عشية الانتخابات التشريعية..اليمين المتطرّف الايطالي يأمل بنصر تاريخي

اليمين المتطرّف الإيطالي
اليمين المتطرّف الإيطالي

قبل ساعات من إنطلاق الإنتخابات التشريعية الإيطالية يأمل اليمين المتطرّف الإيطالي بأن يحقق نصرًا تاريخيًا في الإنتخابات المقرر إنعقادها 25 من سبتمبر الجاري  ،والتي قد تخلص إلى أن تصبح جورجيا ميلوني أول امرأة تتولى رئاسة حكومة يمينية متشددة غير مسبوقة في البلاد.


قبل الصمت الانتخابي الذي بدأ أمس الجمعة عند العاشرة مساءً بتوقيت جرينتش ويستمرّ حتى إغلاق صناديق الاقتراع غدا الأحد ،بذل قادة الأحزاب السياسية الرئيسية كلّ ما بوسعهم  في آخر محاولات لاستقطاب مقترعين خلال تجمّعاتهم الانتخابية الأخيرة.

إقرأ أيضا|«اليمين» يستعد لتولى السلطة فى إيطاليا

في نابولي (جنوب)، أمس قالت جورجيا ميلوني زعيمة حزب "أخوة إيطاليا" (فراتيلي ديتاليا) ذو الجذور الفاشية والحاصل على نحو 25% من نوايا التصويت بحسب آخر الاستطلاعات، "أنا وطنية!"، مضيفة "نريد ايطاليا قوية وجدية ومحترَمة على الساحة الدولية".
 

وتدعو ميلوني إلى إعادة التفاوض بشأن خطة الإنعاش الإيطالية بعد الجائحة والتي خصّص الاتحاد الأوروبي نحو 200 مليار يورو لتمويلها لمراعاة الارتفاع في تكاليف الطاقة في أعقاب الحرب في أوكرانيا ،وتعتبر ميلوني أن، في حال فوزها، "ستنتهي الحفلة بالنسبة لأوروبا" وستبدأ ايطاليا "بالدفاع عن مصالحها الوطنية كما يفعل الآخرون".

 

ووعد ائتلاف اليمين واليمن المتطرّف أن يفي بالتزاماته الأوروبية، وتراجعت ميلوني بشكل رسمي عن مشروعها بإخراج ايطاليا من منطقة اليورو، لكن تبقى المخاوف قائمة خصوصًا مع إعادة تأكيد دعمها للنظام المجري بقيادة القومي المتطرّف فيكتور أوربان.

 

بينما طالب أمس اجمعة زعيم حزب "الرابطة" المناهض للهجرة ماتيو سالفيني "باعتذارات أو باستقالة" رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بعدما هدّدت الخميس في الولايات المتحدة بعقوبات على ايطاليا في حال انتهكت المبادئ الديموقراطية للاتحاد الأوروبي.

 

ويضغط ماتيو سالفيني من جهته باتّجاه تخفيف العقوبات المفروضة على موسكو معتبرًا إياها غير فعّالة وذات نتائج عكسية، لكنه يرى أيضًا أن الغزو الروسي لأوكرانيا "غير مبرّر" ،أمّا جورجيا ميلوني، فاتخذت مواقف واضحة بشأن دعم أوكرانيا والعقوبات على موسكو وتزويد كييف بأسلحة.

 

وترجّح الاستطلاعات التي نُشرت لتوقّع نسب الفوز في الانتخابات التشريعية حصول "أخوة ايطاليا" على ما يتراوح بين 24 و25% من نوايا التصويت، مقابل بين 21 و23% من نوايا التصويت للحزب الديموقراطي، وبين 13 و15% لـ"حركة 5 نجوم" الشعبوية و12% لحزب "الرابطة" و8% لـ"فورتسا ايطاليا".

 

وقد يحصل ائتلاف اليمين واليمين المتطرّف على 45إلى 55% من المقاعد في البرلمان  ،وقد يتجاوز الامتناع عن التصويت 30% في هذه الانتخابات، وفقًا للمحللين، وهو رقم مرتفع لإيطاليا.

 

ومن جانبه يتابع الاتحاد الأوروبي الانتخابات التشريعية الايطالية عن كثب، خصوصًا في ظلّ التعاطي الحساس مع العقوبات المفروضة على موسكو، مع احتمال ولادة خلافات بين المفوضية الأوروبية والحكومة إذا كانت محافظة.

 

وأثار سيلفيو برلوسكوني الشريك الثالث في الائتلاف اليميني جدلاً عندما قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمّ "دفعه" من قبل شعبه لغزو أوكرانيا. عاد الجمعة لتأكيد "ولائه المطلق" لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

 

وحين كان برلوسكوني رئيسًا للحكومة الايطالية، كان يعامل بوتين كصديق لدرجة أنه استضافه في قصره في سردينيا وذهب معه إلى شبه جزيرة القرم بعدما ضمّتها موسكو في العام 2014.