ذكرى وفاة صلاح السقا.. ترك المحاماة من أجل العرائس

المخرج صلاح السقا وابنه الفنان أحمد السقا
المخرج صلاح السقا وابنه الفنان أحمد السقا

تحل اليوم ذكرى وفاة المخرج صلاح السقا، الذي رحل عن عالمنا يوم 25 سبتمبر عام 2010، تاركاً أعمال فنية قوية علقت في أذهان الجمهور.

"الليلة الكبيرة يا عمي والعالم كتيرة ماليين الشوادر يابا من الريف والبنادر".. هل تتذكر تلك الكلمات الستينية؟.. بكل بساطة لا تزال موجودة في أذهان الأجيال المختلفة.

 
يعد صلاح السقا، أبرز مخرجي العرائس، وله إسهامات كثيرة في مجال المسرح كان أبرزها أوبريت "الليلة الكبيرة"، تعتبر من الأعمال الخالدة التي قدمها من تأليف وأشعار الراحل صلاح جاهين وألحان سيد مكاوي، الذي وظف بها عشرات الأصوات المصرية، وظل هذا الأوبريت علامة بارزة في التاريخ الفن العربي حتى الآن، ولقب بـ"الأب الروحي لفناني العرائس في العالم".

 

 

صلاح السقا هو والد الفنان أحمد السقا، الذي يعد أهم العوامل التي ساهمت في نجاح ابنه، حيث تربى منذ صغره على حب الفن الذي عشقه من والده، ودائما ما كان يتحدث عن والده وصفاته الطيبة التي زرعها به قائلا: "والدي زرع بي الطيبة والجدعنة وحب الغير، وكان كريما جدا لدرجة أن والدته كانت دائما تشتكي من تبذير زوجها وتقول له: "استثمر فلوسك وما تصرفش كل قرش معاك" وكان يرد عليها ويقول "أنا استثماري الحقيقي في أولادي".

 

 

حصل صلاح على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس، وعمل بالمحاماة ولكنه لم يستمر فيها أكثر من عام، والتحق بعد ذلك بدورة تدريبية لتعليم فن العرائس على يد الخبير "سيرجي أورازوف"، تخطى حدود دولته وصار أبا لصغار وكبار العرب، من خلال إسهامه في إنشاء مسارح العرائس ببعض الدول العربية الأخرى، مثل سوريا، والكويت، وتونس، والعراق، وغيرها.

 

تقلد السقا العديد من المناصب الإدارية في المسرح كانت بدايتها، عندما حضر له الرئيس جمال عبدالناصر عرضا مسرحيا عام 1960 وأبدى إعجابه به بشدة فقرر إنشاء مسرح للعرائس يكون السقا مديرا له، وبعد ذلك تولى رئاسة البيت الفني للمسرح، وتولى رئاسة المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، بجانب إشرافه على مسرح العرائس حتى عام 1992 وكان وكيل أول وزارة الثقافة وعضوا بالهيئة العالمية لفنون ومسارح العرائس UNIMA.

 

 

نال "السقا" العديد من الجوائز والتكريمات من بينها الجائزة العالمية الثانية من بوخارست في بداياته الفنية وفي 1973 حصل على الجائزة الأولى ببرلين، بالإضافة إلى شهادة تقدير من الولايات المتحدة الأمريكية، ومنحه عمدة بلدة مستل باخ بالنمسا وساما خاصا بمناسبة عرض الليلة الكبيرة عام 1989، وكانت النمسا كرمته من قبل عام 1980، وحصل على الدرع المميز من مهرجان جرش الأردن، بالإضافة إلى الميدالية الذهبية لمهرجان دول البحر المتوسط بإيطاليا، كما كرمه المهرجان القومى للمسرح.