القرضاوي.. كرة الثلج التي تضخمت وأفرزت إرهابًا

علاء عبد الكريم
علاء عبد الكريم

‭..‬ليسوا‭ ‬ربانيين‭ ‬كما‭ ‬يدعون،‭ ‬ولا‭ ‬يتصفون‭ ‬بالتدين‭ ‬الوسطى‭ ‬الآمن‭ ‬الحميد؛‭ ‬فمنذ‭ ‬متى‭ ‬يتحول‭ ‬ائمة‭ ‬الضلال‭ ‬والفتنة‭ ‬أصحاب‭ ‬دعاوى‭ ‬القتل‭ ‬ونشر‭ ‬الفوضى‭ ‬إلى‭ ‬جماعة‭ ‬مسلمة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إصلاح‭ ‬اجتماعى‭ ‬وسياسى‭ ‬واقتصادى‭ ‬وكل‭ ‬مظاهر‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬إسلامى‭ ‬شامل؛‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬بذرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬فإن‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬يوسف‭ ‬القرضاوى‭ ‬هما‭ ‬الثمرة‭ ‬الخبيثة‭ ‬التي‭ ‬نضجت‭ ‬على‭ ‬شجرة‭ ‬لم‭ ‬تنبت‭ ‬إلا‭ ‬نكدًا‭ ‬وإرهابًا‭ ‬وتدميرًا‭ ‬وسفكًا‭ ‬للدماء،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اجتثها‭ ‬المصريون‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬ما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قرار‭ ‬ولا‭ ‬استقرار‭.‬

في‭ ‬الماضي‭ ‬كان‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬هو‭ ‬الثمرة‭ ‬التي‭ ‬نضجت‭ ‬لتفرز‭ ‬لنا‭ ‬الإرهابيين‭ ‬المتأسلمين‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬الجهاد‭ ‬والتكفير‭ ‬والهجرة‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬التيارات‭ ‬الأصولية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شكل‭ ‬ولون،‭ ‬وبعده‭ ‬استلم‭ ‬الراية‭ ‬السوداء‭ ‬القرضاوى‭ ‬صاحب‭ ‬كرة‭ ‬الثلج‭ ‬التي‭ ‬تضخمت‭ ‬لتفرز‭ ‬لنا‭ ‬فتاوى‭ ‬القتل‭ ‬والاغتيالات‭ ‬لا‭ ‬لرجال‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬فقط‭ ‬ورجال‭ ‬القضاء‭ ‬ولكن‭ ‬للآمنين‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬نظره‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬شيوخ‭ ‬الفتنة‭ ‬والضلال‭ ‬مشركين‭ ‬يجوز‭ ‬اغتيالهم‭ ‬وقتلهم؛لأننا‭ ‬ببساطة‭ ‬خرجنا‭ ‬على‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬هؤلاء‭ ‬كهنة‭ ‬الظلام‭ ‬في‭ ‬ثورة‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬الثورات‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬القديم‭ ‬والحديث‭ ‬والمعاصر‭.‬

المشهد‭ ‬كان‭ ‬مرتبًا‭ ‬له‭ ‬بعناية‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬جماعات‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسي‭ ‬تتزعمها‭ ‬الإرهابية‭ ‬سبقت‭ ‬أفهام‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬خرجوا‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬يناير‭ ‬2011،‭ ‬في‭ ‬فورة‭ ‬تطالب‭ ‬بـ‭ ‬عيش‭ ‬حرية‭ ‬وعدالة‭ ‬اجتماعية،‭ ‬فورة‭ ‬شباب‭ ‬بريء‭ ‬قُضي‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬وجدتها‭ ‬فرصة‭ ‬لن‭ ‬تتكرر‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالحها‭ ‬الخبيثة‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬سدة‭ ‬الحكم؛‭ ‬المشهد‭ ‬وكما‭ ‬رأيناه‭ ‬بأم‭ ‬أعيننا‭ ‬هو‭ ‬عودة‭ ‬مفتي‭ ‬الفتنة‭ ‬والقتل‭ ‬وسفك‭ ‬الدماء‭ ‬يوسف‭ ‬القرضاوي‭ ‬من‭ ‬الدوحة‭ ‬إلى‭ ‬عاصمة‭ ‬العرب‭ ‬مصر‭ ‬واستقبال‭ ‬عصابة‭ ‬الإخوان‭ ‬والتابعين‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬تيارات‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسي‭ ‬والمخدوعين‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬وكأنه‭ ‬قائد‭ ‬هذه‭ ‬الثورة‭ ‬أو‭ ‬الفورة‭ ‬كما‭ ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬أسميها،‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬رأينا‭ ‬فيها‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬أدرك‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬ثورة‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬يناير‭ ‬انتهت‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬رجعة،‭ ‬كما‭ ‬انتهت‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وقتها‭ ‬بعودة‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬–‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬التحقيق‭ ‬معه‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬تهم‭ - ‬واستقبال‭ ‬الآلاف‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬المطار؛‭ ‬مخطئ‭ ‬من‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬المقارنة‭ ‬بعيدة‭ ‬بين‭ ‬عودة‭ ‬القرضاوي‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬بعد‭ ‬25‭ ‬يناير2011،‭ ‬وعودة‭ ‬‮«‬آية‭ ‬الله‭ ‬الخميني‮»‬‭ ‬من‭ ‬باريس‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬ضد‭ ‬نظام‭ ‬الشاه‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬فبراير‭ ‬سنة‭ ‬1979،‭ ‬عاد‭ ‬‮«‬الخميني‮»‬‭ ‬لا‭ ‬ليقيم‭ ‬دولة‭ ‬دينية‭ ‬فاشية‭ ‬مستبدة‭ ‬فقط‭ ‬–‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬ثورة‭ ‬مهسا‭ ‬أميني‭ ‬تهز‭ ‬مؤسسة‭ ‬النظام‭ ‬الفاشيستي‭ ‬الآن‭ ‬ونتمناها‭ ‬إرهاصًا‭ ‬لثورة‭ ‬ضد‭ ‬الحكم‭ ‬الديني‭ ‬ونظام‭ ‬الملالي‭ ‬وبداية‭ ‬لحكم‭ ‬مدني‭ ‬حقيقي–‭ ‬وإنما‭ ‬ليحكم‭ ‬ويتحكم‭ ‬في‭ ‬مصائر‭ ‬العباد‭ ‬والبلاد،‭ ‬أيضًا‭ ‬عاد‭ ‬القرضاوي‭ ‬في‭ ‬2011،‭ ‬ليجعلها‭ ‬ثورة‭ ‬إسلامية‭ ‬بعد‭ ‬غياب‭ ‬ثلاثين‭ ‬عامًا؛‭ ‬فما‭ ‬نادى‭ ‬به‭ ‬القرضاوي‭ ‬من‭ ‬إلغاء‭ ‬قانون‭ ‬الطوارئ،‭ ‬والإفراج‭ ‬عن‭ ‬المعتقلين‭ ‬السياسيين،‭ ‬وإطلاق‭ ‬الحريات‭ ‬العامة،‭ ‬وتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬إنقاذ‭ ‬وطني‭ ‬من‭ ‬التكنوقراط،‭ ‬وإلغاء‭ ‬دستور‭ ‬1971،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬الخداع‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬ورأينا‭ ‬ولم‭ ‬نسمع‭ ‬خطة‭ ‬التمكين‭ ‬لاتباعهم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مفاصل‭ ‬الدولة،‭ ‬وراح‭ ‬الشيخ‭ ‬التكفيريين‭ ‬يغدو‭ ‬ويروح‭ ‬بين‭ ‬الدوحة‭ ‬ومصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عامين‭ ‬تقريبًا،‭ ‬كان‭ ‬ينفذ‭ ‬مشروعًا‭ ‬إخوانيًا؛‭ ‬فمن‭ ‬يقرأ‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬ملامح‭ ‬سيرة‭ ‬ومسيرة‮»‬‭ ‬يكتشف‭ ‬فيه‭ ‬دون‭ ‬عناء‭ ‬إعجابه‭ ‬الشديد‭ ‬بالثورة‭ ‬الإيرانية؛‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬صفحاته‭ ‬نصًا؛‭ ‬‮«‬فالشيعي‭ ‬المتدين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يرتبط‭ ‬بمرجع‭ ‬ديني،‭ ‬يفتيه‭ ‬ويرشده‭ ‬في‭ ‬الملمات،‭ ‬ويعطيه‭ (‬الخمس‭) ‬الواجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيعي،‭ ‬وهو‭ ‬بمثابة‭ (‬ضريبة‭ ‬على‭ ‬صافي‭ ‬الدخل‭) ‬بنسبة‭ ‬20‭% ‬بعد‭ ‬اقتطاع‭ ‬النفقات‭ ‬اللازمة‭ ‬للشخص‭ ‬ولمن‭ ‬يعوله‭. ‬وهذه‭ ‬الضريبة‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تؤدى‭ ‬للإمام‭ ‬المعصوم‭. ‬أما‭ ‬وهو‭ ‬غائب،‭ ‬فإنها‭ ‬تعطى‭ ‬لمن‭ ‬ينوب‭ ‬عن‭ ‬الإمام‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والمراجع‭ ‬الدينية‭. ‬فهذه‭ ‬قوة‭ ‬مادية‭ ‬مالية‭ ‬تشد‭ ‬أزر‭ ‬مشايخ‭ ‬الشيعة،‭ ‬وتغنيهم‭ ‬عن‭ ‬وظائف‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تتحكم‭ ‬فيهم،‭ ‬وتقيد‭ ‬حركتهم‭ ‬بسبب‭ ‬وظيفتهم‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬فيه‭ ‬أهل‭ ‬السنة،‭ ‬حيث‭ ‬صاروا‭ ‬موظفين‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬ورزقهم‭ ‬بيد‭ ‬السلطة،‭ ‬حتى‭ ‬أكبر‭ ‬مناصبهم‭ ‬مثل‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬والمفتي‭ ‬ورئيس‭ ‬القضاء‭ ‬الشرعي‭ ‬وأمثالهم،‭ ‬كلهم‭ ‬موظفون‭ ‬عند‭ ‬الحكومة،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬توليهم،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تعزلهم‭ ‬إن‭ ‬شاءت،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬توسع‭ ‬لهم‭ ‬أو‭ ‬تقتر‭ ‬عليهم‮»‬‭.‬

ويتساءل‭ ‬القطري‭ ‬شيخ‭ ‬الفتنة‭ ‬والدم‭ ‬والمنظر‭ ‬الأول‭ ‬للإرهابية‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬كتابه؛‭ ‬‮«‬لماذا‭ ‬نجح‭ ‬علماء‭ ‬الشيعة‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬ثورة‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬ولم‭ ‬ينجح‭ ‬علماء‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬ثورة‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬السنة؟،‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬عجز‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬المذهب‭ ‬السني‭ ‬نفسه‭ ‬أو‭ ‬هو‭ ‬عجز‭ ‬في‭ ‬علماء‭ ‬السنة‭ ‬أنفسهم»؟‭!‬،‭ ‬فالتقارب‭ ‬الإخواني‭ ‬الإيراني‭ ‬ليس‭ ‬بجديد؛‭ ‬ألم‭ ‬يقل‭ ‬الهضيبي‭ ‬يومًا،‭ ‬‮«‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬المتفق‭ ‬بيننا‭ ‬وننحي‭ ‬جانبًا‭ ‬الاختلافات‭ ‬المذهبية‮»‬‭.‬

الغريب‭ ‬للذين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬القرضاوي‭ ‬الشيخ‭ ‬الذي‭ ‬فقد‭ ‬ظله‭ ‬–‭ ‬مستعيرًا‭ ‬عبارة‭ ‬الدكتور‭ ‬رفعت‭ ‬سيد‭ ‬أحمد‭ ‬–‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬حتى‭ ‬وفاته‭ ‬مدرج‭ ‬على‭ ‬قوائم‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والسعودية‭ ‬والامارات‭ ‬والبحرين،‭ ‬من‭ ‬المجددين‭ ‬المجتهدين‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬عاش‭ ‬حياته‭ ‬متأرجحًا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬فتوى‭ ‬المدح‭ ‬وفتوى‭ ‬القتل؛‭ ‬فعندما‭ ‬انتقلت‭ ‬المؤامرة‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬انتهز‭ ‬القرضاوي‭ ‬الفرصة،‭ ‬وأفتى‭ ‬بقتل‭ ‬الرئيس‭ ‬بشّار‭ ‬الأسد،‭ ‬بل‭ ‬وأفتى‭ ‬بجواز‭ ‬تدخّل‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬لقتل‭ ‬الرئيس‭ ‬بشّار،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬القرضاوي‭ ‬زار‭ ‬سوريا‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬ومدح‭ ‬الرئيس‭ ‬بشار‭ ‬الأسد،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬زيارتنا‭ ‬لسوريا‭ ‬طبيعية‭ ‬لنتحدث‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬بشار‭ ‬الأسد،‭ ‬ونرى‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفعله‭ ‬قادة‭ ‬الأمة،‭ ‬فتحية‭ ‬إلى‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬وتحيتنا‭ ‬إلى‭ ‬القائد‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭.. ‬سوريا‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬وقفت‭ ‬لأمريكا‭ ‬وقالت‭ ‬‮«‬لا‮»‬،‭ ‬لذلك‭ ‬قننوا‭ ‬لها‭ ‬القوانين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عقوبتها،‭ ‬ولكن‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬ستظل‭ ‬سوريا‭ ‬مرفوعة‭ ‬الرأس‭ ‬قوية‭ ‬الأساس‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬أشاد‭ ‬بحزب‭ ‬الله‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬قاد‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬حربًا،‭ ‬كان‭ ‬بحمد‭ ‬الله‭ ‬هو‭ ‬المُنتصر‭ ‬فيها،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يُسمى‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تُقهَر‭ ‬والشوكة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تُكسر،‭ ‬وقد‭ ‬كُسرت‭ ‬هذه‭ ‬الشوكة‭ ‬أمام‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬ومَن‭ ‬أيده‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬يسب‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬ويصفه‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الشيطان‮»‬،‭ ‬ولأنه‭ ‬شيخ‭ ‬طائفي‭ ‬أفتى‭ ‬بقتل‭ ‬الرئيس‭ ‬الليبي‭ ‬‮«‬معمر‭ ‬القذافي‮»‬،‭ ‬والمفترض‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬‮«‬أهل‭ ‬السنة‮»‬،‭ ‬فقال‭ ‬‮«‬من‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يقتل‭ ‬القذافي‭ ‬فليقتله‭ ‬ومن‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬ضربه‭ ‬بالنار‭ ‬فليفعل،‭ ‬ليريح‭ ‬الناس‭ ‬والأمة‭ ‬من‭ ‬شر‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬المجنون‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬قال‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬دم‭ ‬القذافي‭ ‬في‭ ‬رقبته،‭ ‬أي‭ ‬رقبة‭ ‬القرضاوي،‭ ‬وقتل‭ ‬حلف‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬بالفعل‭ ‬القذافي،‭ ‬كما‭ ‬طلب‭ ‬القرضاوي،‭ ‬الذي‭ ‬زار‭ ‬ليبيا‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬وقابل‭ ‬القذافي،‭ ‬ومدحه،‭ ‬وأشاد‭ ‬بنشر‭ ‬القذافي‭ ‬للإسلام‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وتناسى‭ ‬وقتها‭ ‬مأساة‭ ‬إخفاء‭ ‬وقتل‭ ‬الإمام‭ ‬‮«‬موسى‭ ‬الصدر‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1978،‭ ‬وكذلك‭ ‬راح‭ ‬يمدح‭ ‬‮«‬صدام‭ ‬حسين‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬أفتى‭ ‬بكفره‭ ‬عندما‭ ‬غزا‭ ‬‮«‬الكويت‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬حرض‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬سعيد‭ ‬البوطي،‭ ‬حيث‭ ‬سئل‭ ‬عن‭ ‬حكم‭ ‬المتعاونين‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬السوري،‭ ‬فأجاب‭ ‬بوجوب‭ ‬قتالهم،‭ ‬ثم‭ ‬خرج‭ ‬الشيخ‭ ‬الطائفي‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2013،‭ ‬بعد‭ ‬مقتل‭ ‬الشيخ‭ ‬البوطي‭ ‬ينفض‭ ‬يده‭ ‬ويتساءل‭ ‬في‭ ‬براءة‭ ‬الأطفال‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬الشيخ‭ ‬البوطي؟،‭ ‬وذكر‭ ‬حينها‭: ‬‮«‬أن‭ ‬أهل‭ ‬السنة‭ ‬وإن‭ ‬اختلفوا‭ ‬لا‭ ‬يتقاتلون‮»‬‭!‬

لقد‭ ‬كشف‭ ‬ذلك‭ ‬الوهابي‭ ‬نفسه‭ ‬عندما‭ ‬حرض‭ ‬على‭ ‬اقتحام‭ ‬السجون،‭ ‬وأباح‭ ‬العمليات‭ ‬الانتحارية،‭ ‬واستهداف‭ ‬رجال‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون،‭ ‬كما‭ ‬فند‭ ‬ذلك‭ ‬المؤشر‭ ‬العالمي‭ ‬للفتوى‭ ‬التابع‭ ‬لدار‭ ‬الإفتاء‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020‭.‬

ذات‭ ‬يوم‭ ‬قال‭ ‬الشاعر‭ ‬الغنائي‭ ‬الراحل‭: ‬‮«‬إنني‭ ‬حزين‭ ‬أن‭ ‬يوجد‭ ‬إنسان‭ ‬واحد،‭ ‬لا‭ ‬جماعة‭ ‬منظمة،‭ ‬يصنع‭ ‬الموت‭ ‬للناس‭ ‬ويحترف‭ ‬الدعوة‭ ‬للتخريب‭ ‬والتدمير،‭ ‬وإن‭ ‬قلبي‭ ‬ليقطر‭ ‬حزنًا‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬ترتكب‭ ‬جرائمها‭ ‬باسم‭ ‬الإسلام،‭ ‬وتجد‭ ‬من‭ ‬يصدقون‭ ‬دعواهم‮»‬،‭ ‬وكأن‭ ‬الرجل‭ ‬قاصدًا‭ ‬بالمعنى‭ ‬إمام‭ ‬التكفيريين‭ ‬يوسف‭ ‬القرضاوي‭.‬