الأم: ابنتي تحتاج إلى علاج نفسي نتيجة لما تعرضت له

الشيطان الصغير استدرج طفلة إلى بيت أسرته واعتدى عليها بالمنوفية

المجني عليها
المجني عليها

كتبت: إيمان البلطي 

أي طفولة تتحدثون عنها وطفل لم يبلغ بعد عامه الـ ١٤ يتجرأ ويغتصب طفلة عمرها ٧ أعوام، أي مشاعر تلك التي حولت طفل كي يتحول إلى مجرم يسير خلف غرائزه، ويصبح بين يوم وليلة ذئبًا بشريًا اجتمعت فيه كل خصال الخسة والندالة، هل عدم التربية؟ هل سهرت الأم على رعايته؟ هل اهتم الأب لأمره يومًا؟ الأكيد والأكيد أن الإجابات كلها بالنفي، لأنه لو تربى وتعلم وعرف مقدار نفسه ومقدار من حوله وحسنت تربيته وأخلاقه ما كان أقدم على تصرف شنيع كهذا. تفاصيل تلك الواقعة التي شهدتها إحدى قرى أشمون بمحافظة المنوفية ترويها السطور التالية.

طوال اليوم، وكانت الأسرة كلها تعمل على ترتيب الحقيبة المدرسية لـ «هبة»، لأنها في الغد ستذهب إلى المدرسة بعد بداية العام الدراسي - فهي في الصف الثاني الابتدائي -  ولأنها بدأت مرحلة الدروس قبل بداية الموسم الدراسي، تركت أسرتها وخرجت بنت الـ ٧ أعوام إلى الدرس، تأخرت قليلا، فخرجوا يسألون عنها، لكن الأم قالت لهم إن «هبة» استأذنتها أن تذهب إلى جدتها لتلقي عليها السلام، وعندما ذهبوا إلى منزل الجدة، كانت المصيبة قد حضرت وتخطت بأقدامها عتبة قلوبهم.

هذا كان المشهد الأول في هذا اليوم، أما المشهد الثاني فكان مساءً في المستشفى، صراخ وعويل من كل مكان، الأم تدخل في غيبوبة وتفيق، مرارًا وتكرارًا، والأب، بهجت فوزي، يظهر عليه الثبات، لكنه كبركان خامد لم يحن بعد موعد انفجاره، دموعه حبيسة، وأولاده من حوله ما بين باكي وصارخ وغاضب. كل هؤلاء واقفين على باب غرفة داخل المستشفى، وبداخلها طفلة ترقد على سرير المستشفى في حالة إغماء، بعدما نزفت كثيرًا جراء ما تعرضت له، هذه الطفلة هي «هبة».. تلك التي كانت من المفترض أن تذهب إلى المدرسة، فذهبت إلى المستشفى.

اغتصاب
يحكي تفاصيل ما حدث لـ «أخبار الحوادث» خال الطفلة «أشرف أحمد» قائلا «كانت هبة في طريقها إلى الدرس عند مدرس القرية، ترتدي ملابسها الجديدة والفرحة تملأ أعينها، فغدًا أول أيام العام الدراسى الجديد، والطفلة مشتاقة لرؤية زملائها والجلوس بالمقعد الأول، ومتحمسة لآمال وطموحات جميلة تريد تحقيقها هذا العام، بعدها قالت لأمها إنها ستذهب لجدتها بعد الدرس، وافقت أمها وخرجت هبة إلى الدرس، وهبة هى الطفلة الكبرى لأسرتها، والمطيعة لهم، وقبل أن تغيب الطفلة عن أعين أمها قالت لها،»لا تتأخرى يا هبة لأنه بعد صلاة العصر ستأخذها لشراء الكراسات المدرسية وأدوات الدراسة، وسارت الطفلة في طريقها حتى غابت عن أعين أمها».

وتابع قائلا: «المسافة بين الدرس وبيت جدتها صغيرة جداً، وما أن أنهت الطفلة درسها خرجت إلى منزل جدتها وفي الطريق، كان يقف «صالح»، وهو طفل يبلغ من العمر حوالي ١٤ عامًا، وبيته قريب من بيت جدة هبة، كان الصغير يقف أمام بيته يرقب المارة بنظرات حادة، بدا وكأنه مشاغب يفتعل معهم المشاكل، وأثناء مرور الطفلة من أمامه، تقدم نحوها وتكلم معها، ولأنها طفلة لا تعي من أمرها شيئا، أمسك يدها وقال لها إن أمها في منزلهم تأخذ فلوس الجمعية، وتنتظرها هناك، فدخلت معه الطفلة منزله بكل براءة، وداخل المنزل انقض «صالح» عليها كاتمًا أنفاسها، وأخذ يجرها على درجات السلم حتى أصيبت بكدمات شديدة فى ظهرها، والتقط قالبًا من الطوب الأحمر من على الأرض، وأخذ يضربها به ويخنقها، فخارت قوى المسكينة، وصعد بها حتى وصل إلى سطح المنزل، واغتصبها بكل وحشية، وما أن انتهى من فعلته إلا ولف حبل غسيل على رقبتها محاولًا خنقها، وضربها ضربًا مبرحًا، ثم هددها وقال لها لا تتحدثي مع أحد بما حدث، وأراد التخلص منها معتقدًا أنه سيخفى جريمته بمقتلها، ولكن القدر سبقت مكيدة الشيطان الصغير؛ تصادف أن تكون بالمنزل زوجة عم الجاني، وتسمع صوت شيء قوى خبط بالأرض، ففتحت شرفة شقتها فتجد طفلة صغيرة فى حالة يرثي لها، فخرجت مسرعة ووجدت «هبة»، وهي تعرفها، فحملتها على يديها، وقصدت بيت جدتها، وتركتها أمام المنزل وعادت لشقتها».

اقرأ أيضًا

ضبط «مندوب توصيل» حاول التعدي على طفلة بالهرم

كشف الجريمة
وأضاف خال المجني عليها: «وفى ذلك الوقت كانت أم هبة قد استبد بها القلق على تأخر الطفلة، واتصلت بنا تسألنا عنها، قلنا لها لم تأت إلينا، شعرنا بالخوف، وخرجت خالة الطفلة إلى مدرس الحصة تستفسر منه عن ميعاد خروج هبة من الدرس، وأجابها أنها خرجت من فترة طويلة، وعندها دب القلق في داخلنا، وفي طريق عودة خالة هبة إلى البيت وجدت زوجة عم «صالح» كانت قد حملت الطفلة على يديها، وتركتها أمام بيت جدتها وانصرفت».

واختتم قائلا: «كان اعتقادنا في البداية أن سيارة قد اصطدمت بالطفلة، لآثار الدماء على جسدها، لكن «هبة» كانت وقتها لم تدخل الغيبوبة، وقالت لنا إن الطفل «صالح» فعل «كذا وكذا» وقصت علينا تفاصيل ما حدث، كانت وقتها قد حضرت أمها إلى البيت، وما أن علمت ماذا حل بابنتها، ذهبت إلى زوجة عم صالح، حافية القدمين، وطلبت منها أن تقص ما حدث لابنتها، وما أن عرفت كل ما فعله صالح مع ابنته، وما أن علمنا بتفاصيل ما جرى، خرجنا وذهبنا بالطفلة إلى المستشفى، وبعد أن أطمأنت قلوبنا عليها ذهبنا إلى قسم الشرطة، وتحرر محضر بالواقعة يحمل رقم ٢٧٩٥٠ جنح مركز أشمون لسنة ٢٠٢٢، واتهمنا فيه الطفل صالح، البالغ من العمر ١٤ عاما، بالاعتداء جنسيًا على هبة، البالغة من العمر ٧ سنوات، وإلحاق الضرر الجسدى والنفسى لها، وعلى الفور اتجهت قوات الشرطة إلى مكان الواقعة وألقت القبض عليه».

وأضافت الأم خلال حديثها؛ أن نجلتها قصت الواقعة لضابط الشرطة، وقالت لهم إنها لا تريد أن يفعل الجاني ما فعله معها مع ضحية اخرى، وأضافت الأم؛ أن نجلتها أصيبت بحالة نفسية صعبة جدا، رفضت الطعام والشراب، وتخاف أن تنام، وكلما يغلبها النعاس تقوم صارخة وتردد «صالح بيموتني ياماما».
بعد أن تحرر محضر بالواقعة، وأحيل إلى النيابة العامة، قررت حبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيق وعرض الضحية على الطب الشرعى، وأخذ عينة من السائل المنوي للطفل.