شهود على ملحمة النصر

اللواء أبوالنجا: أنا صاحب «رحلة إلى جهنم» التى تدرّس في «الناتو»

اللواء أبوالنجا
اللواء أبوالنجا

أحمد دياب

اللواء نبيل أبو النجا أحد أبطال الصاعقة فى حرب أكتوبر، كانت مهمته من أصعب العمليات فى حرب أكتوبر وفى تاريخ جميع الحروب بشهادة حلف الناتو، التى يقوم بتدريسها لقواته. 

وقال: اواجهنا أسلحة متطورة لدى إسرائيل، ولكن بالعزيمة والإصرار على تحقيق النصر، وبسلاح كنا نستخدمه دائما الله أكبر عبرنا القناة ورُفع العلم المصرى على كل الحصون والمواقع بعد استردادها بدماء الأبطال الشهداءب.

وأكد أن مهمته كانت يوم 6 أكتوبر الساعة الثانية ظهرا فى جبل عتاقة بجنوب السويس بإحدى المغارات هى إغلاق الممرات الموجودة خلف قواتنا من المشاة حتى لا تصل إليهم الدبابات الإسرائيلية، وتشتبك معهم، والحقيقة أن تأثير هذه العملية كان تأثيرا استراتيجيا، بمعنى أنه إذا نجحت عمليتنا نجح العبور، وإذا فشلت  سيفشل العبور، فكانت بالنسبة لى مسألة حياة أو موت، ووعدت القيادة بأن العدو لن يمر إلا على جثتى.

وأوضح أبو النجا، أن مجموعة الصاعقة التابعين لها كانت 4 كتائب، كتيبة منهم ستتوجه بـ18 طائرة هليكوبتر منهم 6 من جبل عتاقة و12 من مضيق مرصد القطامية فى الرابعة والنصف فى السبت العاشر من رمضان / 6 أكتوبر 1973 لعبور خليج السويس وشرق القناة والوصول إلى مضيق رأس سدر على مسافة 80 كيلومترا خلف خطوط العدو جنوب بئر أبو جراد برأس سدر لعمل كمائن متكاملة، وأضاف أنه تم ضرب قوات العدو لتأخيره من 6 إلى 8 ساعات لإنشاء الكبارى على القناة، وهى عملية استراتيجية لها تأثير شامل على مسرح العمليات، ونجاحها كان مرتبطا بنجاح الجيش الثالث من جنوب فايد حتى السويس، أما الجيش الثانى فكان من بورسعيد وحتى سيناء، موضحا أن كل شىء كان محسوبا بالثانية وكان مخططا للضربة الجوية الثانية فى الساعة الرابعة وعشر دقائق عصرا، بعدها ستقلنى طائرات الهليكوبتر مع أفراد مجموعتى تحت غطائها، لكنها أُلغيت بعد أن حققت الضربة الأولى أهدافها، مشيرا إلى أنه كانت 18 طائرة هليكوبتر تحمل أفراد كتيبتى بدون غطاء جوى بعد أن أُلغيت الضربة الثانية، نحلِّق على سطح خليج السويس ونحاول تجنب الرادارات لنعبر 80 كم حتى ندخل سيناء وننزل من الهليكوبتر فى العمق، ثم نقوم بعمل كمائن لاصطياد الدبابات المتجهة للمشاة المصريين، كانت المعضلة أن تسليحنا كأفراد صاعقة يكون خفيفا كالبندقية وبعض الألغام، نظرا لأننا نقفز من الطائرات فوجئت بإعاقة كبيرة حدثت لجهاز اللاسلكى الذى كنت أحمله، لأن إسرائيل كانت مجهزة بأحدث وسائل الاتصال والإعاقة الإلكترونية الشاملة، فلم أستطع الاتصال بالقيادة.

وشدد على أنه فى هذه الأثناء قلقت القيادة العامة للقوات المسلحة لعدم تمكننا من الاتصال بها، فأرسلت طائرتين هليكوبتر، ركبت إحداهما لكنها انفجرت وسقطت فى القناة، لم أيأس فكررت المحاولة وركبت طائرة أخرى فى محاولة ثانية فشلت هى الأخرى من شدة ضرب الطائرات الإسرائيلية واستماتتهم فى إفشال مهمتنا حتى لا نعرقل مدرعاتهم ودباباتهم فى الوصول للمشاة المصريين.

وقال: لم نيأس ولجأت لخطة أخرى وهى أن نصل للمضايق عن طريق مياه القناة، فركبت مع زملائى من ضباط الصاعقة عشرة قوارب، كل قارب يحتوى على عشرة فدائيين، عنوان التضحية والفداء والمجد، لحقنا الإسرائيليون بقوارب فرنسية حديثة الصنع وأطلقوا علينا الصواريخ، لتصبح القناة بقعة من جهنم، لتفشل المحاولة الثالثة، ولم أيأس وكررت المحاولة للمرة الرابعة وحاولت المرور شمال السويس عن طريق كوبرى الشط، عبرت بعربتى وسط نيران العدو، ففتح لى المهندسون العسكريون فتحة فى الساتر الترابى حتى أستطيع العبور، فجاء صف طائرات فانتوم دمر كل العربات، وفشلت المحاولة الخامسة، وجاءت المحاولة السادسة عن طريق ركوب الجمال ونجحت بفضل الله، ووصلت لنقطة تأمينى.

                                                     اللواء حاتم منير: االإشارةب عصب المعركة

اللواء حاتم محمد منير أحد أبطال سلاح الإشارة، مثل غيره من أبناء جيله كانت نكسة 5 يونيو لها دور رئيسى فى تغيير مسار حياته، حيث كان يحلم بالعمل فى أحد المصانع الحربية للمشاركة فى الملحمة التى بدأتها مصر وقتها فى تصنيع الأسلحة  غير أن هزيمة  يونيو كان لها رأى آخر.

قال اللواء حاتم: اكنت طالبا فى كلية تكنولوجيا حلوان قبل الالتحاق بالكلية الحربية وكنت محبا لها متطلعا عقب تخرجى للعمل بأحد المصانع الحربية التى تصنع أحدث الأسلحة فى ذلك الوقت، لكن تبدد أملى عندما حدثت نكسة 67، وكانت نكسة بكل المقاييس لأن القوات المسلحة لم تحارب، التى يعشقها كل وطنى مخلص، فالهزيمة لحقت بالمعدات وخسائر فى بعض الأرواح، لكنها لم تهزم إرادة المصريين ورغبتهم فى استعادة مكانتهم التى كانوا يحلمون بهاب.

 أضاف أنه عندما أعلنت القوات المسلحة عن فتح باب القبول لدفعة استثنائية تسابق كل أبناء جيلى للالتحاق بالكلية الحربية، وتقدمت فورا للانضمام من أجل الدفاع عن الوطن رغبة فى استرداد سيناء من المحتل الإسرائيلى بعد حرب يونيو 1967، والتحقت بالكلية الحربية فى يوليو من عام 1967، وتخرجت فى 3 فبراير من عام 1969  تخصص سلاح الإشارة، وتم توزيعنا على وحدات الجيش الثانى والثالث الميدانى، وذلك على الحد الأمامى للدفاعات التى كانت تعانى من نقص شديد فى أعداد الضباط.

وعن مشاركته فى حرب الاستنزاف أوضح أن سلاح الإشارة يعد عصب المعركة،  فمهمته كانت تأمين عملية بث واستقبال وإرسال الإشارة بين القيادات والضباط، ومواجهة ا شوشرةب العدو على الترددات المصرية، وإعاقتها عن طريق المناورة بالترددات المختلفة، وبحمد الله نجحنا فى ذلك طوال حرب الاستنزاف، وسلاح الإشارة بدأ عمله أثناء الضربة الجوية الأولى، فى حرب أكتوبر 1973، فتم استهداف مركز الإعاقة والشوشرة ومركز الاتصالات والسيطرة، وذلك فى منطقة اأم خشيبب فى سيناء، وتم حرمان العدو الإسرائيلى من أن يعيق الوصلات اللاسلكية المصرية، وشدد على أن القوات المسلحة حققت الإنجاز والإعجاز على أعظم مقياس عسكرى بسلاح قديم يرجع إلى ثلاثينيات القرن الماضى وذلك بفضل المقاتل المصرى، وأكد أنه أثناء حرب أكتوبر لم ينقطع أو يُفقد اتصال واحد بين الضباط ومرؤوسيهم، وكان ذلك نجاحا كبيرا للقوات المسلحة المصرية.

أقرأ أيضأ l اللواء نبيل أبو النجا: كنا نضع «زلط» على ألستنا حتى لا نشعر بالعطش خلال الحرب