كيف يمكن للسلوك البشري أن يخفض البصمة الكربونية؟

الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة
الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة

أصبحت التغيرات المناخية تندد بكارثة قادمة لامحالة ولم يعد أمامنا الرفاهية الآن ، وأصبح علينا ضرورة التحرك ووضع الخطط للمواجهة، ومحاولة نشر الوعي لتغيير السلوك البشري باعتبارة هو المتسبب الأول في تلك الظواهر المناخية التي أدت لتطرف نواميس الطبيعة لتثور فى وجهه ، وقد سلط مؤتمر المناخ العربي  الضوء على أهمية تعديل السلوك البشرى ليصبح سلوكاً أكثر إستدامة للبيئة..


وأشارت ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ورئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء البيئة العرب:  إلى أن مؤتمر المناخ COP27 الذي نطلق عليه مؤتمر التنفيذ، نحرص خلاله على وضع الاحتياجات الانسانية فى قلب عملية التغير المناخي، خاصة مع الانتهاء من اتفاق باريس وخطة عمله، فجعلنا هدفنا في ٢٠٢٢ التنفيذ لمؤتمر يراعي الاحتياجات الإنسانية، وذلك بتحديد ايام متخصصة تناقش موضوعات مثل الطاقة، الزراعة،وتغيير السلوك البشرى و خفض الانبعاثات، التنوع البيولوجي، وما يتعلق بها من موضوعات الشباب والمرأة والمجتمع المدني، بهدف مناقشة كيفية تنفيذ التصدي لآثار تغير المناخ، لننتقل من مرحلة الأحاديث والخطط والشعارات لمرحلة تنفيذ فعلية نمكن فيها الشباب والمجتمع المدني بتنفيذ كل هذه الأفكار.


تغيير السلوك البشرى 
وأكدت وزيرة البيئة أننا بدأنا وقادين على تكرار هذه التجارب الناحجة لصالح شعوبنا ومجتمعاتنا المحلية التى لم تكن سبب فى آثار التغيرات المناخية و لكنها تأثرت وتغيرت سبل عيشها وأماكنها بهذه بالآثار ، مشددة على ضرورة  التكاتف سوياً والعمل على الإبتكار ونقل قصص النجاح  والتكنولوجيا جنباً إلى جنب لنكون بمؤتمر المناخ مجموعة عربية واحدة  متماسكة قادرة على التنفيذ و الإبتكار و التصدى  لآثار التغيرات المناخية من  أجل أن نستطيع أن نقف أمام الشباب العربى ونقول أننا تحملنا المسئولية وكنا قادرين على الحفاظ على حقوقكم من أجل حياة كريمة تنعموا فيها بالموارد الطبيعية التى هي حق لنا جميعا .


 مؤكدةً على حرص مصر وسعيها على إستمرار هذا المنتدى فى أبهى صورة من أجل الأجيال القادمة و المجتمع المدنى العربى قوى قادر على التصدى لاثار التغيرات المناخية وإظهار قصص النجاح لاستدامة  المجتمعات المحلية وشعوبنا العربية. معبرة ليس لنا خيار أخر فلدينا كوكب واحد ، ويجب الحفاظ عليه وعلى حق الاجيال القادمة فى التمتع بمواردها الطبيعية.

 

وجديرا بالذكر أن المنتدى يهدف إلى بلورة خريطة طريق للمجتمع المدني بالشراكة مع الحكومات والقطاع الخاص، للتحرك بفاعلية في مسار التكيف مع التغيرات المناخية وحشد المواطنين بالمجتمعات المحلية للإسهام بفاعلية للحد من التدهور البيئي، والسعي المشترك من أجل معالجة أوجه اللامساواة المصاحبة لأزمة التغير المناخي، كما يستهدف المؤتمر تقييم الآثار السلبية للتغيرات المناخية في ضوء التقارير العلمية الدولية، خاصة فى ظل تأثيراتها  على الخطط التنموية ، وإعاقتها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، وهو الأمر الذى يتطلب إيجاد حلول مبتكرة وسريعة من جانب كل أطراف التنمية ، خاصة المجتمع المدنى للحد من الانبعاثات الضارة و والحد من التغيرات المناخية ودور منظمات المجتمع المدني العربي.بالإضافة إلى تقييم الأبعاد الاجتماعية لأزمة التغيرات المناخية ومناقشة العلاقة بين التغير المناخي واللامساواة، كما يتطلع  المنتدى إلى رفع الوعي بخطورة الأزمة والتأكيد على أهمية العمل التشاركي للحد من التدهور البيئي وحماية الإنسان والنظام البيئي، كما يسعى لتقييم تأثيرات التغير المناخي على المرأة وذوي الإعاقة والأطفال والفئات الأكثر تهديداً.

 

وتتضمن أجندة المنتدى العربي للمناخ 6 محاور هي  تغير المناخ والاستدامة، وتغير المناخ وتأثيره على الفئات الأكثر عرضة للخطر، وتشجيع الابتكار لفائدة التكيف والتخفيف، وتغير المناخ والأنشطة الاقتصادية الهشة، ودمج المواطن والمجتمعات المحلية في العمل المناخي، ودور التغيير المنظومي في التحول الأخضر.

 

ويضيف الدكتور حسن البيبلاوى أمين عام المجلس العربى للطفولة  والتنمية- بضرورة تحديد النمط الأمثل للسلوك اليومي للتعامل مع سبل العيش في الاستهلاك والترشيد والتعامل مع المنتجات والتخلص من النفايات، وبلورة مفهوم التدوير. 


 يواكب المنتدى العربى للمناخ  التحركات الدولية لانعقاد قمة المناخ بجمهورية مصر العربية، في شهر نوفمبر المقبل. وسيكون هناك  آلية دورية ليجمع الشركاء اقليميا من اجل وضع حزمة من الآليات التي يمكن أن تحد أو تخفف من تأثيرات التغيرات المناخية. - يضم المنتدى واحد وعشرين بحثاً علمياً ثرياً قام به علماء متخصصون، تحمل هذه الدراسات والأبحاث من الأرقام والاحصاءات والمعلومات والأسانيد المهمة، التي نأمل أن تكون محل إفادة للجميع، وتسهم في الخروج بورقة لبناء سياسات فاعلة على كافة المناحي.

 

وتقوم الشبكة العربية للمنظمات الأهلية بدور مهم لتفعيل حركة المجتمع المدني، حول نتائج هذه البحوث في الصحة والتعليم والاعلام وبناء الشبكات والتشبيكات المؤثرة في تنمية الوعي وتشكيل السلوك الواعي بقضايانا الوطنية والاجتماعية في بلداننا العربية وتبني الشراكات والتفاعلات مع المنظمات العالمية لبناء وعي كوني مستنير.

 

اقرأ أيضا: سامح شكري: نسعى لخروج مؤتمر المناخ بنتائج ترقى إلى تطلعات الشعوب