بسبب الخوف من الغرق..

ثلثي الشعب الأمريكي مترددون في الانتقال للمناطق المعرضة لخطر الكوارث الطبيعية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

رصدت مجلة "فوربس" الأمريكية، في عددها الأخير، التداعيات التي تلقيها مخاطر "تغير المناخ" على سوق العقارات داخل الولايات المتحدة..وكشفت أن ما يقرب من ثلثي الشعب الأمريكي، بنسبة بلغت 62%، ممن يخططون لشراء أو بيع منزل في العام المقبل مترددون في الانتقال إلى المناطق المعرضة لخطر الكوارث الطبيعية أو ارتفاع درجات الحرارة أو ارتفاع مستويات سطح البحر.

وذكرت المجلة (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني استنادا إلى استطلاع للرأي أجرته شركة "ريدفين" العقارية على ما يقرب من 1000 مُشارك) أن النسبة الأعلى كانت بين الأجيال الشابة وذوي الدخل المرتفع والديمقراطيين والأشخاص الذين يعيشون في المناطق الواقعة بشمال شرق الولايات المتحدة. وقال ما يقرب من ثلاثة أرباع المستجيبين (71%) إنهم سيترددون في الانتقال إلى مكان ما معرض لخطر الكوارث الطبيعية ودرجات الحرارة القصوى أو ارتفاع مستويات سطح البحر. أما عندما يتعلق الأمر بالتفضيل السياسي، قال 69٪ ممن شملهم الاستطلاع على أنهم ديمقراطيون أنهم سيترددون، مقارنة بـ 58٪ من الجمهوريين الذين استطلعت آراؤهم. وكان المستطلعون في الشمال الشرقي أكثر عرضة للتعبير عن التردد، بنسبة 68٪ بالمقارنة مع 59٪ من المُستجيبين في الجنوب.

وأضافت المجلة: في حين عبرت النسبة الأكبر من المستجيبين عن شكوكهم بشأن الانتقال إلى المناطق المحفوفة بالمخاطر، إلا أن هذه المناطق شهدت دخول عدد أكبر من الأشخاص إليها أكثر من خروجهم في السنوات الأخيرة. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها توفر غالبًا منازل ميسورة التكلفة نسبيًا مع إمكانية التمتع بالطقس الدافئ والهواء الطلق. على سبيل المثال، تُصنف مناطق "كيب كورال" و "نورث بورت" و "تامبا"- وهي ثلاث مناطق في فلوريدا دمرها إعصار "إيان" الأخير- باستمرار على قائمة "ريدفين" كأفضل وجهات الهجرة الداخلية والتي تعتمد على عدد مستخدمي موقع الشركة ممن يتطلعون إلى الانتقال أكثر من المغادرة.

تعليقًا على ذلك، قالت داريل فيرويذر، كبيرة الاقتصاديين في شركة ريدفين في تصريح خاص لـ"فوربس" إنه في حين أن الأماكن الأكثر تعرضًا للخطر بسبب الكوارث الطبيعية لا تزال تحظى بشعبية لدى العديد من مشتري المنازل نظرًا لانخفاض سعرها، إلا أن ذلك الأمر قد يتضاءل عندما يصبح الشباب وصغار السن الذين نشأوا وهم يتعلمون كيفية مقاومة تغير المناخ قوة أكبر في سوق الإسكان.

وأضافت:" الحقيقة القاسية هي أن معظم المناطق تواجه على الأقل بعض مخاطر المناخ.. لذلك، سيتحتم على الباحثين عن المنازل إجراء الأبحاث للتعرف على المكان الذي ستكون فيه عائلاتهم وأموالهم أكثر أمانًا. وقد يعني ذلك تجنب المدن التي يمكن أن تكون تحت الماء خلال عقد من الزمان أو لا توجد بها مياه على الإطلاق".

وقال اثنان من كل خمسة (40٪) من المشاركين في الاستطلاع ممن يخططون لشراء منزل أو بيعه في العام المقبل إن مخاطر الكوارث الطبيعية ودرجات الحرارة القصوى أو ارتفاع مستويات سطح البحر لعبت دورًا في قرارهم بالانتقال. وكانت الحصة أعلى مرة أخرى بين الأجيال الشابة وذوي الدخل المرتفع والديمقراطيين والأشخاص الذين يعيشون في الشمال الشرقي.

كذلك، أكد أكثر من نصف المشترين والبائعين الذين يكسبون ما لا يقل عن 100 ألف دولار سنويًا أن مخاطر الكوارث الطبيعية ودرجات الحرارة القصوى وارتفاع منسوب مياه البحر لعبت دورًا في قرارهم الخاص بالانتقال خلال العام المقبل. هذا بالمقارنة مع أقل من 40٪ ممن يحصلون على أقل من 100 ألف دولار.

وحول هذا الأمر، قالت فيرويذر:" يمتلك الأمريكيون الأثرياء الوسائل للابتعاد عن المناطق المهددة بخطر تغير المناخ، بينما لا يستطيع الأمريكيون ذوو الدخل المنخفض في كثير من الأحيان جعل ذلك أولوية"..وأكدت: أن الارتفاع الأخير في أسعار المساكن أدى إلى تفاقم المشكلة؛ حيث أضطر المزيد من الباحثين عن المنازل إلى إعطاء الأولوية للقدرة على تحمل التكاليف على السلامة، غير أن النبأ السار في هذا الشأن هو أن الناس أصبحوا أكثر تثقيفًا بشأن مخاطر المناخ وما يمكنهم فعله لجعل منازلهم الحالية أكثر مرونة وآمانًا إذا لم يكن الانتقال إلى مكان آخر خيارًا