حكايات| جبروت "تيلي كليمك".. قتلت أزواجها الأربعة وأرعبت مدينة بأكملها

ارشيفيه
ارشيفيه

إحذر الاقتراب منها حتى وإن رأيتها صدفة في الشارع، حاول الابتعاد عن عينيها التي تشبه الصقر في قوة اختياره لفريسته القادمة، فبمجرد اقترابك منها يعني أن موعد موتك قد تم كتابته بقلم من الرصاص في دفتر ضحاياها يتحول إلى حبر لا يمسح إذا رأتك في رؤياها التي لم تتجلى يوما.

 

فهي لم تكذب عليك اذا أخبرتك موعد موتك باليوم والساعة فقدرتها على كشف المستقبل لم ينافسها فيها أحد، لذلك استعد لموتك القريب، ولكن إذا أردت الهروب من قدرك ليس عليك سوى اعتماد حل واحد.. اختفي من حفلات طعامها المميزة أو الزواج منها، فالموت هو الضيف الدائم فيها والزرنيخ هو عنصر تنفيذ أحلامها فاهلا بك في عالم أحلام "تيلي كليمك" القاتلة. 

 

طفولة تيلي كليمك

 

في 22 أكتوبر من عام 1877 شهدت بولندا ولادة أحد أخطر القتلة الذين أشاعوا الرعب والخوف في شيكاغو " تيلي جبوريك" تلك الطفلة التي شبهت في ملامحها ملاك الطفولة البريئة ولكنها حملت في داخلها ذئب بشري احتاج دائما لدماء الضحايا التي اختارتهم بعناية لسد جوعه.

 

وكونها الإبنة البكر لـ ميكالينا وميشال جبوريك وسط أسرة تضم 7 اشقاء آخرين فهي من استحوذت على اهتمام الجميع في وسط العائلة ببولندا حتى أن أتمت تيلي عامها الرابع وهاجرت العائلة إلى امريكا ليستقروا في قسم بولندا الصغيرة في شيكاغو مدينة إلينوي لتبدأ معها قصة قاتلة شيكاغو صاحبة تنبؤات الموت الشهيرة.

 

بداية القتل

 

اشتهرت تيلي وسط جيرانها بموهبتها الخارقة في استشراف المستقبل ولكن ليس كل المستقبل فتخصصت قدراتها على تمييز التواريخ الدقيقة لوفاة ازواجها الأربعة وكذلك بعض الجيران في المبنى الذي تعيش فيه لتعلن للجميع أن موعد النهاية جاء لها في المنام وأنها مكلفة بتحذير من عليه دور الموت ووسط عدم تصديق الجميع وسخرية البعض منها إلا أنها لم تخطىء يوما كونها في الواقع كانت فقط تخطط لقتلهم وفقا لموقع "مردربيد".

 

بدأت تيلي جبوريك تعداد ضحاياها مؤخرا في سن الـ 49 عندما تنبأت بموت زوجها الاول " جون ميتكيويتز" ففي وسط حفلات الموت التي كانت تقوم بتنظيمها لجمع الجيران والعائلة لاختيار ضحاياها بحضور ضيفها المميز الزرنيخ وسط الحلوى الفريدة الخاصة بها حذرت تيلي الجميع أنها رأت في المنام أن زوجها ضعيف وأنها عثرت على جثته في شهر يناير من عام 1914.

 

وفي يناير من عام 1914 مرض "جون" مرض شديد في اليوم المحدد وبنهاية اليوم توفي الزوج الأول لـ " تيلي" وذكرت شهادة الوفاة أن السبب مشكلة في القلب لتحصل تيلي على قيمة بوليصة تأمين "جون" على حياته التي بلغت 1000 دولار ومع صدق رؤيتها اعترف الجميع في ذهول بقدرات تيلي وأحلامها لتأتي الحقيقة الثانية مع وفاة زوجها الثاني.

 

الضحية الثانية

 

لم يستمر حزن تيلي طويلا على زوجها الأول فبعد شهرين من وفاته اختارت تيلي ضحيتها الثانية أو زوجها الثاني "جوزيف روسكوفسكي" ذلك العامل الذي دخل سريعا إلى احلام تيلي ورغم سخريته منها ومن احلامها أعلنت تيلي عن موعد نهايته لجيرانها وأصدقائها.

 

 وسريعا أثبتت صدق نبؤتها بحضور جنازته متظاهرة بسوء حظها ورافضة لعنة أحلامها المشؤومة مع سعادة لحصولها على قيمة بوليصة تأمين جوزيف الـ 2000 دولار.

 

الزوج الثالث

 

لم تهتم تيلي بشهرتها المشؤومة ولن ترفض تكرار تجربة الزواج لتختار زوجها الثالث "فرانك كوبشيك" وتتم أولى خطوات مخططها بزواجها من فرانك في مارس من عام 1919 لينضم إلى قائمة الاحلام القاتلة.

 

 فلم يكن يدرك أن زواجه هو بمثابة وضع مسماره الأخير في نعشه الذي اشترته تيلي سريعا واحتفظت به طويلا لحين تأكدها أن بوليصة تأمينه على الحياة تمنحها استحقاقات المستفيد الوحيد قبل أن تقدم له شوربة الخضار الخاصة به بالزرنيخ.

 

لتعلن عن رؤيتها الثالثة بوفاة زوجها قريبا حتى أنها بدأت في حياكة قبعة الحداد الخاصة بها وهي جالسة بجانب سريره مؤكده له أنه لم يبقى له الكثير من الوقت حتى ارتدت القبعة اخيرا في جنازته في أبريل من عام 1921 مع شهادة وفاة سببها التهاب رئوي ومع إثبات صحة تنبؤاتها الثالثة اكتسبت تيلي شهرة محلية لدرجة أن مجرد مقابلتها صدفة كان رعب لتحديد موعد الموت.

 

كشف ضحاياها 

 

ومع كل ما مرت به تيلي لم تتوقف عن الزواج ولم يتوقف الرجال عن طلب يدها لتكون الضحية الرابعة هو زوجها الأخير "جوزيف كليميك" الذي تمسك بزواجها في يوليو 1921 رغم رفض عائلته التي حذرته أن هذا الزواج تعني تحضير نعشه.

 

ورغم التحذيرات والسمعة التي اشتهرت بها " تيلي كليمك" إلا أن جوزيف أصر على الزواج منها ليكون السبب وراء كشف ضحاياها فلم يمر سوى عدة أشهر حتى بدأ المرض يظهر عليه والضعف تملك منه لتصر عائلته على نقله سريعا إلى المشفى في وقت هو الأفضل.

 

تمكن الأطباء من إنقاذ حياته رغم تعرضه لكثير من الضرر فبسبب الإدخال السري للزرنيخ في طعامه على مدى فترة طويلة أصيب جوزيف بالشلل لتبلغ المستشفى قسم الشرطة لتكون زوجته تيلي هي أول المشتبه به.

 

وفي تحرك سريع تم استخراج جثث أزواجها الآخرين وتبين أنها تحتوي على جرعات قاتلة من الزرنيخ على الرغم من أن التربة المحيطة بهم كانت نظيفة وبعد إلقاء القبض عليها تبين أن العديد من أقاربها وجيرانها قد لقوا حتفهم بنفس الطريقة.

 

الأعداد الحقيقية لضحايا تيلي

 

فلم يكن ضحايا تيلي هم ازواجها الأربعة فقط ولكن ضمت ضحاياها العديد من الجيران والاقارب الذين تشاجروا معها وبعدها توفوا بمرض خطير بعد أن تناولوا من الحلوى الخاصة بها في حفلاتها المسمومة.

 

حتى الحيوانات لم تسلم من شرها فمات كلب أزعجها بسبب التسمم بالزرنيخ لتمتد القائمة إلى 22 ضحية ورغم هذا العدد الضخم من الضحايا إلا أنها لم يتم إدانتها في مارس من عام 1923 سوى بقتل زوجها الثالث فرانك ليتم الحكم عليها بالسجن المؤبد في أقسى عقوبة حصلت عليها امرأة في مقاطعة كوك.


 

ورغم ترديدها أن العالم السفلي تحدى البشر لإرسالها إلى الموت وأنها لن يتم معاقبتها على جرائمها إلا أن نبؤتها هذه المرة لم تتحقق حيث قضت تيلي سنواتها الباقية في سجن ولاية إلينوي في جولييت حتى توفيت في نوفمبر من عام 1936 خلف قضبان السجن التي أقسمت على عدم دخوله وفقا لموقع "روميدين".