«سيناء هبة البيئة».. أمسية بشرم الشيخ بمناسبة يوم السياحة العالمي

شرم الشيخ
شرم الشيخ

ينظم حزب حماة وطن بجنوب سيناء وتحت رعاية الدكتور وليد الهوارى أمين الحزب  بشرم الشيخ أمسية ثقافية بعنوان "سيناء هبة البيئة السينائية" مساء الثلاثاء 27 سبتمبر الجارى بنادى شرم الشيخ الرياضى الاجتماعى يحاضر بها خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار ورئيس لجنة الثقافة والآثار بالحزب بجنوب سيناء.

يأتي ذلك فى إطار احتفال مصر بيوم السياحة العالمى التى تحتفل به منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة كاحتفالات دولية يوم 27 سبتمبر من كل عام  وفى إطار استعددادات شرم الشيخ المدينة الخضراء لاستقبال أكبر مؤتمر عالمى "كوب-27" نوفمبر القادم.

اقرأ أيضًا.. يوم السياحة العالمي الأبرز.. فعاليات سياحية في شهر سبتمبر

وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان بأن المحاضرة ستؤكد فى البداية قيمة سيناء كأرض مباركة من خلال تفسير الدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية للآية 1 من سورة الإسراء «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ» بأن بركة القدس هنا بركة مكان.

 

والآية 8 من سورة النمل «فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِىَ أَنۢ بُورِكَ مَن فِى ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا» هى بركة أشخاص ممثلة فى نبى الله موسى ويقدم الدكتور ريحان رؤية إضافية بأن البركة فى الآية السابقة لا تقتصر على بركة أشخاص فقط بل هى بركة مكان وإنسان حيث أن الوادى المقدس كله مبارك كما جاء فى الآية الكريمة رقم 12 من سورة طه .

 

"إِنِّىٓ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى" وبالتالى فإن سيناء وأهلها وكل من يعيش عليها وكل من يزروها تنعكس عليه هذه البركة  .

 

ويؤكد الدكتور ريحان أن سيناء هبة البيئة السيناوية  حيث أن مكنوناتها الحضارية نبعت من رحم البيئة السيناوية وقد جسّدت آثار سيناء التفاعل بين الإنسان والبيئة وتطويعها لصالحه من خلال عرض مقومات السياحة البيئية فى طابا ونويبع وشرم الشيخ ودهب التى تشير إلى تفاعل الإنسان السيناوى الأول مع بيئته  منذ عصور ما قبل التاريخ حين بدأ فى بناء مساكنه ومقابره التى تمتلأ بها مناطق جنوب سيناء مابين سانت كاترين ودهب ونويبع من مبانى عبارة عن دوائر من الأحجار الزلطية الكبيرة والمنطقة حولها مفروشة بهذه الصخور ذات البلاطات العريضة ثم تطورت إلى مبانى بينها مساحة متسعة أكثر ارتفاعًا واتساعًا من الدوائر السابقة ويطلق عليها النواميس وهى مرحلة بداية تكوين القبيلة حيث كانوا يعيشون فى مجموعات على هيئة دوائر ووسطهم أماكن الحيوانات.

 

وفى عصر مصر القديمة استغل المصريون القدماء ما تتميز به البيئة السيناوية وهو الفيروز ومنها جاءت تسميتها بأرض الفيروز وأرسلوا البعثات لتعدين الفيروز والنحاس بسيناء منذ عهد الدولة القديمة وعدّنوا الفيروز فى سرابيط الخادم والنحاس فى وادى النصب الغربى 

وفى عصر الأنباط بسيناء الذى يمتد من القرن الأول قبل الميلاد إلى عام 106م نهاية دولتهم رسميًا رغم استمراهم كتجار فى العصر الرومانى وحتى العصر الإسلامى وهناك قبيلة من أحفادهم بسيناء وهى قبيلة الحويطات استغل الأنباط البيئية السيناوية فى إبداع أعظم نظم الرى للاستفادة من مياه الأمطار والسيول وتحويلها من قوة مدمرة إلى مصدر للمياه العذبة كما استغلوا نحاس سيناء فى وادى النصب وقاموا بتعدينه

وينوه الدكتور ريحان إلى الفترة المسيحية التى ازدهرت من القرن الرابع إلى القرن السادس الميلادى حيث لجأ الرهبان إلى سيناء هروبًا بالدين الجديد وعشقًا لحياة الصحراء والبيئة السيناوية وأنشأوا الصوامع المنفصلة التى تطورت حتى وصلت إلى الأديرة المتكاملة وسكنوا الوادى المقدس "منطقة سانت كاترين حاليًا" واستفادوا من الجبال الجرانيتية والجبال من الحجر الرملى الأحمر بوادى فيران 60كم شمال غرب دير سانت كاترين وأنشاوا أول أبرشية لهم هناك منذ القرن الرابع الميلادى، واستفادوا من الجبال الجرانيتية فى بناء أشهر أديرة العالم وهو دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى والذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد العثور على رفات القديسة كاترين على أحد الجبال الذى حمل اسمها وهو أعلى جبال سيناء 2246م فوق مستوى سطح البحر 

وفى العصر الإسلامى استغل الإنسان بسيناء مواد البناء المتوفرة لصالحه حيث أدخلت فى المبانى الساحلية نوع من الأحجار المرجانية التى تقاوم الأملاح بشكل كبير وهى أقوى من الجرانيت واتضح ذلك فى مبانى حصن رأس راية بطور سيناء ومبانى كاملة بتل الكيلانى من الأحجار المرجانية وفى النقطة العسكرية المتقدمة بنويبع أقدم مركز بوليس فى سيناء خاصة ومصر عامة يعود إلى عام 1893م كما أنشأوا السدود لحجز مياه الأمطار واستغلوا التلال والجزر لإنشاء قلاع محصّنة شديدة الانحدار أو محاطة بالمياه فيصعب اقتحامها.