سيدة برازيلية فقدت مجوهرات بـ ٣ ملايين يورو

ظاهرة ترعب باريس.. اقتحام محلات المجوهرات بالسيارات و سرقتها في عز الظهر

لقطة من الجريمة
لقطة من الجريمة

 

 

 

 

كتبت: مي السيد

مازالت شوارع فرنسا تعانى من انتشار ظاهرة سرقات المواطنين فى عز الضهر ووضح النهار، دون أن يتم الكشف عن هوية المجرمين، الذى أكد محللون أنها مافيا منظمة تتخذ عدة أساليب لارتكاب جرائمها، ويعملون بشكل منظم ما بين عمليات رصد وتتبع وتنفيذ، حيث يتم اختيار ضحاياهم بدقة بالغة.


الضحية الأخيرة لم تكن من سكان باريس، ولا قارة أوروبا نفسها، بل حضرت من أقصى الأرض لحضور فعاليات أسبوع الموضة فى باريس والخاص بأزياء الملابس الشتوية لعام 2023، إلا أن سيدة الأعمال البرازيلية لم تكن تعلم أنها على موعد مع سرقة كافة مدخراتها من المجوهرات البالغ قيمتها مئات الآلاف من اليوروهات.

وطبقًا لما نشرته وسائل الإعلام الفرنسية عن الحادث فإن سيدة الأعمال البرازيلية، وصلت بعد انطلاق أسبوع الموضة بوقت قليل، حيث حطت طائرتها فى مطار شارل ديجول، ولم تكن تحمل الكثير سوى حقيبة سفر وشنطة يد، وانهت أوراق وصولها بصورة طبيعية جدا داخل المطار.

بحثت السيدة البرازيلية عن سيارة أجرى لتنقلها إلى مكان انعقاد فعاليات أسبوع الموضة، حيث وجدت ضالتها مع أحد السائقين، الذى انطلق بها دون تردد، طمعًا فى مبلغ يرضى طموحاته، ونظرًا لأهمية ما تحمله معها وضعت شنطة السفر وحقيبة يدها بجوارها، على ما يبدو خوفا من سرقتها.

ومع ابتعاد السيارة عن الطريق السريع والدخول في شوارع باريس، بدأت مشاهد الزحام تلوح فى الأفق، حيث توقفت السيارة أكثر من مرة بسبب إشارات المرور، ولكن جمال فرنسا ونظافة شوارعها وسحرها، تجعلك تستمتع بالمناظر حتى ولو بلغ المشوار ساعات وليس دقائق.

ومع دخول سيارة الأجرة لمنطقة سان دونى شمال باريس، توقفت السيارة نهائيًا وعلقت فى زحمة السير، وفجأة تحولت لحظات الفتاة البرازيلية السعيدة، إلى أسوأ لحظات حياتها تقريبا، إذ فوجئت بدراجة نارية تتوقف بجوارها بصورة مفاجئة، يستقلها شابان، وفاجأها أحدهم بضرب زجاج السيارة المجاور لها.

في تلك اللحظات يتملك الخوف الإنسان، خاصة مع وجود سلاح موجه إلى رأسك، ومع عدم وجود أحد يتدخل لإغاثتها، استجابت تماما لمطالب المجرمين، وسلمتهما دون تردد كل ما تملكه من مجوهرات وأموال، وفى لمح البصر اختفى المتهمان، وسط ذهول سيدة الأعمال البرازيلية.

قالت التقارير الإعلامية الفرنسية إن قيمة المسروقات بلغت 3 ملايين يورو، وحررت المجنى عليها بلاغا في مركز شرطة الدائرة السادسة عشرة فى باريس، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لمعرفة هوية المتهمين، وما إذا كان الجانيان خططا مسبقًا لعملية السرقة واستهدفا المرأة عن سابق تخطيط، أم أنها حصلت مصادفة.

سطو
كما شهدت الشوارع عملية سطو أخرى ولكن تلك المرة على متجر فالنتينو الشهير في شارع سانت أونوريه، حيث استخدم اللص سيارة اندفع بها نحو واجهة المتجر الذى يعرض أحذية وحقائب ثمينة، وتسبب الاصطدام فى تحطيم البوابة وانطلاق جهاز الإنذار، ويعتبر  أسلوب الاقتحام بالسيارات قد لوحظ فى عدة سرقات جرت فى العاصمة الفرنسية خلال السنوات القلائل الماضية.
وعند وصول فرقة من وحدة مكافحة الجريمة إلى الموقع فى الدائرة الثامنة من باريس، قرابة الثانية صباحًا، وجدوا رجلا يحاول الهروب من أمام المتجر بسيارة من نوع (سيتروين) زرقاء اللون، وجرت مطاردة السائق حتى محيط ساحة المادلين، حيث فقد سيطرته على سيارته التى اصطدمت بسيارة أخرى.

وبعد ذلك ترجل اللص منها جريا على الساقين حتى ضفة نهر السين عند ساحة الكونكورد، وقفز فى النهر، وبسبب شدة التيار كاد ينجرف فى غضون دقائق لولا تدخل قارب سريع من الشرطة النهرية، حيث تم انتشاله من المياه ونقله إلى المستشفى بسبب إصابته بجرح عميق فى ذراعه اليسرى، ووضعه قيد الحجز. وتحقق أفراد الشرطة من تحطم بوابة المتجر واختفاء المعروضات من خزائنها، كما تم العثور على 150 حقيبة بسعر 700 يورو مع بعض المجوهرات فى صندوق السيارة التى تركها السارق.

اقرأ أيضًا

مقتل رجل طعنا بسكين في العاصمة الفرنسية باريس

وشهدت فرنسا خلال السنوات الماضية ازديادًا فى حالات السرقة للمحلات والأفراد بصورة كبيرة، الأمر الذى رجحه البعض بظهور مافيا جديدة للساعات والمجوهرات فى فرنسا، جعلت الأمر أكثر صعوبة على رجال الشرطة الفرنسية، الذين شكلوا فرقًا من المباحث والأمن الداخلى من أجل حل لغز تلك القضايا، التى ربما لم تكن الأولى خلال الأعوام الماضية.

وكان من أشهر الجرائم التى تمت على الأراضى الفرنسية، هى سرقة رجل أعمال روسى بطرق وصفتها الشرطة احترافية، حيث كان عائدًا إلى منزله فى مدينة الريفييرا الفرنسية بمنطقة كان، فى ساعات متأخرة من الليل، بعد الانتهاء من قضاء سهرة عطلة الأسبوع برفقة أصدقائه.. كان مظهره يدل على أنه رجل ثرى جدا.. حيث يستقل سيارة فاخرة من طراز بنتلى.. ويضع على معصمه ساعة قيمة تقدر قيمتها بـ550 ألف يورو.

كان أفراد العصابة المنظمة فى انتظاره مستقلين دراجات نارية، وبأسلوب المغافلة تمكنوا من انتشال الساعة، دون علمه، ولم يكتشف عدم وجود الساعة، إلا بعد عودته للمنزل وأبلغ الشرطة بما حدث، ولكن كانت الساعة من طراز ريتشارد ميل، وسارقوها قد اختفوا تماما.

جريمة أخرى شهدتها فرنسا، عندما خسر مواطن فرنسى أخر ساعة يده اشتراها بقيمة 70 ألف يورو.. وكشفت الشرطة أن من يقوم بتلك السرقات هم أفراد عصابة إيطاليين متخصصين فى تلك الجرائم وسرقة الساعات الفاخرة والثمينة، وكشف أحد المحققين التابعين للشرطة أن هؤلاء الجناة تمكنوا حتى الآن من الاستيلاء على ساعات بقيمة مليون يورون ومازال البحث عنهم جاريًا فى مختلف أنحاء فرنسا.

ومن ناحيتها كشفت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن فرنسا تشهد ارتفاعًا فى نسبة الجريمة المنظمة، وزيادة فى العنف بدأت تصل للمدن الحساسة، كما إن استخدام الأسلحة أصبح السمة المميزة للجريمة المنظمة، بحيث يمكن أن يرتكب الجناة اليوم جرائم القتل والشروع فيه دون أن يكونوا بالضرورة لصوصًا متمرسين أو تجارًا مرموقين.

وحول ارتكاب الجريمة فى وضح النهار قالت الصحيفة؛ إن هناك جيلا جديدًا من رؤساء العصابات الناشئين ليست لديهم قواعد ولا بوصلة، وأوضح مكتب مكافحة الجريمة الفرنسية أن نسبة 30 أو 40% من عمليات إطلاق النار تقع بين الثامنة صباحا والثامنة مساءً، مما يعنى جداول غير عادية وتغيير فى الأسلوب، مقارنة بجداول المخضرمين الذين يبدون أكثر حرصًا وأكثر تحركًا لضرب أهدافهم فى الليل دون شهود أو حركة مرور.

وفى سياق متصل كشفت الصحيفة داخل  تقريرها أن سرقة المجوهرات تعتبر جزءا من اهتمامات الشبكات المنظمة، متحدثة عن صراع من نوع آخر يتم بين العصابات وبعضها بسبب الصراعات حول مناطق النفوذ، حيث أشارت إلى وجود ما لا يقل عن 75 عملية تصفية جسدية أدت إلى مقتل 108 ضحايا بينهم 42 قتيلا.