له من اسمه نصيب

الراحل حسين نجاح زكى
الراحل حسين نجاح زكى

■ عبد السميع الدردير

كان أكثر ما يؤلمنى هو أن أرى نظرات الفقد فى عيون الكبار ..

سؤال شغلنى كثيرا، كيف يشعر من فقد أخاه أو أخته أو صاحبته أو أحدا من بنيه أو صديقا أو زميلا وجزءا من ذكرياته دفن تحت التراب..

فما الحياة إلا علاقات مع البشر والحجر ..

هكذا تمضى أيامنا.. كلما فقدنا إنسانا أو مكانا، اندثرت أجمل أوقات عمرنا..

وهكذا تتهاوى أرواحنا بين ماض نشتاق إليه، وحاضر نعيشه فى كبد ومستقبل يبنى على أطلالهما.. ظل السؤال بلا إجابة.. حتى تجرعت مرارات الفقد ..

وها أنا اليوم تنتابنى غصة فى القلب بكأس علقم جديد أتذوقه لا إراديا ..

ورقة أوجعنى دبلانها، ثم فرحت بخضارها مجددا حتى فوجعت بنبأ سقوطها.. كان لزميلى حسين نجاح من اسمه نصيب.. لا يستطيع أحد أن ينكر تميزه..

لم يكن أبدا ملتفتا..

لم يشغله شيئا سوى أن يرتقى بنفسه ويتعلم كل ما هو جديد فى صناعة الصحافة والإعلام.. بفضل سعيه الدائم، التحق ببعثات زمالة فى ألمانيا والولايات المتحدة..

ولم يمنعه مرضه من العمل فى مؤسسات مرموقة مختلفة لضمان مستقبل أفضل لأسرته الصغيرة..

التحق بالعمل فى صحيفة الرؤية الإماراتية واستطاع آن ذاك أن يتغلب على مرضه فى جولته الأولى.. ثم التحق بمكتب هيئة الإذاعة البريطانية بالقاهرة قبل أن يداهمه المرض مجددا..

جمعتنا أيام وليال مليئة بحكايات ومواقف.. ستبقى حتى حين مجروحة بفقده..

وقتما علمت بمرضه قبل أكثر من عامين، وجدت هاتفى يدق على رقمه..

حينها، كانت نتائج تحاليله يكسوها السهم الأحمر، ما اضطره أن يترك عمله فى الخليج ليتابع مع أحد كبار الأطباء هنا فى مصر..

بدأ يتحسن على جرعات العلاج، وحمدنا الله على استعادته صحته..

كنا نخشى أن نواصل الإتصال حتى لا ينعكس انشغالنا على حالته سلبا على نفسيته ..

يكفى أن يطمئننا عليه أحد الزملاء..

توقفنا عن السؤال بعدما تهيأ لنا شفاؤه التام ليباغتنا نبأ الرحيل ..

رحيل فى هدوء يشبه حياته الأنيقة البعيدة عن مسببات التوتر والقلق.. جعل الله مرضه فى ميزان حسناته..

وأسأل الله العظيم أن يرحمه رحمة واسعة ويتغمده بواسع عفوه ورضوانه.. سلام عليك وسلام منا معك لزملائنا الذين سبقونا حتى نلقاكم ..

إنا لله وإنا إليه راجعون.