بعد اهتمام الرئيس الرئيس السيسي.. التطوير وصل «التمريض»

الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال اجتماعه لمتابعة مبادرات منظومة الرعاية الصحية
الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال اجتماعه لمتابعة مبادرات منظومة الرعاية الصحية

إيمان طعيمة

لا شك أن تطوير قطاع التمريض فى مصر ضرورى للغاية ويصب فى مصلحة المنظومة الصحية ككل، ومن هذا المنطلق اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، ووجه بوضع استراتيجية متكاملة لتطوير قطاع التمريض، وذلك بالتكامل مع جهود الدولة فى مجال الرعاية الصحية للمواطنين. واطلع الرئيس على الخريطة الوبائية العالمية بشكلٍ عام، وتأثيرها على الوضع فى مصر والخطط الوقائية الوطنية للحد من نفاذ الأمراض الوبائية إلى داخل البلاد، واستراتيجية التعامل مع الحالات التى يمكن أن تكتشف فى هذا الصدد من خلال توفير كافة سبل الرعاية والعلاج.

اوضع استراتيجية متكاملة لتطوير قطاع التمريض فى مصر، خطوة مهمة نحو مستقبل أفضل لجميع فئات الشعب المصريب، هذا ما أكدته نقيبة التمريض الدكتورة كوثر محمود، حيث أوضحت أن تطوير جميع قطاعات المجتمع عمومًا وقطاع التمريض بشكل خاص، يؤدى لتطوير المنظومة الصحية بأكملها ويعيد للممرضة المصرية مكانتها التى تستحقها.

وأشارت ، نقيبة التمريض، إلى عن وجود خطة ممنهجة وضعتها النقابة للنهوض بمهنة التمريض، تشمل عدة محاور أبرزها تغطية العجز بسوق العمل المحلى والحد من تسرب التمريض، وتطوير منظومة تعليم التمريض فى مصر سواء كان التعليم الفنى أو التعليم العالى، بالإضافة لاستكمال الدراسة للممرضين القدامى التى لم تتح لهم الفرصة لاستكمال دراستهم.

وأكدت أن التطوير لم يشمل المناهج فقط بل إن هناك أيضا تطويرًا للكوادر البشرية ووضع شروط خاصة لاستقبال الطلاب بمعاهد ومدارس التمريض بشكل يضمن استمرار العملية التعليمية وفقاً لأعلى مستوى من الكفاءة والمهارة. منوهة بأن مناهج تعليم التمريض فى مصر تفوق نظيرتها الأجنبية، وإذا تم تدشين هذه الخطة ستمثل فارقًا كبيرًا، وسنعيد مرة أخرى تعليم اللغة الإنجليزية للطلاب فى كليات التمريض ومعاهد التعليم الفني.

خطة التطوير

وعلى غرار المعهد القومى لتدريب الأطباء، فإن الخطة تشمل أيضا نظام للتدريب المستمر لأطقم التمريض بمراكز تدريب خاصة فى جميع المحافظات، بحيث تضم قاعات تدريب للمهارات والمحاكاة تؤهل أطقم التمريض على التعامل مع المرضى بعد التخرج، خاصة أن هناك 300 ألف ممرض وممرضة مقيدين لدى النقابة منهم 220 ألفًا على رأس العمل فى القطاع الحكومى. ولم يقتصر التدريب على الناحية العملية فقط وأنما يتضمن أيضا التدريب العام على آداب وأخلاقيات المهنة وتقييم المريض وأساسيات التمريض، كما أن هناك تدريبا متخصصا لأطقم التمريض كلا فى تخصصه والتى تشمل الحضانات والرعايات المركزة وغيرها.

كما أنه سيتم النظر إلى قانون مزاولة المهنة وتحسين الأحوال المالية للتمريض، وتحسين الصورة الذهنية من خلال تجريم الإساءة لهم والتأكد من عملهم فى بيئة آمنة. بالإضافة لتبادل الخبرات الدولية بين مصر والدول العربية والأجنبية وإيفاد خبراء من الخارج لتدريب التمريض، لافتة إلى أنه تم التواصل مع الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، للاتفاق على إرسال الخطة لمراجعتها واستشارته لوضع رؤيته الخاصة تمهيدًا لتنفيذها.

المناهج الجديدة

من جانبها، تؤكد الدكتورة عبير سعد زغلول، عميدة كلية التمريض بجامعة القاهرة، أن المناهج الدراسية الجديدة التى تم وضعها لكليات التمريض فى مصر اختلفت تماما عما سبق وأصبحت أكثر تخصصا لخدمة احتياجات المجتمع، وستبدأ جامعة القاهرة تفعيل برنامج بكالوريوس العلوم التمريض التخصصى الجديد بدءا من الفصل الدراسى الحالي، لتشمل هذه التخصصات تمريض الحالات الحرجة، وتمريض المسنين، وتمريض الأطفال حديثى الولادة ذوى الخطورة العالية، وكذلك تمريض القابلات، وهن الممرضات اللواتى يتم تدريبهن على تعلم الولادة الطبيعية للحد من معدلات الولادة القيصرية التى ارتفعت بشكل زائد عن المعدلات العالمية.

وفيما يتعلق بالدراسات العليا، تم وضع لائحة دراسية جديدة بها أكثر من برنامج دراسى للدراسات العليا والماجستير والدكتوراه لتغطى جميع احتياجات سوق العمل، ولم يتوقف التطوير فى المناهج عند هذا الحد، بل تم وضع خطة لجذب عدد كبير من الطلاب الوافدين من الدول العربية والأفريقية للالتحاق بالدراسات العليا بكلية التمريض بجامعة القاهرة من خلال منصة اادرس فى مصرب، كما يتم الإعداد لملف الاعتماد الدولى والمعمل الافتراضى المحاكى للواقع فى الكلية، مما يدعم العملية التعليمية والتدريب العملى للطلاب لمواكبة العصر التكنولوجى والتحول الرقمى العالمي.

التدريب يُكمل المنظومة

فيما ترى الدكتورة إيناس عبدالحليم، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن قطاع التمريض جزء لا يتجزأ من المهن الطبية ولا يمكن استكمال المنظومة الطبية بدونه، وبعد التطوير الملحوظ فى المناهج الدراسية بالكليات لابد من دعمه بخطط قوية للتدريب فى التخصصات، خاصة فى المدارس والمعاهد الخاصة بالتمريض، ويمكن تنفيذ ذلك من خلال إعداد دورات تدريبية للممرضات بمراكز التدريب التابعة لوزارة الصحة فى مختلف المحافظات، مشيرة إلى أن التخصصات الموجودة حاليا فى غاية الصعوبة والأهمية وتحتاج لمحترفين للتعامل مع المرضى، خاصة فى مجالات الرعاية المركزة والحالات الحرجة والأورام والجراحة.

ولأن خطة التطوير لن تكتمل إلا باللوائح والقوانين، فإن المحامية وخبيرة الاستشارات القانونية سارة السنطاوي، توضح أنه لا يجوز ممارسة مهنة التمريض إلا بعد القيد بالنقابة، وفقا للمادة 6 من القانون رقم 115 لعام 1976، كما أن المجلس الصحى المصرى قرر تجديد رخصة مزاولة المهنة كل خمس سنوات بعدما كان يصدر الترخيص مدى الحياة، لضمان استمرارية الممرض فى العمل واطلاعه على كل جديد فى المهنة بشكل دورى مما يزيد من خبرته.

أقرأ أيضأ : نقيب التمريض تهنئ الرئيس السيسي بذكرى حرب أكتوبر والمولد النبوي