فاطمة حسن تكتب: آيات لقوم يتفكرون

فاطمة حسن - واعظة بمجمع البحوث الإسلامية
فاطمة حسن - واعظة بمجمع البحوث الإسلامية

جعل الله - تعالى - لعباده آيات ودلائل تبين كمال قدرته وجلال عظمته ، ومن هذه الآيات أن خلق لأبينا آدم من نفسه زوجة ليسكن إليها، وذلك أنه خلق حوّاء من ضلع من أضلاع آدم، كما فى قوله - تعالى - «وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (الروم -21).

فكيف يكون هذا الزواج علامة من علامات قدرة الله وعظمته كما فى خلق السماء والأرض والجبال واختلاف الليل والنهار والألسن والألوان، وغيرها من الآيات؟! 
هذه الآية فيها عظة وتذكير بنظام الناس العام وهو نظام الازدواج وكينونة العائلة وأساس التناسل، وهو نظام عجيب جعله الله مرتكزًا فى الجبلة لا يشذ عنه إلا الشذاذ.
وهى آية تنطوى على عدة آيات منها : أن جُعل للإنسان ناموس التناسل، وأن جُعل تناسله بالتزاوج ولم يجعله كتناسل النبات من نفسه،  وأن جعل أزواج الإنسان من صنفه ولم يجعلها من صنف آخر، وأن جعل فى ذلك التزاوج أنسًا بين الزوجين ولم يجعله تزاوجًا عنيفًا أو مهلكًا،وأن جعل بين كل زوجين مودة ومحبة ورحمة.

ولأجل ما ينطوى عليه هذا الدليل ويتبعه من النعم والدلائل جعلت هذه الآية آياتٍ عدة فى قوله عزّ و جلّ:» إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكّرون»، فانظر إلى هذه النعمة - نعمة الزواج - وكيف صورها لنا القرآن الكريم تصويرًا بليغًا راقيًا، وقارن بها حالنا اليوم والذى يبرز فيه التعنت والتعسف حتى أصبحت الصورة المعبرة هى الصراع والشقاق بين جميع الأطراف.
لذا فإن من واجبنا أن نشارك فى التغيير ونشر الوعى وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح ومسارها الذى رسمه لنا الإسلام الحنيف، لأن الأسرة هى اللبنة الصلبة فى بناء المجتمع؛ فإذا صلحت صلح المجتمع كله وإذا فسدت فسد المجتمع كله.