أحوالنا

زينب إسماعيل تكتب: يا مصريين جرالكم إيه !

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

مشهد الشارع المصري في الآونة الأخيرة  يدعو للأسف والحيرة ، جرائم قتل بشعة ما بين انتقام الزوج من الزوجة، أو الأب من ابنته، أو شاب رفضته اسرة الفتاة في الإرتباط بها !  

ومنذ ساعات الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الصيدلي ولاء زايد والسبب أنه تزوج من أخرى وكان عقابه أن يتنازل عن كل ما يملك لزوجته واستجاب ومع ذلك تم تنفيذ العقوبة العائلية عليه بإلقاؤه من الطابق الخامس بكل قلب بارد !! لا أنكر أن ناقوس الخطر دق من زمان فات وما زال يدق ، ولكن لا أذن تسمع ولا جريمة تتوقف بل تتطور بشكل منقطع النظير في التنفيذ!.. لماذا لأننا ببساطة مازلنا نتجاهل أسباب هذا العنف رغم الإعتراف العلني لوجوده ألا وهو الألعاب الإلكترونية التي لايفارقها الأطفال والشباب وأيضا، ايضا المحتوى الدرامي لبعض المسلسلات المصرية منها والاجنبية.

يهمس البعض مستنكرا وما الجديد فيما تقولين ؟  الاجابة أن الحل بأيدينا ونتجاهله وينحصر في ضرورة غربلة ما يقدم في وسائل الدرامة من أفلام ومسلسلات وعلي سبيل المثال لا الحصر هناك بعض المسلسلات المصرية تم عرضه مؤخرا في أحد الفضائيات  تلخصت رسالته في أن البطل اذا غضب ليس أمامه إلا القتل ويدفن القتيل بكل بساطة في حديقة منزله! وتتوالي عمليات القتل حتي أني قلت متعجبة لن يتبقي سوي المخرج والمؤلف ومصيرهم القتل طبعا  !! اتساءل هنا من يراجع مثل هذه الاعمال ومن يجيزها !  وبالنسبة للألعاب الغريبة التي هي في الحقيقة درسا مجانيا للعنف والقتل، من المؤكد أن هناك وسيلة تكنولوجية  متقدمة وهي متاحة في مصر- لمواجهة تلك الألعاب التي تستخدم المدافع والصوايخ والقتل كجائزة للفوز علي المنافس في اللعبة ! هذا العنف الذي لن يجلب الا الشر لنا ولمصرنا -  انه الشر الذي يراد بنا ويجب أن ننتبه اليه ، "مصر" ليست النظام الحاكم الذي يتغير ويتبدل بل هي التاريخ ومهد الحضارة الفرعونية، وحاضنة الحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية، وحامية للحضارة الإسلامية،  "مصر" فوق الحاكم والمحكوم و فوق كل من يريد بها الشر عن طريق لعبة على الموبايل أو مسلسل يدخل بيوتنا من أوسع الأبواب دون استئذان !

[email protected]