الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية تواجه تقليد وبيع الأعمال الإبداعية على الإنترنت

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


طرحت الإستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية تعديلات تشريعية متدرجة ومتطورة طبقا للغات وتكنولوجيا العصر، وبالتالي مواكبة العصر في القانون،  فتمنع  تقليد وسرقة الأعمال الإبداعية التى يبتكرها المصريين وتوقف تقليد أى عمل أجنبى بقواعد قانونية وتنفيذية قوية لردع أى معتدى على حقوق الملكية الفكرية وإنقاذ عاجل لحقوق صاحب الفكرة.
 
نسختين للتمثال 
صرح المهندس محمد عامر الباحث بالمعهد القومى للملكية الفكرية بأنه مع طرح الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية لابد من مراجعة الأعمال الفنية للفنانين التشكيليين لإكتشاف المقلد منها فتمثال "قوة الطبيعة " للفنان الإيطالى "لورانزوكوين"، والتمثال له أربعة نسخ موجودة بدول الصين وسنغافورة وايرلندا وموناكو.
 
التمثال لفتاة تشد الكرة الأرضية بحزام تمسكه بذراعيها وهى واقفة على نصف كرة وهذه النسخة هى المقلدة بمدينة العلمين الجديدة، وهناك نسخة أخرى للتمثال بنفس الفتاة وهى تجذب الكرة الأرضية وتقف على نصف كرة، ولكنها ترتدى زى الملوك وهذا النموذج الثانى موجود بأربع دول هى الصين والولايات المتحدة الأمريكية وقطر وبريطانيا.
 
وأوضح المهندس عامر أن النسخة المقلدة للتمثال بمصر ليس واضحا إن كانت مصر حصلت على موافقة بتقليدها أم لا، وهل حصلت على تصريح بتقليد نسخة منه من صاحب العمل نفسه  أم لا رغم أن الحصول على موافقة من كوين  لم تكن صعبة لأن لورانز شارك بأعمال فنية فى معرض بالأهرامات.
 
أعمال فنية مقلدة 
قال الدكتور طارق عبدالعزيز عضو مجلس نقابة الفنانين التشكيليين أن تطبيق الاستراتيجية الوطنية يوقف تقليد وبيع الأعمال الابداعية على الإنترنت والذى أصبح منتشرا الآن، وما تداولته بعض الصحف لم يحمل أى تأكيد على أن التمثال صنعه النحات لورانزو فالتوقيع ليس دليلا على أن العمل أصلى لأنه يمكن تزوير التوقيع مع تقليد التمثال كما أن الشركة المصرية التى وضعت التمثال لم تضع الشهادة المختومة من الفنان صاحب العمل لتؤكد أنه باع بالفعل نسخة لمصر.

وأوضح الدكتور عبدالعزيز أن أى تمثال أصلى له  مسحة تؤكد صحة هذا التوقيع  وهذه المسحة لم تظهرها الشركة التى اشترت التمثال بمصر لتؤكد أنه أصلى  هذا، بالإضافة أن لورانز لم يعلن أنه باع نسخة لمصر من التمثال.

اقرأ ايضاً :«الملكية الفكرية».. كل ما يخص حماية الابتكارات والإبداع من السرقة
 
وأشار عضو مجلس نقابة الفنانين التشكيليين إلى أن الاستراتيجية الوطنية توقف مثل هذه الوقائع والتى تعتبر سرقة للعمل الفنى وليس اقتباس، لأن التمثال تم تقليده بنسبة أكثر من 80 % فى الحركة والفكرة  والاقتباس يجب ألا تزيد نسبته عن 10 %، كما تم نقل كل تفاصيل التمثال مع تغيير القاعدة التى تقف عليها الفتاة بدلا من أنها نصف كرة تم استبدالها بقاعدة مربعة، مما أفقد التمثال معناه الجمالى فلورانز كان يهدف من وقوف الفتاة على نصف كرة وجذبها فى الجهة المقابلة للكرة الأرضية أن يتواجد توازن وشد وجذب بين الكرتين وهذا ليس موجود بالتمثال المقلد بمصر.

واقعة كلية البنات  
وأوضح الدكتور عبدالعزيز أن الفنان لورانز كوين أعلن أن التمثال له عدة نسخ، ولكن لم يذكر منها مصر ولعدم تكرار هذه الحوادث لابد من تطبيق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، وتتواجد جهة معنية بالأعمال الفنية يتم الرجوع إليها عند استخدام أى عمل فنى بمشروع قومى  فهذه الواقعة تعيد للأذهان واقعة لوحات محطة كلية البنات بمترو الأنفاق والتى وضعت عمل مطبوع "استيكر" على حوائط المحطة ولم تقم بتنفيذ عمل جدارى  وهو عبارة عن عمل مزايك "بلطات صغيرة" يتم لصقها بجوار بعضها فمحطات المترو للخط الأول والثانى كلها أعمال جدارية وتم تنفيذها عبر متخصصين وأساتذة من كليات الفنون الجميلة والتطبيقية والتربية الفنية ولذا لم تتواجد أعمال مقلدة بمحطات الخطين ولذا يجب على الحكومة عند تصميم أى عمل فنى لمشروع قومى أن تلجأ للمتخصصين مثلما فعلت الهيئة الهندسية واستعانت بأساتذة فى الكلية لتصميم ثلاثة تماثيل بالقرية الأوليمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة وعمل جدارية بها.
 
الاقتباس من الأعمال المصرية 
وأكد الدكتور عبدالعزيز أن مصر لديها فنانين معروفين مثل مصطفى حسين من أعظم فنانى الكاريكاتير والذى تأثر بأعماله فنانين كثيرون ولذا قلدوه  والنحات محمود مختار  وهذا النحات له أعمال فنية كثيرة وكثير من الفنانين تأثروا بأعماله وكذلك المعمارى الكبير حسن فتحى وهو معمارى فيلسوف ومنهجه يدرس فى 44 جامعة بالعالم وذلك يعنى أن مصر ليست فقيرة فنيا بالإضافة للفنان محمود سعيد وعبدالهادى الجزار وغيرهم من الفنانين التى تباع أعمالهم بملايين الدولارات، وتم الاقتباس من أعمالهم، ولكن لم يتم تقليدها كاملة لأن الفنان يحق له أن يقتبس الخطوط العريضة لأسلوب الفنان ولكن لا ينقل العمل الفنى بكل تفاصيله.
 
وأوضح الدكتور عبدالعزيز أن جهاز التنسيق الحضارى دائما ما يشرف على ترميم التماثيل ولذا يجب أن يتم تشكيل هيئة مثلها تضم فنانين تشكيليين وأعضاء النقابة لترشح الفنان المناسب لتصميم أى أعمال فنية بمشروعات قومية، كما أن هذه اللجنة ستكون مسؤلة أمام الحكومة إذا حدث أى خطأ بسبب هذا العمل الفنى، كما أنها ستشرف على كل أعمال الترميم لأى تماثيل ولا تتكرر مشكلة تمثال الفنان محمد عبدالوهاب الذى تم دهنه بـ"الدوكو" والذى دهنوه هم طلاب من إحدى المدارس الصناعية رغم أن الفنان الذى صمم التمثال هو طارق الكومى لا يزال حيا وترميم التمثال يحتاج لطرق معينة، لذا يجب التعامل مع الجهات المختصة لمنع تكرار هذه الأخطاء.