عاجل

إعلام «الإرهابية» يبحث عن وطن.. المطرودون من الأرض

 إعلام جماعة الإخوان الإرهابية
إعلام جماعة الإخوان الإرهابية

أشرف رمضان

مطرودون من الأرض، لا مأوى ولا صوت، ينبحون ليل نهار، منافقون لا يستحون، خانوا أوطانهم، تلاعبوا بالدين لمقاصد سياسية وأهداف تخريبية، أغرقوا البلاد والعباد في بحور الدماء والتطاحن، نشروا الفتن عبر إعلام مضلل كاذب، يختلق الشائعات ويروج لها، لكن أغلب الدول العربية والغربية أدركت مبكرًا خطورة إعلام جماعة الإخوان الإرهابية، مُوجهةً ضربات موجعة له بالتزامن مع تضييق الخناق على نشاط الجماعة المتطرف في هذه الدول.

ظنّت "الإرهابية" أن إعلامييها في مَأْمن بالخارج، لكن سرعان ما بدأت هذه الدول بمحاصرتها، بل هناك دول أمرتهم بمغادرة أراضيها، منها تركيا التى كانت الدولة الحاضنة والراعية لهم، اتخذت إجراءات رسمية استهدفت إعلاميي الإخوان وقنواتهم الفضائية. 

"السعودية"

سبق وصنّفت المملكة العربية السعودية "الإخوان" جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، مؤكدة أن جماعة الإخوان تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي الدين، وأن منهج الجماعة قائم على الخروج على الدولة، مشددة على أنها جماعة منحرفة، قائمة على إثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد.

من هذا المنطلق، يعي الشعب السعودي خطورة الجماعة وإعلامها التخريبي، الذي لا تأثير له في الداخل السعودي، وفق تأكيد المحلل السياسي السعودي أحمد الكاموخ، ويقول: “يوم بعد يوم ينكشف الغطاء عن هذه الجماعة الإرهابية التي ولدت كسرطان خبيث ينهش في جسد الأمة كلها، ومرض عضال لا حلّ له سوى بتر هذا العضو عن باقي الجسد”.

يضيف: “مع الأسف، في السابق انساق كثيرون وراء الحملة الإعلامية الممولة لجماعة الإخوان الإرهابية التي لا علاقة لها بالدين أو العقيدة الإسلامية السمحة، فأخذت قنواتهم وأقلامهم المسمومة تدس السم في العسل، وتستقطب كثير من الجهلاء وأصحاب المصالح لدعم أفكارها، وتحقيق أهدافها وأهمها زعزعة الاستقرار ونشر الإرهاب وفرض سياسة الأمر الواقع والصوت الأوحد للجماعة على البقية”.

الكاموخ يستطرد قائلاً: “بالعودة إلى العامين المنصرمين، شاهدنا الدعاية الإعلامية الإخوانية تتراجع بشكل كبير للغاية، ويرجع هذا الأمر إلى عديد من الأمور الأساسية، أبرزها انكشاف حقيقتهم التي كانت تتستر خلف قناع الدين، مخفيةً وجهاً قبيحاً للغاية، بالإضافة إلى محاربة فكرهم الضال من قبل الحكومات التي تسعى إلى المحافظة على استقرار شعوبها، ناهيك عن الفضائح المتتابعة لهم والتسريبات، التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الجماعة في طوّر الاحتضار الفكري، وفقدانهم للحاضنة الشعبية التي كانوا يتشدّقون بها”.

يتابع: «لكن هذا لا يعني أن نفرح بنتائج هزيمتهم، حيث إنهم يجيدون المكر والخداع، ورمي خيط الاستقطاب لجيل الشباب القادم، ولكن بتغيير الطعم هذه المرّة، فتجدهم يبتعدون كثيراً عن الحديث في أمور الدين، ويتطرقون إلى مجالات أخرى كالرياضة والاقتصاد والسياسة والفن إن لزم الأمر، ويخاطبون العقول بطريقة بها مكر، فتجدهم يُجرّحون في فكرة كانوا يروّجون لها، ويطرحون الخطة البديلة لإنجاحها، ويبذلون كل شيء لتمرير الأفكار المستقبلية، وهذا إن دلّ فإنما يدلّ على أمرين نقيضين لا يجتمعان إلا من خلال هذه الزمرة الإرهابية، تتمثل في انتشار متهالك لهذه الجماعة في الدول التي ترى من خلالهم بأن استقطاب رموزهم الفكرية والسياسية والإعلامية ستساهم في إسقاط الدول التي تربطها علاقات حسّاسة معها، بالإضافة إلى رميهم لكافة الأوراق التي كانوا يحتفظون بها لهذه الأيام الصعيبة التي يمرّون بها حالياً».

المحلل السياسي السعودي، يشدد على أن عامل الوقت وتسليط الأضواء عليهم في كل مناسبة سيعجّل باندثار هذه الجماعة، قائلاً: «هذه الجماعة الإرهابية لا يهمها سوى “الميمات الثلاث.. المرشد، المال، الموت”».

"تونس"

لا يخفى على أحد تصدى تونس لأفكار الجماعة الإرهابية وإعلامها، ويؤكد محسن النابتي الناطق الرسمي للتيار الشعبي بتونس، أن إعلام الإخوان،  “إعلام قذر من حيث المضمون والتمويل والأهداف”.

يضيف: “ماكينة الإخوان الإعلامية تستعمل كل الوسائط وأخطرها الحرب الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث الشائعات والتكفير والفتنة ونشر كل ما من شأنه إثارة الفتنة والتفكك الاجتماعي للمجتمعات العربية من صراعات دينية وطائفية، وهتك أعراض وتدمير ممنهج لكل القيم الوطنية والإنسانية”.

يمضى قائلاً: “هذا الإعلام كان فعالًا ومدمرًا في 2011 و2012 حتى 2015، إذ تحول الإخوان إلى جيش متكامل في حرب الجيل الرابع التي شُنت على الوطن العربي، وتوزع مليشيات عسكرية ومليشيات دعوية وتعبوية، وكانت الأخطر مليشيات إعلامية دمرت المنطقة وأغرقتها في الدم خدمة للصهيونية العالمية، ومشروع الشرق الأوسط الجديد”.

بمرور الوقت ونتيجة لحجم المأساة التي تسببوا فيها، وكذلك مقاومة وصمود قوى وطنية كثيرة في الوطن العربي وصمود دول وجيوش وطنية بدأت موجة إعلام الإخوان في الانكسار وتأثيرها في الانحسار نتيجة وعي الناس ونتيجة تقلص تدفق المال القذر عليهم وتخلي كثير من مشغليهم عنهم، الحديث للناطق الرسمي للتيار الشعبي بتونس.

النابتي يحذر من خطورة تنظيم الإخوان، قائلاً: “هذا تنظيم وظيفي مثل (بلاك وتر)، لكن بمقومات أخطر خاصة المقوم الأيدولوجي، ومتى احتاجوا له سينفخون فيه مجددا، لذلك المطلوب عربيا، سياسة موحدة أمنيًا وفكريًا وثقافيًا وتعليميًا لمواجهة هذا الإرهاب، كما واجهت أوروبا النازية والفاشية بعد الحرب العالمية، فكلها حركات لها نفس الأسلوب والأهداف والأخطر أن الإخوان تنظيم وكيل”.

"ليبيا"

فشل الإعلام الإخواني في بث سموم الجماعة الإرهابية داخل المجتمع الليبي، وفق تأكيد السياسي الليبي رضوان الفيتوري، مضيفًا: “لا يخفى على أحد أن إعلام الإخوان متمكن من تزييف الحقائق، وتشويه الصورة، لكن قد يكون في فترة من الفترات السابقة مؤثرًا على الرأي العام، لكن الآن الشعوب في البلاد العربية عامة، وليبيا خاصةً أصبحت محصنة ضد هذه الافتراءات والأكاذيب الإخوانية، الإخوان المتأسلمون لا دين لهم ولا ولاء، لذلك أمرهم صار مكشوفًا للجميع، ومن هنا أصبحوا مرفوضين تمامًا، لدى الدول بشكل رسمى ورجل الشارع البسيط”.

يتابع: “سقطت ورقة التوت عن التنظيم الإرهابي الذي لا يؤمن بالوطن، ويرى حب الوطن نوع من عبادة الأوثان، هذا التنظيم لا يؤمن بالآخر، مبدأهم (إنْ لمْ تكن معنا فأنت عدونا)”.

"السودان"

انتفض الشعب السوداني ضد تنظيم الإخوان الإرهابي وإعلامه الكاذب، ويؤكد السياسي السوداني أدونيس حنظلة، أن إعلام الإخوان كان في السابق يتمتع بشعبية كبيرة داخل السودان، لكن الآن فقدّ تأثيره، بعدما انكشفت نواياه، مؤكدًا أنه خسر كثيرًا من قواعده ونفوذه.

يتابع: “إعلام الإخوان يهدد الأمن القومي السوداني، الأمر الذي يرفضه الشعب، فلا أحد يسمح بهدم الوطن، فالمواطن السوداني يعي جيدًا خطورة هذا الإعلام الموجه، وأصبح محصنًا ضده”.

"ألمانيا"

مؤخرًا، دخلت ألمانيا على خط مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية، وبدأت تتحرك سريعًا لاستهداف الجماعة وإعلامها المضلل، وقدمت كتلة حزب البديل لأجل ألمانيا، طلب إحاطة ضد الإخوان في البرلمان، حمل عنوان “الهياكل الإسلاموية الراديكالية وتأثيرها المحتمل على هيئات الإذاعة العامة”.

وكشف طلب الإحاطة عن أن شركة مثيرة للجدل يديرها عناصر تتبع جماعة الإخوان تسمى Datteltäter””، تعاونت في إنتاج محتوى إعلامي مع شبكة “FUNK”، وهي شبكة محتوى حكومية تديرها هيئات البث في ألمانيا. 

وذكر طلب الإحاطة، أن أحد الفاعلين الرئيسيين في هذه الشركة على علاقات وثيقة مع الأوساط الإسلاموية الراديكالية، خاصة ما يعرف بـ”مؤتمر الشباب الإسلامي” الذي تنظمه “منظمة الجالية المسلمة الألمانية”، وهي المنظمة المظلية للإخوان في ألمانيا، ومركز الشباب الإسلامي في برلين؛ وهو جزء من شبكة الإخوان أيضًا.

"تركيا"

كانت تركيا الحاضنة لإعلاميي وفلول الجماعة الإرهابية، لكن سرعان ما انقلبت الحكومة التركية عليهم، بعد كشف مخططاتهم التخريبية سواء في الداخل التركي، أو دول الجوار، وأمرت أنقرة هؤلاء الخونة بمغادرة أراضيها، أيضًا إغلاق قنوات الشر، منها  “مكملين”، وبدأ فلول الإخوان الفرار من تركيا بحثا عن مكان آخر يبثون سمومهم منه.

 

أقرأ أيضأ l خيري رمضان: الإخوان منزعجين من التقارب المصري القطري