سعودي عاشق لأم كلثوم: أملك فساتين ومقتنيات «الست»

الأديب السعودي الشاب أنور عبد الله باشا
الأديب السعودي الشاب أنور عبد الله باشا

رسالة الرياض - حازم الشرقاوي

لم يعش زمن أم كلثوم، لكنه نشأ في بيت سعودي يعشق سيدة الغناء العربي، تأثر ببيئته كثيراً وبدأ منذ طفولته الاستماع لأغانيها يبحث عن كل ما يتعلق بها فتحول إلى عاشق لها، حتى أصدر كتابا يوثق حياتها وأعمالها، مع الاحتفاظ ببعض مقتنايتها، ووقف الأديب السعودي الشاب أنور عبد الله باشا الذي ألتقته أخبار النجوم عند جوانب وتفاصيل كثيرة في حياة أم كلثوم ووصفها بالشخصية النادرة التي ظهرت في مرحلة احدث نقلة في الغناء العربي، وقد تأثر كثيرا بمكتبات سور الأزبكية بمحتوياتها وضمها للكتب والمجلات والمطبوعات القديمة التي تبرز جوانب من الحالة الثقافية والفنية المصرية والعربية.

لم يتوقف الأديب السعودي عند حدود إصدار الكتاب الوثائقي، لكن استطاع شراء 3 من أهم وأجمل الفساتين التي كانت ترتديها السيدة أم كلثوم، فضلا عن العديد من الصور والإصدارات التي تناولت تفاصيل كثيرة عن سيدة الغناء العربي.. وإليكم نص الحوار:

الأديب الشاب أنور عبد الله باشا في البداية قدم نبذة عنك.. وكيف بدأت رحتلك الأدبية؟

ولدت في مدينة بيروت، وعشت ونشأت في مدينة جدة، أبي (رحمه الله) ربَى فيَ عشقه للسيدة العظيمة أم كلثوم، من خلال سماعي لقصائدها وأغانيها، وأيضاً شجعني كثيراً في نضوج موهبتي في الكتابة والنثر والشعر والرسم الذي أخذ مني الكثير من الوقت لأن موهبة الرسم كانت الأقرب إلي كثيراً، وبعد ذلك أصبحت أتنقل بين كتابة الروايات والقصص وبين السير الذاتية وشعر الفصحى الذي كان الأصعب لأن كتابة الشعر تحتاج لحظتها التي تشبه لحظة الولادة، فأنا لا أتحكم بها، إنما هي التي تتحكم بي، إنها انتزاع وجداني من روح تتحسس الحدث وتتأثر به، وكان كتاب (أم كلثوم.. عملاقة الغناء العربي) أول إصداراتي في عام 2015، وتم إعادة نسخه في طبعة أخرى مضاف إليها بعض المعلومات المهمة عام 2017، وتم تدشينه في معرض الكتاب بجدة، وللعلم أنا أول سعودي يوثق كتاب عن مشوار السيدة أم كلثوم .

كيف عرفت السيدة أم كلثوم وأنت لم تعش مرحلتها؟ وما الأسباب الحقيقية من وراء توثيق أعمالها؟

عرفتها من أبي (رحمه الله)، فبعد هذه المعرفة التي تطورت وأصبحت عشق وبحث عن أي معلومات وصور لها، ومع مرور الوقت أصبحت أمتلك عدد كبير من المجلات والصحف التي كتب فيها عن أخبارها ونشرت صورها، إضافة إلى الصور الفوتوغرافية التي أمتلكها، فأصبح لدي أرشيفاً كبيراً أفتخر به .

قدم للقارئ بعض التفاصيل المثيرة والتي وقفت عندها في كتابك عن سيدة الغناء العربي؟

هذا الكتاب يعتبر الكتاب التوثيقي الأهم والأعم للسيدة أم كلثوم حسب رأي النقاد والمتخصصين والمؤرخين الذين قرأوا هذا الكتاب وأكتشفوا أماكن تميزه، مثلاً يضم الكتاب جداول توثق حفلات أم كلثوم التي أحيتها من بداية عام 1937 إلى عام 1973، توضح تاريخ الحفلة باليوم والشهر والسنة، وماذا غنت في الوصلة الأولى والثانية والثالثة، وفي أي مكان أقيمت الحفلة، ويتميز الكتاب أيضاً بالصور الفوتوغرافية النادرة التي تنشر لأول مرة، وأي موقف أو حدث موثق باليوم والشهر والسنة، وبالصورة التي تؤيد ما كتب.. وأم كلثوم حقاً تستحق التقدير لأنها شخصية نادرة جداً.. نادرة في موهبتها وطريقة غنائها وإحساسها العميق بالكلمة واللحن الذي تأديه، ونادرة في حبها لوطنها وعطائها اللا محدود، وأيضاً في شخصيتها المثقفة الفريدة واسعة الأفق وذكائها المثير للإعجاب وخفة ظلها.. فأم كلثوم تمتلك الكثير من الصفات الحسنة والمزايا الرائعة، ويكفي لها موقفها المشرف نحو وطنها الغالي في عام 1967، ودورها البارز والفعال في تمويل المجهود الحربي بكل ما فيها من حب وعطاء وثقة بالله كبيرة، فهي حقاً مثال مشرف للفنانة الملتزمة التي يفتخر بها في العالم العربي والغربي، فعلاً هي سيدة الغناء وعملاقته وسيدة مصر بلا منازع لما قدمته من فن وعطاء .

ماذا تملك من تراث أم كلثوم؟

أمتلك 3 فساتين سهرة في فترة الستينيات، من أهم وأجمل ما أرتدت أم كلثوم، وحذاء، ومجموعة من المناديل التي كانت تمسك بها في حفلاتها الساهرة، وأكثر من 30 ألف صورة فوتوغرافية من فترة العشرينيات وما بعدها، وحتى أوخر صورها عامي 1973-1974. 

ماذا عن تفاصيل قصتك معها؟ وكيف وصلت إلى المعلومات والمقتنيات عن أم كلثوم؟

بدأت قصتي مع أم كلثوم من عشقي الكبير لها الذي نمى وكبر مع مرور السنوات، كان منبع معلوماتي من سور الأزبكية، المكان المليئ بعبق الماضي الجميل، ووجدت فيه ما أتمناه وأبحث عنه من أخبار ومعلومات أريدها في المجلات والصحف، أما وصولي إلى المقتنيات عندما زرت متحف أم كلثوم بالقاهرة عام 2003، ورأيت بعض مقتنيات أم كلثوم والصور العديدة التي كانت معروضة في المتحف وسعدت كثيراً، وصادف يومها أن يزور المتحف ابن شقيقتها الأستاذ طارق الدسوقي، ولفت نظره وأنا أتفرج على المقتنيات بإهتمام كبير مثير للدهشة، فأقترب مني بهدوء.. وسألني: “إلى هذا الحد تحب أم كلثوم؟”، فقلت له: “طبعاً.. إني أعشقها.. فأبي رباني على سماعها من صغري، وأتمنى من كل قلبي أن ألتقي بها، لكنني لم أولد إلا بعد رحيلها، وأمنيتي أن أقتني بعضاً من صورها الفوتوغرافية لأني أهوى جمع الصور”، ودار الحديث فيما بيننا، وأعطاني رقم هاتفه، وعدت إلى وطني وتحدثت معه كثيراً عن أم كلثوم، وفي مرة اتصلت به وقال لي: “عندي لك مفاجأة كبرى.. لدي فساتين لأم كلثوم، وبعض الصور الفوتوغرافية”، فقلت: “الله .. الله .. لقد حققت لي أمنيتي الغالية”، وأتفقت معه أن أسافر إلى القاهرة فوراً لكي أشتري هذه المقتنيات الثمينة، وفعلاً حجزت التذكرة وسافرت برفقة صديق لي، وأذكر أنني سافرت صباح يوم الأحد وعدت مساء يوم الثلاثاء، وكنت في منتهى السعادة لأنني أصبحت أقتني فساتين وصور فوتوغرافية لـ”كوكب الشرق”، أم كلثوم .

ما أبرز التحديات التي واجهتك حتى تقوم بهذا العمل؟

أهم التحديات كانت في حصولي على المعلومات الصحيحة الدقيقة والموثقة بالتاريخ الكامل والصور، وأقصد هنا بالتاريخ.. اليوم والشهر والسنة  .

  كيف رأى النقاد هذا العمل؟

كان رأي النقاد إيجابياً للغاية، حتى أن أحدهم قال لي: “هذا الكتاب التوثيقي من المفروض أن تأخذ عليه دكتوراة”، والبعض قال: “أنه كتاب توثيقي مميز ومهم لكل المتخصصين والباحثين عن سيرة السيدة العظيمة أم كلثوم” .

  هل تفكر في تحويل الكتاب لعمل درامي؟

بصراحة لا أفكر في تحويل كتابي عن أم كلثوم إلى عمل درامي، لكن قبل سنتين كان لي مشروع تحويل روايتي “نانا” إلى عمل تليفزيوني، وفعلاً بدأ أحد المختصين بكتابة السيناريو والحوار وكتب تقريباً 10 حلقات، لكن الموت غيبه وتأجل هذا المشروع، أما من ناحية متطلباته فإنه يحتاج إلى الدقة في كتابة السيناريو والحوار وفي إختيار الممثلين الذين سيقومون بتجسيد أدوار شخصيات قصة الرواية بكل صدق وإخلاص .

  ماذا بعد أم كلثوم من إصدارات ومقتنيات؟

أصدرت روايتي الأولى الكلاسيكية (نانا.. خداع إمرأة)، بعدها رواية (لقاء عابر في القطار)، أيضاً رواية كلاسيكية، بعد ذلك ديواني الشعري الأول بعنوان (صمودي.. كلمات من القلب)، وأخيراً كان آخر إصداراتي كتاب توثيقي يتحدث عن مشوار مطربة الحجاز إبتسام لطفي بعنوان (شدو الدموع)، هذه الفنانة القديرة التي لحن لها الموسيقار رياض السنباطي وكتب لها خصيصاً أحمد رامي 3 قصائد، لحن أولها رياض السنباطي وثانيها محمد الموجي وثالثها أحمد صدقي، فهي أجمل صوت نسائي ظهر في المملكة العربية السعودية، وظل هذا الصوت الأجمل والأرقى حتى الآن، وحالياً في صدد إصدار ديواني الشعري الثاني الذي يحمل عنوان (أحاسيس رجل عاشق). 

  لكل إنسان طموحات.. ماذا عن طموحاتك الأدبية والفنية؟

طموحاتي الأدبية والفنية لا تنتهي، دائماً أفكر في عمل جديد قبل أنهي عملي القديم، وأنا في الوقت الحاضر في كتاب توثيقي يتحدث عن الفنان المبدع رشدي أباظة، وأتمنى أن أكون المورخ الأول الذي يوثق لحياة الفنانين من ملحنين وشعراء ومطربين، لأنني أعشق التوثيق وأبحث عن الحقيقة مهما كلفني من مشاق، بكل صدق وواقعية .

أقرأ أيضأ l سبب رفض «جمعية تحسين الصحة» تبرع أم كلثوم بـ 500 جنيه‬