شهود على ملحمة النصر

العيد 49 لانتصارات أكتوبر l محمد حجازى أصغر مقاتل فى المعركة

 المقاتل محمد حجازى وسط زملائه
 المقاتل محمد حجازى وسط زملائه

أحمد دياب

 المقاتل محمد حجازى، كان أصغر المقاتلين بالنسبة لجيله من المحاربين، انضم إلى سلاح المهندسين العسكريين وكان عمره  19 عاما قبل حرب أكتوبر بشهور قليلة، وظل 60 يوما بمركز التدريب ثم انضم لإحدى الكتائب بعزبة الوالدة بوادى حوف التى عبرت القناة.

قال المقاتل حجازى، إن التدريبات كانت شاقة فى فصل الشتاء فى ظلام حالك حتى بزوع الشمس لأن نقطة العرق فى السلم تساوى حياة وقت الحرب، موضحا أنه عندما صدرت إليهم الأوامر بالتقدم نحو الجبهة كانت أسعد أيام حياتى.

وأشار إلى أنه لم نكن نعرف ساعة الصفر بقيام الحرب، ولكن عندما جاء لنا قائد السرية وقال لنا جاءت لحظة الانتظار لعبور القناة كانت الفرحة شديدة علينا، وارتدى كلٌ منا خوذته وكلٌ منا حمل إسعافاته الآلية وقليلا من المياة والمأكولات الخفيفة، وكان معنا ضباط مهمتهم الاستطلاع لضمان التقدم نحو جبهة القتال فى سرية تامة، وأسعد اللحظات التى مرت عليه عندما ظهرت الطائرات محلقة فى السماء عابرة القناة عرفنا أن الحرب اندلعت لدك كل المواقع والحصون العسكرية للعدو وضرب قيادتها وشل حركتها بعد أن فقدت توازنها بمهارة المدفعية المصرية التى ظلت 53 دقيقة تضرب على طول خط القناة بنطاق الجيشين الثانى والثالث الميدانى.

وقال: اكانت أسعد لحظات حياتى أيضا عندما نجحنا فى نصب الكوبرى من منطقة الشلوفة الذى استغرق 36 دقيقة فقط، وتم تثيبت الكوبرى بـ4 لنشات، و21 برطوم فى الساعة 8 مساء يوم 6 أكتوبر، نجحنا بفضل الله ومرت الكتائب والمعدات إلى الضفة الشرقية للقناة، ولم تقم أى طائرة للعدو بالاقتراب من الكوبرى بفضل قوات الدفاع الجوى وحائط الصواريخ الذى كبدها خسائر فادحة خلال أيام الحرب.

أضاف، من المواقف التى أتذكرها البطل الشهيد أحمد حمدى نائب مدير سلاح المهندسين إبان حرب أكتوبر وهو يقوم بنفسه بإصلاح العطل على كوبرى ثقيل، فتمت إصابته بشظيه واستشهد وعلمنا بخبر استشهاده، فكانت صدمة لنا، وأشار إلى أنه فخور جدا بمشاركته فى حرب الكرامة، وانضمامه لسلاح المهندسين العسكريين، الذى كان له دور بارز وكبير فى العبور وهدم الساتر الرملى، وطالب بضرورة تدريس شخصيات وأبطال أكتوبر وقصص وملاحم البطولة للنشء فى المرحلة التعليمية حتى يتمكنوا من إدراك ما حدث من بطولات للحفاظ على أرض وطننا الغالى مصر.

محمد مبارك:  دمرت 12 دبابة و2 عربة مجنزرة

كان الرقيب محمد مبارك إبراهيم، بالفرقة 16 مشاة، التى لفتت الأنظار بنجاحها فى تدمير 140 دبابة للعدو الإسرائيلى فى أثناء المعركة، كان نصيب محمد مبارك منها 12 دبابة بالإضافة إلى اصطياده سيارتين مصفحتين امجنزرةب على مدار الحرب.. وأوضح، أن مسئولية كتيبته كانت خلال حرب أكتوبر هى تدمير كل الدبابات للعدو وتكبيده خسائر فادحة فى معداته لعدم وصولها إلى الجبهة، وخلال اليوم الأول فى الحرب قام بتدمير دبابة للعدو على الجبهة بمعركة الطالية التى تعد من أشرس المعارك التى خاضتها قواتنا المسلحة خلال اقتحام خط بارليف، فى هذه المعركة تكبد العدو 75 دبابة و4 عربات مضادة للدبابات و4 مركبات مجنزرة فضلا عن ارتفاع عدد القتلى والجرحى والأسرى، وهذه المعركة أظهرت قوة وصلابة وشجاعة المقاتل المصرى عندما حاول العدو القيام بعدة هجمات مضادة لاسترداد هذا الموقع الحيوى بالتعاون مع قواته الجوية التى قامت بغارات عنيفة بدون جدوى، ووصلت إلى 96 طلعة جوية فى اليوم الواحد.

‏وأكد أن الطالية عبارة عن تبة رملية صالحة لسير جميع المركبات عليها، وتمتد من الغرب إلى الشرق وتقع على مسافة 7 كم شرق القناة وبارتفاع 49 مترا فوق سطح الأرض، ومنها يمكن المراقبة والسيطرة على الطريق الأوسط ومن الشرق تشرف على جبل حبيطة وجنوبا حتى تل سلام والدفرسوار وقرية الجلاء، وهى تعد أهم النقاط فى خط التبات الممتدة شرقا بحذاء القناة لأهميتها، لأن العدو اعتبرها المتحكمة فى منطقة شرق التمساح وتحديدا مركز للقيادة فى هذا القطاع الحيوى، لافتا إلى أن معركة الاستيلاء على موقع الطالية بدأت يوم 6 أكتوبر بعد أن تحرك احتياطى العدو الموجود بها لإيقاف هجوم وحدات الفرقة 16 مشاة القائمة بالعبور، ولكنه فشل ودمرت قواتنا المسلحة 4 دبابات وعربة مجنزرة وتابعت مهامها، ثم استولت إحدى وحدات الفرقة على التبة وقام العدو بهجوم مضاد لاستردادها ولكنه فشل، حتى تمكنا من تحقيق مهمتنا بإنشاء رأس الكوبرى، وفى 9 أكتوبر حاول العدو اختراق رأس الكوبرى للفرقة وقاتلنا بشراسة ولم يحقق هدفه وتم تدمير 3 دبابات مع استمرار القصف.    

أضاف أنه عقب هذه المعركة المجيدة، قال أحد الأسرى الإسرائيليين إنه تم تبليغه من قبل قيادته أنه لن يقابل بأى مقاومة وأن مهمته هى أسهل مهمة يُكلف بها جندى خلال معركة. واستطرد الجندى قائلا القد خدعنى قائدىب.

وبعدها بيومين حدثت ثغرة الدفرسوار، وتم فتح مدقات للعدو لاختراق قواتنا المسلحة، وعندما شاهدت الدبابات وراء جبل فى منطقة بين جبلين واحدة تلو الأخرى عرفت كده من الوقت يستغرق عبورها 3 ثوانٍ، وبعدها قمت باصطياد الواحدة تلو الأخرى حتى حققت هدفى بتدمير 12 دبابة و2 عربة مجنزرة للعدو الذى لا يقهر، كما كان يردد قادة جيش الاحتلال الإسرائيلى على جنوده الجبناء.

أقرأ أيضأ l احتفالية كبرى لتكريم أبطال معركة أكتوبر المجيدة بدمياط