وشهد شاهد من أهله.. الابن يعترف على والده بقتل أمه بالمنوفية

الزوج القاتل والمجني عليها
الزوج القاتل والمجني عليها

كتبت: إيمان البلطي

كانت الغاية وراء ضرب زوجته وإهانتها أن يثبت لنفسه أنه «راجل» في بيته، يأمر وينهي، بمعاملة سيئة، وبقلب قاسٍ، حتى أنه كان يطلب منها طلبات غاية في الصعوبة، ومن فرط غلظة قلبه أمرها أن تقطع علاقتها بأمها وأخيها، ولأن المسكينة أرادت أن تحافظ على بيتها ما استطاعت طاوعته في طلباته، حتى يقدر لها بأنها تحافظ على بيته وتنفذ ما يأمرها به، لكنه كان لا يفكر في أن تصرفاته مثل هذه لن تثبت له أو لها أنه رجل بقدر ما تثبت أنه زوج عِشرته سيئة ولا يطاق..

وهذا ما وصل به الحال في الأخير عندما قتل زوجته بعد وصلة تعذيب دامت لـ ٤ أيام، تفاصيل هذه الواقعة البشعة التي أقدم فيها زوج على قتل زوجته في قرية بقسا التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية ترويها السطور التالية.

منذ ٧ سنوات، تزوجت هدير من «محمد أحمد متولي»، والذي كان يعمل سائقًا، ولأنها كانت قبل الزواج لا تعرفه، ولم تره من قبل، عندما تقدم لخطبتها وبعد سؤال أهلها عنه وافقت عليه على مضض، خصوصا بعد إقناعها بأنه ملتزم ومحترم، وبالفعل تمت الزيجة، ورزقها الله منه طفلة وطفلا.

كانت هدير كثيرًا ما تشتكي من تصرفاته المسيئة معها، ولكنها تعودت على أن تتحمل، ليس لأجله بل لأجل بيتها وأطفالها، واستمر هذا الوضع قرابة الـ ٥ سنوات، حتى حان موعد حفل زفاف شقيقها، والذى معه بدأت المشكلة.

قطع الرحم
كعادة الأفراح المصرية، يتجمع الأهل والأحباب ويقومون بتحضير العشاء والطعام للعروسين، ولأن هدير هى الابنة الوحيدة لأمها، قالت لها إذهبي إلى شقة أخيكي مع زوجة خالك، وضعي الطعام له فى الثلاجة، ولما خرجت أمها وجدت زوج هدير جالسا مع السيدات، فهمست فى أذن ابنتها قائلة لها: «قولي لجوزك يروح يقعد مع الرجالة، لأن الستات في الفرح مضايقين من وجوده ومش عارفين ياخدوا راحتهم».

سمعت «هدير» كلام أمها وذهبت لزوجها وقالت له إن عليه أن يذهب ويجلس مع الرجال، وبمجرد ما أن سمع «محمد» ما قالته زوجته أخذته العصبية، وقال له أنه يجلس في أي مكان كيفما يريد، ولا أحد يفرض عليه شيئا، بل وتمادى في غضبه حتى تلفظ بألفاظ نابية، ودون أن يتردد ضرب زوجته في بيت أهلها وأخذها هي وأولاده وعادوا إلى بيتهم دون أن يجعلها تستكمل حضور فرح شقيقها الوحيد.

بعد أن وصلوا البيت، اخذ يضربها ضربًا مبرحًا، وقال لها أنا والأولاد فى كفة وأمك وأخيك في كفة أخرى، وأن عليها الاختيار بينهما، فاختارته المسكينة من أجل أولادها، ولأنها تربت على الطيبة والاستقرار، وعندها قال لها: «من اليوم ده مبقاش ليكي أهل نهائي، ولو عرفت إنك اتكلمتي معاهم أو كان ليكي صلة بيهم هاطلقك».. ومن يومها انقطعت صلة الرحم بين «هدير» وأهلها جميعا.

اقرأ أيضًا: إنقاذ حياة شاب بعد توقف قلبه بمستشفى قويسنا بالمنوفية

مرت الأيام، يوم تلو الآخر، لمدة عامين، وكانت صلة الرحم بين هدير وأهلها منقطعة تمامًا حفاظًا على أسرتها، مرت عليها هذه الأيام وهي تتألم دون صوت، وتبكي دون دموع، لكنها كانت تمني النفس أن ينصلح حال زوجها ويرق قلبه، ويأتي اليوم الذي يأخذها لزيارة أمها.

كانت من فترة لأخرى تقول له؛ إن هذا الخلاف طال وقطع الرحم نهى عنه الله، لكنه كان لا يسمع لها، لكن في آخر مرة طلبت منه ذلك، تعصب عليها، وربطها داخل الغرفة حتى لا تخرج منها نهائيا، وواصل تعذيبها على مدار٤ أيام متواصلة بدون طعام أو شراب، مع وصلة ضرب بكرباج سودانى وسلك كهرباء، بالإضافة إلى ضربها باليد وبعصا.
كانت مع صرخاتها الوضع يزداد صعوبة، وهي الأخرى كانت قد نفذ صبرها، وقالت له إنها ستتركه لا محالة، وأنها ستعود إلى أمها تقبل يدها وتطلب منها العفو بعد سنتين لم ترها فيهما من أجل زوج لا يتورع عن ضرب امرأته وإهانتها.
وعندما رأى منها أنها عازمة على تركه، بكل جبروت طعنها بسكين فى ظهرها، وانهال عليها طعنًا في انحاء كثيرة من جسدها حتى فارقت الحياة بين يديه.

فاعل خير
بعد أن ماتت واكتشف أنه قتلها وأنه مقبوض عليه لا محالة، نقلها إلى مستشفى قويسنا العام، وادعى هناك أنه وجد فتاة غريبة ملقاة بالشارع، لكن عندما أرغمته إدارة المستشفى على عمل محضر حتى يقبلوا الحالة، حينها رفض، وهذا ما جعل إحدى الممرضات بالمستشفى تشك في أمره، وأبلغت الشرطة بالحادث، وبالفعل حضرت الشرطة قبل أن يهرب من المستشفى، وألقت القبض عليه.

تقول والدة الضحية لـ «أخبار الحوادث»: «أخويا اتصل بي وقال لي أن هدير ماتت بالمستشفى، ومن شدة الصدمة سألته هدير مين، قال لي بنتك، ساعتها كنت ابكي بشدة، من فراقها لي ومن إنها ماتت من قبل ما اشوفها، ومنعوني اروح المستشفى عشان أنا مريضة سكر، ولسه عاملة عملية قلب مفتوح من فترة، ومش هقدر استحمل الصدمة هناك، وراح محمد أخويا واخواتي للمستشفى، وتعرفوا على الجثمان، ووصفوها ليا بأنها كانت متقطعة ومتغيرة من كثرة الكدمات. انا مشوفتش بنتي من سنتين، ومشوفتش أطفالها، لكن لما شوفتها بالكفن قلت لها أنا مسمحاكي يا هدير».

يحكي «محمد» خال «هدير» لـ «أخبار الحوادث» تفاصيل تلك الواقعة قائلا: «ابن عم محمد زوج هدير اتصل بيا الساعة ٨ الصبح وأنا في الشغل وقال لي هدير بنتكم نقلوها مستشفى قويسنا وتعالى دلوقتي، أنا كنت وقتها في الشغل ومكنتش متوقع إنها مقتولة، فاتصلت بإخواتي وقلت لهم روحوا مستشفى قويسنا لأن هدير نقلوها الى هناك، وفعلا راحوا واتصلوا بيا وقالوا لي إن هدير اتقتلت ودلوقتي موجودة في ثلاجة الموتى، روحت على طول المستشفى وهناك عرفت باللي حصل، وعرفت إن جوزها خدوه على  قسم الشرطة، وإن الموضوع راح للنيابة عشان يكشفوا الجثة ويعرضوها على الطب الشرعي علشان فيه شبهة قتل».

واستكمل: «لما اتهموه بقتلها كان بينكر، وقال روايات كتيرة، ولأن الله يرد على مكر العبد، لما قام وكيل النيابة واستدعى أطفالها، كانت الصدمة لما «أحمد» ابنها قال لوكيل النيابة أن والده كان حابس أمه وبيضربها وكان رابطها بسلك، وقتلها بالسكينة، وانه كان يشاهد ابيه يعذب امه ويمنع عنها الطعام والشراب وكان يسمع صراخ أمه من كثرة التعذيب حتى أنه يخاف من والده يفعل معه كذلك».

واختتم: «عندما واجهت النيابة العامة المتهم بما قاله ابنه الصغير اعترف الأب، وقال إنه فعل ذلك من حبس زوجته ٤ أيام بدون طعام وشراب وضربها حتى قتلها لأنه كان يشك بسلوكها، طبعا كان يبرر فعلته ويحاول أن يفلت من الجريمة، لكن حُرر المحضر بالواقعة والذي حمل ١٩٢٨٣ جنح قويسنا لسنة ٢٠٢٢، وأحيل إلى النيابة العامة التي قررت بعد اعترافات المتهم حبسه ٤ أيام مع التجديد على ذمة القضية».