حكايات| لقاء الشهد والدموع.. «رضا» تاهت من أمها وعادت لحضنها بعد 45 عاما

رضا وأمها تحية
رضا وأمها تحية

أحمد الزنط

بين «شهد» الفرحة والعودة إلى أحضان أمها بعد سنوات من التيه، لم تتمالك رضا «دموع» مخزنة لسنوات، بعد أن تاهت من والدتها وهي في سن صغيرة بإحدى محطات القطارات لتعود لأمها وهي في الخمسينيات من عمرها.

 

«قصة ولا أشهر أفلام السينما».. هذا ما يجسد واقع الحاجة رضا عبدالرحيم الصياد «51 عاما»، ابنة مركز الفشن بمحافظة بني سويف، والتي تاهت وفقدت أهلها بمحطة سكة حديد مدينة الفشن، إذ كانت حينها بصحبة والدتها تحية عويس التي كانت تبيع الخضار بسوق المدينة بينما كانت رضا لم تتجاوز أربع سنوات.

 

تفاصيل القصة ترويها رضا نفسها بقولها إنها ركبت إحدى القطارات بغية اللعب لكن القطار تحرك وفقدت الاتصال بوالدتها وأسرتها عاشت تتنقل لمدة سنوات ثم استقر بها المطاف بمدينة الأقصر.

 

تقول رضا: «البداية كانت بمنطقة المقابر ثم قام برعايتها أولاد الحلال بنجع الطويل بالكرنك بمدينة الأقصر فقاموا بتزويجها من رجل شبه كفيف أنجبت منه 5 أولاد وتوفي طفل وبقي الأربعة ثلاث ذكور وبنت، قبل أن يتوفى زوجها تاركا لها حمل ثقيل».

 

تصمت السيدة الخمسينية قليلا ثم تمضي في حديثها: «ترك لي زوجي بعد وفاته كوم لحم.. عملت ببيع الخضار والحلوى، وكان ـولاد الحلال بنجع الطويل بالكرنك يساعدوني وخصصوا لي منزل قديم.. سكن لي ولأولادي».

 

 

وتروي: «لكن هاجس أسرتي وأنا صغيرة لم ينقطع عني.. والدتي ووالدي وأخوتي دائما كانوا في ذاكرتي ووجداني حتى شاء الله بعد 47 عاما أن يتعرفوا علي عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي».

 

عودة رضا لأحضان أمها لم تكن عملية سهلة، وهنا تقول: «عانيت سنوات طويلة من غياب الأسرة.. عشت وحيدة بلا أهل بلا سند وكافحت وشقيت وصبرت وصابرت حتى جائني الفرج بتعرف أهلي على صورتي وتم الاتصال فيما بيني وبين أهلي الذين تأكدوا أنني ابنتهم رضا بأمارات على جسدى وذاكرتي القوية التي استرجعت الأحداث وذكرياتي مع أسرتي».

 

وتختتم رضا حديثها بأنها وخلال اتصالها مع والدتها شعرت تذكرت طفولتها وأنها لا تزال طفلة صغيره تريد أن تتلقفها أحضانها.. شكرا لأهل الأقصر الطيبين الذين عشت وسطهم ولم أشعر أنني غريبة عنهم بل كانت أشعر دائما أننني ابنتهم».