25 قتيلا في ضربة في جنوب أوكرانيا قبل ضم موسكو أربع مناطق

الحرب الروسية الأوكرانية - صورة أرشيفية
الحرب الروسية الأوكرانية - صورة أرشيفية

أوقعت ضربة مدمرة على موكب سيارات مدنية 25 قتيلًا، اليوم الجمعة 30 سبتمبر، في جنوب أوكرانيا، قبل ساعات على ضم روسيا أربع مناطق أوكرانية بشكل رسمي.

اقرأ أيضًا: بيسكوف: كييف لا ترغب في إجراء أي مفاوضات مع موسكو

في مناسبة هذا الضم الذي يشكل تصعيدا خطيرا في الهجوم الذي أطلقته روسيا في 24 فبراير، من المرتقب أن يلقي الرئيس فلاديمير بوتين خطابا مطولا وأن تنظم احتفالات في موسكو فيما هناك تعبئة فوضوية في غالب الأحيان في روسيا دفعت بعشرات آلاف الروس الى مغادرة البلاد.

ويستضيف الكرملين حفلا في مناسبة هذا الضم عند الساعة 12,00 ت ج يلقي خلاله بوتين "خطابا مطولا" بحسب الناطق باسمه ديمتري بيسكوف، احتفالا بالانتصارات الروسية في وقت يواجه فيه الجيش الروسي صعوبات على الأرض وتراجع أمام هجوم مضاد أوكراني لا سيما في ليمان بشرق أوكرانيا.

من جهته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى اجتماع "عاجل" الجمعة لمجلس الأمن الوطني التابع لبلاده، وطالب بالمزيد من الأسلحة من الغربيين.

وشهد صباح الجمعة ضربة دامية على موكب سيارات مدنية بالقرب من الحدود بين المنطقة الأوكرانية والمنطقة المحتلة في زابوريجيا، إحدى المناطق الأربع التي يفترض أن تضمها روسيا.

وقتل 25 شخصا على الأقل واصيب 50 آخرون في هذه الضربة بحسب النيابة الأوكرانية، وتبادل الطرفان المسؤولية عن القصف.

ووصف زيلينسكي روسيا بـ"الارهابية" و"المتعطشة للدماء" بعد هذه الضربة.

وقال مسؤول في الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموشنكو ان 16 صاروخا من نوع اس-300 روسية سقطت على المنطقة فيما يستخدم الروس ايضا هذه الاسلحة ارض-جو لضرب أهداف على الأرض.

في المكان، شوهد صفان من السيارات وقد تحطمت نوافذها. وبينها كان هناك جثث ممددة على الأرض وبعضها مغطى بما يشبه الاكفان.

بحسب كييف قصفت روسيا "بالصواريخ قافلة انسانية من المدنيين" الذين كانوا "يصطفون في طوابير للتوجه إلى المنطقة المحتلة موقتا".

من جهته اتهم ممثل السلطات الروسية محليا فلاديمير روجوف كييف بانها "قصفت شعبنا الذي كان يصطف" لمنع هؤلاء المدنيين من الوصول إلى المنطقة الواقعة تحت السيطرة الروسية.

في منطقة خيرسون المجاورة التي سيتم ضمها أيضا الجمعة، قتل مسؤول من السلطة الروسية المحلية ليلا في ضربة أوكرانية على منزله نفذت بفضل أنظمة هيمار التي تقدمها الولايات المتحدة لكييف، بحسب مسؤول آخر مؤيد للروس يدعى كيريل ستريموسوف.

وتستعد العاصمة الروسية لهذه الاحتفالات مع حركة سير خفيفة الجمعة ومع تنظيم حفل خلف جدران الكرملين يمكن أن يظهر فيه بوتين.

كان الموظفون البلديون ينصبون ملصقات عملاقة على الساحة الحمراء كتب عليها "دونيتسك، لوجانسك، زابوريجيا، خيرسون، روسيا!" كما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وأعلن الكرملين الجمعة أنه سيتعيّن عليه توضيح الحدود الدقيقة لمنطقتين أوكرانيتين تنوي روسيا ضمهما وما زال على قواتها إعلان سيطرتها الكاملة عليهما. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "روسيا تعترف بجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين بحدود العام 2014. وأما بالنسبة لأراضي منطقتي خيرسون وزابوريجيا، فيتعيّن عليّ توضيح ذلك، لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال حاليا".

تمهيدا لهذا الضم الرسمي، وقع بوتين عدة مراسيم تعترف باستقلال منطقتي زابوريجيا وخيرسون الأوكرانيتين.

وأوضح في هذه النصوص التي نشرت مساء الخميس "آمر بالاعتراف بسيادة واستقلال" منطقتي زابوريجيا وخيرسون الواقعتين في جنوب أوكرانيا.

وكانت روسيا اعترفت في شباط/فبراير باستقلال "جمهورية دونيتسك الشعبية" و"جمهورية لوجانسك الشعبية" بطلب من قادة هاتين المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا، قبيل بدء الهجوم الروسي على اوكرانيا في 24 فبراير.

وستضم هذه المناطق الأربع رسميا الى روسيا بعد "استفتاءات" نظمت في نهاية سبتمبر بهدف الحاقها بروسيا. وجرت هذه الاستفتاءات تحت إشراف رجال مسلحين ووصفتها كييف وحلفاؤها الغربيون بانها "مهزلة".

وسبق أن ضمت روسيا في 2014 شبه جزيرة القرم بجنوب أوكرانيا.

وأرغم التقدم العسكري لكييف في مطلع أيلول/سبتمبر بوتين على تنظيم هذه "الاستفتاءات" على عجل وتعبئة مئات آلاف الروس في الجيش، في إجراء دفع بالعديد من الأشخاص الى مغادرة روسيا.

ويصوت مجلس الأمن الدولي الجمعة على مشروع قرار يدين "الاستفتاءات" لضم مناطق أوكرانية عدة إلى روسيا، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية للمجلس مساء الخميس، وهو نص ليست لديه أي فرصة لتبنيه بسبب الفيتو الروسي.

وقالت الرئاسة الفرنسية للمجلس إن الاجتماع سيعقد الجمعة الساعة 15,00 (19,00 بتوقيت جرينتش).

وقد هددت روسيا مجددا الثلاثاء باستخدام السلاح النووي.

وقال الرئيس السابق والمسؤول الثاني في مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف إن "روسيا لديها الحق في استخدام أسلحة نووية إذا لزم الأمر". وهو موقف أكده الناطق باسم الكرملين الذي ذكر بالعقيدة العسكرية الروسية التي تنص على فرضية شن مثل هذه الضربات في حال تعرض الاراضي الروسية لهجوم.

ووعد الرئيس الأميركي جو بايدن بانه "لن يعترف أبدا" بنتائج الاستفتاءات التي "نظمتها روسيا" في أوكرانيا.

من جهته اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ان مثل هذا التصرف "ليس له مكان في العالم الحديث".

وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس الجمعة ان بريطانيا "لن تقبل أبدا" بضم روسيا أربع مناطق أوكرانية متهمة الرئيس الروسي باستخدام "القوة الغاشمة، لتعديل الحدود الدولية".

هجوم على ليمان

على الجبهة، يتدهور الوضع بالنسبة للقوات الروسية التي تخوض معركة في ليمان، المدينة الواقعة في منطقة دونيتسك وتواجه هجوما اوكرانيا.

لا تزال القوات الاوكرانية صامتة بشأن العمليات الجارية لكن زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك دنيس بوشيلين قال الجمعة إن القوات الروسية "محاصرة جزئيا" في بلدة ليمان الأوكرانية وأن الجنود الأوكرانيين يستعيدون قرى في المنطقة.

وتقع ليمان في شمال دونيتسك التي أعلنت موسكو بأنها ستكون ضمن المناطق الأربع التي تضمها رغم أن قواتها لا تسطير إلا على جزء منها.

في مكان آخر، قتل شخص وأصيب خمسة في ضربة روسية على منطقة دنيبروبتروفسك (وسط) دمرت شركة نقل بالحافلات. في منطقة دونيتسك (شرق)، قتل ثمانية أشخاص وأصيب 17 آخرون في عدة عمليات قصف بحسب التقرير الصباحي للرئاسة الأوكرانية.

وكانت أوكرانيا استعادت منذ مطلع أيلول/سبتمبر القسم الأكبر من منطقة خاركيف بشمال شرق البلاد وسيطرت في الآونة الأخيرة على كوبيانسك.