مشوار

الهدف ألمانيا

خالد رزق
خالد رزق

منذ منتصف الأسبوع الماضى وحتى الآن ولا حديث فى أوروبا وربما العالم كله يطغى على أنباء التسريبات التى حدثت فى خطى الغاز الروسيين الرابطين بين مناطق تصنيع (إسالة) الغاز فى روسيا والأراضى الألمانية عبر بحر البلطيق والمعروفين «نورد ستريم 1 و 2» فخلال الفترة اعتباراً من السادس والعشرين وحتى التاسع والعشرين من شهر سبتمبر المنصرم أبلغت السلطات الدنماركية والسويدية عن اكتشافها 4 تسريبات فى أقسام من خطى الأنابيب تمر بمناطق نفوذهما الاقتصادى فى بحر البلطيق.

ومع اكتشاف حالة التسريب الثانية أعلنت وزيرة خارجية السويد أن التسريبات هى نتيجة لتفجيرات قد تكون ناجمة عن أعمال تخريبية وأن التفجيرات التى جرى تسجيلها على أجهزة رصد الزلازل سبقت مباشرة أو هى تزامنت مع حدوث التسريب. ومع تواتر الأنباء حول وقائع تسريب الغاز من خطى الأنابيب الحيويين سارعت أوكرانيا التى على ما يبدو خشت من أن تقع بدائرة الاتهام بالضلوع فى تخريب الخطين كإجراء انتقامى من روسيا التى تشن عليها حرباً مستمرة منذ أشهر إلى اتهام روسيا صاحبة خطوط الغاز نفسها بأنها هى التى دبرت التخريب لحرمان أوروبا من الغاز مع اقتراب فصل الشتاء دون أن تكون مضطرة لإعلان وقف تزويد أوروبا الغربية بالغاز.

ومن جانبها أعلنت روسيا على لسان المتحدث الرسمى باسم الكرملين عن قناعتها بضلوع دول أجنبية لم يسمها بتخريب خطى الغاز ضرباً لمصالح روسيا، وذلك فى إشارة واضحة لدول حلف الناتو التى تتخذ موقفاً عدائياً من موسكو منذ بداية الحرب الأوكرانية، سيما وأن الرئيس الأمريكى جو بايدن الذى تتزعم بلاده هذا الحلف كان قد هدد قبل اندلاع الحرب أن لديهم القدرة على تعطيل خطوط غاز النورد ستريم. والحق أننا إذا ما استبعدنا وقوف روسيا وراء التخريب، فإن هناك قائمة طويلة من أعداء وأصدقاء روسيا على حد سواء لهم مصالح مباشرة يحققها وقف ضخ الغاز عبر هذه الخطوط للتأثير على عجلة الصناعة بأوروبا عموماً وألمانيا على وجه الخصوص، وعن هذا يطول الشرح ويكفى الإشارة إلى أن وقف عجلة الإنتاج الألمانية إن حدث سيفتح الباب أمام تسويق منتجاتهم البديلة والأقل قدرة على المنافسة فى الأسواق العالمية.