لإرضاء زوجته.. يعذب طفلته بوحشية ويُلقي بها في الشارع

الطفلة الضحية
الطفلة الضحية

كتب - أيمن عبد الهادي

لا يمكن لأي إنسان على وجه الارض أن يعتدى على طفلة بهذه الوحشية لدرجة تقطيع جسدها وحرقها، وذلك لأن الله قد خلق الإنسان وجعل في قلبه الرحمة، إلا أن البعض قد فقدها واختار أن يعيش بلا قلب أو بقلب ميت، مثل هذا الأب الذي تحول إلى وحش، وبمشاركة زوجته قاما بتقطيع وحرق جسد ابنته تعذيبًا، جريمة لا تزال حديث الناس بمدينة بورسعيد، وهذا ما جرى هناك بالكلمة والصورة.

زينب مجدي طفلة تبلغ من العمر 15 عامًا تعيش مع والدها وزوجته في محافظة بورسعيد، كانت الصغيرة تبحث دائمًا عن الاستقرار وتنظر دائمًا نحو مستقبلها مثل باقي الأطفال في عمرها، ظنت أن والدها سوف يكون لها العون والسند والحماية طوال الحياة.

تعرضت الطفلة زينب لاعتداء وحشي من والدها بمساعدة زوجته بصورة بشعة، وقام الأب وزوجته بإلقائها في الشارع، وكأنها لم تكن من دمه ولحمه ولا تحمل اسمه، في مشهد يروي حكاية أب جاحد وزوجة أب لا تعرف الرحمة والانسانية.

الحالة الصحية للطفلة زينب مجدي كانت تستدعي دخولها للمستشفى لتلقي العلاج، وبمجرد وصولها لقسم الطوارئ قرر الأطباء دخولها فورًا للقسم الداخلي؛ وتبين أنها تعاني من مشكلات كبيرة قد تؤدي إلى بتر قدميها نتيجة الإصابات، وبذل الأطباء كل الجهود من أجل إنقاذ حياتها، ولكن الجروح القطعية والحروق سوف تترك في جسدها أثرًا كبيرًا وتحتاج إلى وقت كبير للتعافي.

وحشية

الغرفة 103 بمستشفى السلام الدولي التابع للرعاية الصحية ومنظومة التأمين الصحي الشامل تشهد على حكاية أب جاحد وزوجة أب منزوعة الرحمة، هي الغرفة التي تقيم بها الطفلة التى تعرضت للحرق والضرب بهذه الصورة الوحشية، ويرفض والدها استلامها وزوجته، ويصران على رميها بالشارع، حتى أن الأب قال لإدارة المستشفى: «مش عاوزها»!

تلقت ناهد عبد الرازق مقررة لجنة حماية الطفل الفرعية بحي الشرق بـ محافظة بورسعيد، بلاغًا يفيد بتعرض طفلة تدعى زينب مجدي وتبلغ من العمر 15 عامًا إلى اعتداء وحشي من والدها وزوجته، مما تسبب في دخولها المستشفى لتلقي العلاج.

وتبين من خلال فحص ناهد عبد الرازق مقررة اللجنة الفرعية لحماية الطفل بحي الشرق للبلاغ؛ أن الاعتداء جاء نتيجة عدم رغبة الأب وزوجته، في أن تعيش معهما الفتاة،

حتى أنه طرد الطفلة التي تبلغ من العمر 15 عامًا في الشارع، ولم تجد من يرعاها، وذلك بعد اعتداء تسبب لها في حروق وجروح في أماكن متفرقة من الجسد.

وجرى إبلاغ المجلس القومي للأمومة والطفولة بالقاهرة بأن هناك طفلة ترقد في إحدى المستشفيات التابعة لمنظومة التأمين الصحي الشامل وهيئة الرعاية الصحية بـ محافظة بورسعيد، وتعاني من إصابات بالغة ومتفرقة في أنحاء جسدها، نتيجة اعتداء من والدها وزوجته، وذلك وسط رفض من الأب وزوجته لاستلامها.

أكدت ناهد عبد الرازق مقررة لجنة حماية الطفل بحي الشرق لـ «أخبار الحوادث» قائلة؛ إنه تم تحرير محضر رقم 6101 جنح الزهور، ويتم متابعة حالة الطفلة الصحية، واتخاذ الإجراءات القانونيه اللازمه لرفع الخطر عنها، وايجاد دار رعاية اجتماعية سليمة تقيم فيها الفتاة ومتابعتها، طبقا لقانون الطفل رقم 126 لسنة 2008.

وكشفت مسئولة لجنة الحماية الفرعية بحي الشرق ببورسعيد، أنه يجري انتظار قرار النيابة العامة لإيداع الطفلة إحدى دور الرعاية، لرفع الخطر عنها، وحتى تحصل من خلالها على الإقامة والعلاج النفسي والترفيه بالمجان، ولن يكون مطروحًا أن يتم تركها لوالدها وزوجته ليس لرفضهما فقط وانما لكون ذلك يمثل خطرًا شديدًا عليها.

جريمة أخرى للأب

ولم يتوقف جحود الأب عند ابنته زينب بل حاول التخلص من نجله وطرده من المنزل لأنه دافع عن شقيقته، ضربه الأب ضربًا مبرحًا واحدث إصابات بجسده نقل على إثرها لمستشفى الزهور المركزي وتلقي العلاج وغادر الابن المستشفى إلى الشارع، وذلك بعدما رفض والده أن يعيش معه وزوجته لأنه انحاز إلى شقيقته التي لا تزال تعاني من جروح وحروق بالجسد وكدمات شديدة بالوجه ولا تزال تتلقى العلاج داخل مستشفى السلام، وتنتظر قرار النيابة بايداعها إحدى دور الرعاية هروبًا من بطش والدها وزوجته.

النيابة تُحقق

أصدرت النيابة العامة بيانًا رسميًا عبر صفحتها على الفيس بوك أعلنت خلاله؛ التحقيق في واقعة تعدي أبٍ على طفلته ببورسعيد، وذلك بعد رصد وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام الواقعة، وأوضحت النيابة أنها تلقت بلاغًا في الخامس من سبتمبر الجاري من مطلقة المتهم بالتعدي على طفلته والتي يبلغ عمرها 15 عامًا، مما ادى إلى إحداث  إصابات بها فتولت النيابة العامة التحقيق، وانتقل فريق إلى المستشفى لسؤال الطفلة المجني عليها، فأقرت اتهام والدها بإحداث اصابتها لفرارها الدائم من مسكنه، وسألت النيابة العامة والدة المجني عليها، والتي أبدت رغبتها في التنازل عن الشكوى.

وباستجواب النيابة العامة للمتهم، أقر بالتعدي على ابنته ضربًا محدثًا ما بها من إصابات بدعوى تأديبها لسوء سلوكها وفرارها الدائم من المسكن، وعليه كلفت النيابة العامة الشرطة باجراء التحريات حول الواقعة، كما كلفت المجلس القومي للطفولة والأمومة بفحص البلاغ واعداد تقرير بالحالة، مع إبداء التوصيات الواجب اتخاذها بشأن الطفلة، فأوصى بإيداع الطفلة احدى دور الرعاية لحمايتها من الخطر ولتنشئتها بصورة سليمة.

واوضحت النيابة في البيان ايضًا؛ أنه بالتزامن مع الإجراءات رصدت وحدة الرصد والتحليل بمكتب النائب العام منشورًا لمختصة بالمجلس القومي للأمومة والطفولة والمسئولة عن فحص البلاغ المذكور تدعي فيه تعدي الأب المتهم على ابنه ضربًا محدثًا إصابات به على غرار تعديه على ابنته، كما ادعت في المنشور تلقيها تهديدات من المتهم بحرق سيارتها لإجبارها على التخلي عن متابعة الواقعة، وبسؤالها في التحقيقات نفت اتهامها للمتهم المذكور بأي اتهام، كما نفت تلقيها منه أي تهديدات مباشرة، وبررت ما ادعته على مواقع التواصل الاجتماعي بتخوفها من المتهم ومنعه من التعرض لها على نحو ما نما اليها من أقوال شقيقته، والنيابة العامة تتخذ إجراءات التحقيق في واقعة تعدي المتهم على ابنه، وجاري التصرف في الواقعتين.

وأهابت النيابة العامة بالكافة وخاصة أصحاب الوظائف العامة إلى عدم الترويج لوقائع غير حقيقة بمواقع التواصل الاجتماعي لما في ذلك من بالغ الضرر على المجتمع، وهو ما قد يشكل في حد ذاته جرائم جنائية معاقب عليها قانونًا.