه بجهاز حدائق اكتوبر، إنه بالفعل مثالٌ حى للموظف المثالى، الذى يخلق جوًا من الطمأنينة لطالب الخدمة، ويُشعره بأن كل شىءٍ سهلًا ميسرًا، ولا توجد عُقدة إلا ولها حلولٌ وليس حلًا، فتراه عند دخولك عليه يتحلَّى بحُسن الخُلق، ويمتاز بروحٍ طيبة، يمتلك دعابة لا تُفارق فمه، وسعة بال أثناء مقابلة المواطنين والرد على أسئلتهم المتكررة، فيحرص عند تعاملك معه على تأدية عمله وإنجاز معاملات من يطلب منه فى زمن قياسى دون تعطيل أو تأخير.. وبالفعل هذا ما وجدته من الأستاذ أشرف الجبالى عندما توجّهت إلى جهاز حدائق أكتوبر، لإنهاء بعض الإجراءات، إنه لم يكن أبدًا خلال تأديتها موظفًا تقليديًا، كالذى يقوم بتمريرك إلى أكثر من مكتب وموظف حتى تنهى إجراءً، حيث يقوم بنفسه بنهو إجراءات المواطنين، مرددًا بابتسامة "إن دورى فى الجهاز الإجابة عن استفسارات المواطنين المترددين على المبنى وإنهاء أى عقبات تقف حجر عثرة فى طريق مصالحهم".

نعم وجدت أشرف الجبالى، يقوم بإتقان أداء العمل بطرق التقنية الحديثة، ناهيك عن أنه متفائلٌ، يفتح ذراعيه للحياة، هذا الرجل الذى أصفه بأنه يعمل فى صمتٍ دائمًا من خلال تعاملى معه، محققًا الكثير من الإنجازات على أرض الواقع فى مجال عمله، لذلك يُعد الجبالى نموذجًا مشرفًا للمسئول الذى يحمل على عاتقه هموم كل المواطنين، خاصة الشباب من الحاجزين لمشروعات الإسكان الاجتماعى المختلفة، بالإضافة إلى تلمُّس احتياجاتهم والتعامل معهم عن قُرب، مما يصب ذلك فى مصلحة دولاب العمل والمواطن على حدٍّ سواء، ولم تكن كلماتى عنه فى تلك السطور التى يستحقها هى التكريم الوحيد للأستاذ أشرف الجبالى، بل كُرِّم أكثر من مرة، ولكن من المواطنين بكلمات إنسانية تُعبّر عن شكرهم وامتنانهم له، لمساعدتهم دون أى مقابل، سوى أنه يقوم بواجبه وعمله بكل حُبٍ وإخلاصٍ، وندعو الدولة لتكريم مثل هذه النماذج المشرّفة من أبناء مصر المخلصين لله والوطن.