لمن يهمه الأمر.. بيع مقتنيات النجوم على «الأرصفة»

نور شريف - أحمد زكي
نور شريف - أحمد زكي

هبة الخولي

مقتنيات النجوم الراحلين دائمًا ما يحرص الجمهور على معرفة مصيرها بعد وفاتهم، خاصًة وإن كانت تلك المقتنيات لأحد الراحلين المشاهير في الوسط الفني والذين يجب الاحتفاء بهم وتكريمهم عن طريق الحفاظ على كل ما كان يخصهم، ووضع ممتلكاتهم في مكان يحفظها.

والفترة الأخيرة انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور وجد فيها مقتنيات النجم المصري الراحل نور الشريف، تُباع على الأرصفة في الشوارع، مثل سيناريوهات مهمة، صور، وكواليس لها علاقة بأعماله الفنية.

وأبدت الفنانة بوسي، زوجة الراحل نور شريف، حزنها بسبب الهجوم عليها حيث قالت: “ما تم تداوله من اتهامات بأنهم باعوا مقتنيات الراحل نور الشريف غير صحيحة”، ومشيرة أنها فوجئت بالأمر، وأنه ربما يكون أحد العاملين مع الفنان الراحل هو من فعل ذلك، مضيفة: “ما أعرفش الحاجات اتاخدت منين، نور كان تعبان وناس كتير اشتغلوا عنده، بالإضافة إلى أن هذه الأشياء من مكتبه ومن زمان أوي، ومعنديش فكرة عنها، وممكن تكون اتسرقت منه لأن مليون واحد اشتغل عنده”.

وتابعت بوسي: “في حاجات كتير معنديش فكرة عنها لأننا فضلنا فترة كبيرة منفصلين، هنبيع ليه أصلًا إذا كانت حاجات نور القيمة كلها راحت مكتبة الإسكندرية، إيه اللي يخليني أبيع صور ليا أنا وهو كلها على الإنترنت، الحاجات دي من زمان معنديش فكرة عنها، هبيع صور موجودة على الإنترنت أصلًا ليه؟، الصور دي متفرقش معايا لأن صورنا كلها على الإنترنت، ماعرفش إيه اللي ممكن يكون حصل لأننا فضلنا فترة طويلة منفصلين والله أعلم، والحاجات اللي تخص نور والمهمة جوه البيت”.

وأصدرت مكتبة الإسكندرية بيانًا رسميًا منذ بداية الأزمة، نفت فيه ما تم تداوله من بيع مقتنيات الفنان نور الشريف على الأرصفة في الشوارع.

وأكدت مكتبة الإسكندرية أنها تسلمت عام 2016 إهداء من أسرة الفنان الراحل نور الشريف، تمثل في 6022 كتابًا، إضافة إلى 167 ورقة خاصة بشركته الإنتاجية، و9 كراسات، دونت بخط يده كتب فيها الخواطر والملاحظات، كما شددت على إمكانية تواجد زوار للاطلاع على تلك المقتنيات في داخل المكتبة بأي وقت.

وقال الناقد طارق الشناوي أن أسرة نور من المستحيل أن تُفرط في كنز ومقتنيات الراحل مثلما قال البعض، وأوضح أنه ربما تكون تسربت من مكتبه أثناء وفاته دون علم الأسرة، ووصلت إلى بعض الباعة في الشارع بهذه الطريقة.

وعلى صعيد متصل، انتشرت العديد من الشائعات أيضًا عند وفاة الفنان الكبير أحمد زكي، حيث استنجدت شقيقته “إيمان” بالمسئولين بعد تجاهل وزيرة الثقافة لها، وعدم التواصل معها حتى الآن بخصوص مقتنياته، حيث اشتكت مرارًا من عدم معرفتها بمكان المقتنيات وأن ما تسلمته هو جزء منها.

وقالت شقيقة الراحل أحمد زكي: “الموضوع انتهى ولا أرغب في الحديث عنه ولكنني عانيت كثيرًا بسببه، وتأثرت حالتي النفسية بالسلب بسبب المشاكل التي واجهتني، وكثرة الحديث والهجوم عليا”.

وكشف الفنان د. أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، تفاصيل أزمة بيع مقتنيات الراحل أحمد زكي، قائلًا: “كان هيثم أحمد زكي نجل الفنان الراحل، هو صاحب الحق الوحيد في التصرف فيها، وعندما توفى هيثم اختصم أخيه غير الشقيق رامي بركات، مع أقربائه، بشأن أحقية الحصول على الميراث والاحتكام إلى الأزهر الشريف”.

وتابع نقيب الممثلين: “الموضوع خارج عننا، فنحن كنقابة لا علاقة لنا بالأمر ولسنا طرفًا فيه، إيه علاقتنا بورث؟!، تواصلنا مع رامي بركات وقرر الأزهر أنه صاحب الحق الوحيد في الحصول على الميراث وبعدها اختفى الأهالي، ولكنني كنت أتمنى تأسيس متحف للاحتفاظ بمقتنيات الفنانين ومن بينهم الفنان أحمد زكي، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن المقتنيات كانت في حوزة هيثم نجل الفنان الراحل الذي لم يكن مختلطا بزملائه في الوسط الفني بشكل كبير لأنه كان يفضل الوحدة”.

وفي جانب آخر، كانت هند أبنة الفنان الراحل سعيد صالح، كشفت عدم تواصل أي مسئول من أجل تأسيس متحف لمقتنيات الفنانين، حيث قالت: “حتى الآن لم يتواصل معي المسئولين من الوزارة لأخذ مقتنيات والدي، كما توجد بعض الأشياء المهمة الخاصة به معي، لازلت محتفظة بها، والجزء الأخر تم أعطائة لشخصيات مقربة من الراحل وللعائلة”.

وكانت أسرة المطربة الراحلة أم كلثوم، والملقبة بـ”كوكب الشرق”، حرصت على الحفاظ بشكل كبير على مقتنياتها الشهيرة بجانب الحكومة المصرية، داخل متحف حمل اسمها في قصر المانسترلي بمنطقة الروضة، وتم افتتاحه رسميا يوم الـ28 من شهر ديسمبر عام 2001.

وضم المتحف العديد من مقتنيات أم كلثوم، وعلى رأسها الأوسمة والنياشين التي حصلت عليها،النوت الموسيقية، أشعار مكتوبة بخط عدد من الشعراء لأهم أغنياتها، بالإضافة إلى الفساتين التي كانت ترتديها في الحفلات الغنائية، كما يضم المتحف مجموعة كبيرة لصور نادرة لكوكب الشرق مع الزعماء، وصور لمراحل حياتها مع شخصيات شهيرة، وكذلك يوجد جهاز‏ “‏جرامافون”‏ ‏كبير‏‏ ‏وعدد من ‏الأسطوانات‏ ‏النادرة‏ ‏لأهم‏ ‏أغاني أم‏ ‏كلثوم.

كما حرصت عائلة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ والذي لقب بـ”العندليب الأسمر”، على التواجد بمنزله في الزمالك بذكرى ميلاده ووفاته، طوال السنوات الماضية، ليكون بمثابة مزار لجمهوره وعشاقه الذين يريدون معرفة كيف كان يعيش النجم الراحل، ورؤية كافة مقتنياته الشخصية.

بالإضافة إلى افتتاح متحف للفنان الراحل عبدالحليم، في إحدى فعاليات ”موسم الرياض”، والذي عُرض فيه مقتنيات نادرة لـ”العندليب” ومنها أشهر ملابسه في الحفلات، ورسائله وأرشيفه بالصحافة، والعديد من المقتنيات التي كانت تُعرض للمرة الأولى أمام الجمهور وقتها.

وعلى سياق متصل، تفاجأ محبين وأسرة الفنان الراحل حسن كامي، بعرض مقتنياته الشخصية وبعض الكارنيهات الخاصة به وجواز سفره بالإضافة لمقتنياته والتي كان منها “جراب لعلبة السجائر” مصنوع من الذهب ومكتوب عليه اسمه، وبعض صوره، للبيع في مزاد على أحد الصفحات بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

وعرض لـ”سندريلا الشاشة العربية”، سعاد حسني، العديد من مقتنياتها في المزاد العلني، بعد عامين من وفاتها، وتم ذلك في إحدى صالات المزادات بحي مصر الجديدة، ومن هذه المقتنيات، نظارة شمسية بلغ ثمنها نحو 15 ألف جنيه، اشتراها وليد عبد الباقي شقيق الفنان حلمي عبد الباقي، وأيضًا من ضمن المقتنيات التي تم بيعها، سياراتها الخاصة الـ “BMW” والتي بلغت نحو 85 ألف جنيه، وفستانها الأحمر، الذي قدمت به أغنية “الدنيا ربيع”، بلغ سعره 30 ألف جنيه، وآخرها فستانها بأغنيتها “بانوا بانوا” حيث قدر ثمنه 20 ألف دولار.

وأخلت نقابة المهن التمثيلية مسئوليتها من اللحظة الأولى عن مثل هذه القضايا، حيث قالوا إن بيع مقتنيات الفنانين هو شيء ليس في وسع النقابة التدخل فيه، خاصًة وأن أسرة الفنان وورثته على قيد الحياة، ولا يحق للنقابة أن تطلب مقتنيات والدهم أو أيا كانت صلة القرابة بينهم وبين الفنان الراحل، فهي في النهاية ميراث خاص بهم، ويمكن أن تكون المقتنيات مجموعة من الصور التي تجمعهم به خلال إحدى المناسبات، أو كتب أو شهادات تقدير، ففي النهاية هذه المقتنيات جميعها تنسب إليهم بصفتهم ورثة، مثلها مثل المنازل والسيارات والأموال ويحق لهم التصرف فيها بكامل حريتهم، سواء بوضعها في متحف، أو إهدائها لأي من الجهات المختصة بحفظ هذه الأشياء، أو ببيعها، ومن الممكن أن يكون لديهم أكثر من نسخة لذلك يروا أن الاحتفاظ بنسخة واحدة كافية.

أقرأ أيضأ l نور شريف أحدث الوافدين على مسلسل «الونش»