خبير: استخدام المزارعين طرق بدائية للري أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج 

الأمين العام للمجلس العربي الافريقي للزراعة والتنمية المستدامة
الأمين العام للمجلس العربي الافريقي للزراعة والتنمية المستدامة

قال الدكتور خالد شعبان طرخان الأمين العام للمجلس العربي الأفريقي للزراعة والتنمية المستدامة، أن مصر تعاني كدولة قاحلة من إجهاد مائي بسبب قلة الموارد وزيادة عدد السكان وزيادة الطلب على المياه من دول حوض النيل، حيث تعتمد على نهر النيل الذى يوفر 95٪ من مواردها المائية. 

كما تضيف تأثيرات تغير المناخ غير المؤكدة على تدفق النيل تحدياً آخر لإدارة المياه في مصر إلى جانب ذلك ستؤدي درجة الحرارة المرتفعة المتوقعة إلى زيادة الطلب المحلي على المياه، وخاصة في القطاع الزراعي في الماضي كانت الموارد المائية في مصر كافية لتلبية الطلب الحالي والناشئ على المياه من قبل مختلف القطاعات. 

وأضاف الأمين العام للمجلس العربي الأفريقي للزراعة والتنمية المستدامة، لقد انتقلت مصر تدريجياً من حالة وفرة المياه إلى حالة ندرة المياه ومع ذلك تظل الزراعة العمود الفقري للاقتصاد المصري وأكبر مستهلك للمياه العذبة، حيث تستهلك أكثر من 80٪ من موارد المياه في مصر.

وتابع لاشك أن الدولة لديها خطط لاستخدام مواردها المائية المحدودة بكفاءة والتغلب على الفجوة بين العرض والطلب في الأراضي القديمة لوادي النيل والدلتا، إلا أنه لا يزال معظم المزارعين يستخدمون طرقاً بدائية للري والتسميد وممارسات مكافحة الحشائش الضارة والآفات الزراعية لافتاً إلى أن استخدام الأسمدة يدوياً يعطى كفاءة منخفضة، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف والمشاكل البيئية مثل تغدق وتملح التربة.

وقال الدكتور شعبان، إن ملوحة التربة والمياه تعتبر من أشد العوامل التي تحد من الإنتاج الزراعي المستدام ليس في مصر فقط بل فى العالم أجمع حيث يؤثر التملح بشكل متزايد على الأراضي الزراعية، مما يتسبب في خسارة كبيرة في الإنتاج وتدهور التربة؛ لذلك فإن فهم كيفية تحسين إنتاجية المحاصيل في البيئات المالحة أمر بالغ الأهمية لتحقيق الهدف الصعب المتمثل في تامين الامن القومي الغذائي ومستقبل الاجيال القادمه 

وأوضح الدكتور خالد شعبان طرخان، أن ملوحة التربة تنتج عن التراكم المفرط للأملاح وعادة ما تظهر على سطح التربة ويرتبط توزيع التربة المالحة ارتباطًا وثيقاً بالعوامل البيئية مثل الظروف المناخية والجيولوجية والجيوكيميائية والهيدرولوجية إن سوء إدارة التربة والمياه، وتسرب مياه البحر، واستخدام المياه قليلة الملوحة الصرف أو المياه المختلطة للري دون إدارة مناسبة وممارسات زراعية، أو استخدام المياه الجوفية المالحة كمصدر وحيد للري هي الأسباب الرئيسية في الوقت الحاضر لتملح الأراضى في مصر وإنخفاض معدل الإنتاج. 

وأشار إلى أن غالبية الأراضى المتأثرة بالملوحة في مصر تقع في الجزء الشمالي الأوسط من دلتا النيل وعلى جانبيها الشرقي والغربي وتشمل المناطق المتضررة الأخرى وادي النطرون والتل الكبير والواحات وأجزاء كثيرة من دلتا ووادي النيل ومحافظة الفيوم حوالي 0.9 مليون هكتار تعاني من مشاكل تملح المساحات المزروعة علاوة على ذلك، فإن 60٪ من الأراضي المزروعة في شمال الدلتا، و 20٪ من جنوب الدلتا ومصر الوسطى، و 25٪ من مناطق الصعيد كلها متأثرة بالملوحة لافتاً إلى أن ملوحة مياه الري تتسبب في تراكم الأملاح في منطقة الجذور، خاصة إذا كان الصرف الداخلي للتربة أو الرشح إما بسبب هطول الأمطار أو عن طريق نظام الري المستخدم، غير كافٍ ويمكن أن تتجنب الإدارة السليمة للري تراكم الأملاح من خلال توفير تصريف كافٍ لترشيح الأملاح المضافة من طبقات منطقة جذر التربة المتأثرة ويمكن أيضاً معالجة مشكلة تملح التربة بزراعة نباتات تحمل المستويات العالية من ملوحة التربة.

من المؤكد علمياً أن المياه قليلة الملوحة يمكن أن تزدهر فيها بعض المحاصيل والأصناف أكثر تحملاً للملوحة من غيرهاعلى سبيل المثال ، يتم تصنيف الشعير والقطن وعشب البرمودا متحملة للملوحة ويصنف القمح والشوفان والذرة الرفيعة وفول الصويا على أنها متوسطة التحمل للملوحة أما الذرة والبرسيم والعديد من الخضروات حساسة بدرجة متوسطة للملح وبعض المحاصيل التي تتحمل الملح نسبياً مثل الشعير والبنجر السكري تكون أكثر حساسية للملح في مراحل النمو المختلفة وخاصة مراحل النمو المبكرة مقارنة بمراحل نموها المتأخرة. 

كما يعد صنف قمح إسماعيلية 1، المتحمل للملوحة والجفاف والمقاوم للإصابة بالأصداء والذي ابتكره الدكتور عبد الرحيم النجار أستاذ الوراثة بجامعة قناة السويس بارقة أمل وطفرة كبيرة على طريق تحقيق الأمن الغذائى المصرى بإستخدام الموارد المائية والأرضية الهامشية وغير المستغلة فى مصر، مما يستوجب إخضاعها إلى التقييم العلمى والعملى تحت الظروف البيئية المختلفة.

 

اقرا ايضا : خبير: إزالة التعديات على المسطحات المائية ساهم في زيادة الإنتاج السمكي